Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نحو 20 قتيلا في تظاهرات كولومبيا ووزير المال يستقيل

تفاقم مستوى الفقر في هذا البلد ووصل الى 42,5 في المئة

قُتل نحو 20 شخصاً وأصيب أكثر من 800 بجروح في كولومبيا في أعمال عنف خلال خمسة أيام من التظاهرات التي خرجت احتجاجاً على مشروع إصلاح ضريبي قدمته الحكومة اليمينية، في وقت قدم وزير المال ألبيرتو كاراسكويلا استقالته الاثنين، الثالث من مايو (أيار).

إدانة دولية

ودانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الثلاثاء "الاستخدام المفرط للقوة" من قبل قوات الأمن في كولومبيا خلال الاحتجاجات وخاصة في كالي في غرب البلاد، حيث أطلقت الرصاص الحي.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مارتا هورتادو للصحافيين في جنيف "نشعر بقلق بالغ حيال التطورات التي شهدتها خلال الليل مدينة كالي في كولومبيا، حيث فتحت الشرطة النار على متظاهرين.. لا يمكن استخدام الأسلحة لنارية إلا كملاذ أخير".
ودعت هورتادو إلى التهدئة قبيل تظاهرات جديدة مرتقبة الأربعاء. وأضافت "ما يمكننا قوله بوضوح وفقا للمعلومات التي بحوزتنا، ولدينا شهود، أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي وضربت متظاهرين".
وقالت "يتحقق مكتبنا في كولومبيا من العدد الدقيق للضحايا ويعمل على تحديد كيف وقعت هذه الحادثة الفظيعة في كالي"، مشيرةً إلى أن المدافعين عن حقوق الإنسان في البلاد بلّغوا عن تعرّضهم للتهديد والمضايقة.
وتابعت "نظراً للتوتر الشديد بينما يتولى عناصر الجيش والشرطة مهمة السيطرة على التظاهرات، ندعو إلى التهدئة ونذكّر السلطات بضرورة حماية حقوق الإنسان".
وشددت على أنه "لا يجب استخدام الأسلحة النارية إلا كملاذ أخير".
وفي بروكسل، أعلن بيتر ستانو المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في المؤتمر الصحافي اليومي أن "الاتحاد الأوروبي يدين أعمال العنف".
وأكد المتحدث أن "الأولوية هي الحد من هذا التصعيد للعنف وتجنب أي استخدام غير متناسب للقوة من قبل قوات الأمن". وأضاف "نعول على المؤسسات الكولومبية لإجراء تحقيق وتقديم مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان والحريات إلى القضاء".

مشروع إصلاحي

وكان ألبيرتو كاراسكويلا الذي يشغل منصب وزير المال منذ تولى الرئيس إيفان دوكي السلطة في أغسطس (آب) 2018، قال إن بقاءه في الحكومة "سيجعل من الصعب أن يتم بسرعة وفعالية بناء الإجماع اللازم" لمشروع إصلاحي جديد.

وتحت ضغط التظاهرات الضخمة، الأربعاء، والتي تكررت في الأيام التالية بمشاركة متفاوتة في المدن، أعلن الرئيس المحافظ إيفان دوكي، مساء الأحد، سحب مسودة الإصلاح الضريبي قيد الدرس في البرلمان.

انتقادات شديدة

وأثار المشروع انتقادات شديدة، واعتبرت المعارضة والنقابات المنظمة للتحرك، وكذلك ممثلون عن الحزب الحاكم، أنه يؤثر كثيراً في الطبقة الوسطى، وأنه في غير محله بظل جائحة "كوفيد-19" التي فاقمت الأزمة الاقتصادية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الرغم من إعلان سحب المشروع، نزل المتظاهرون مجدداً إلى شوارع بوغوتا، صباح الاثنين، وعرقلوا حركة السير على بعض الجادات.

وأشارت وزارة الدفاع من جهتها، إلى وجود 846 مصاباً، بينهم 306 مدنيين، واعتُقل 431 شخصاً خلال أعمال العنف التي شهدتها بعض التظاهرات منذ 28 أبريل (نيسان)، على الرغم من أن معظمها كان سلمياً.

مقتل 18 مدنياً وشرطي

ونشرت الحكومة تعزيزات من الجيش في عدد من المدن، واتهمت منظمات غير حكومية الشرطة بإطلاق النار على المدنيين.

وأشارت حصيلة للهيئة العامة لحماية حقوق الإنسان إلى مقتل 18 مدنياً وشرطي خلال التحرك الشعبي الذي بدأ في 28 أبريل في كل أرجاء البلاد.

وأكد وزير الدفاع دييغو مولانو أن الحوادث العنيفة كانت "متعمدة ومنظمة ومموّلة من المجموعات المنشقة عن (القوات المسلحة الثورية الكولومبية)، الفارك"، التي رفضت اتفاق السلام المبرم في 2016 مع المتمردين السابقين وجيش التحرير الوطني الذي يعد آخر تمرد في كولومبيا، وأشار إلى أضرار لحقت بـ 313 مؤسسة تجارية و94 مصرفاً و69 محطة للنقل العام و36 صرافاً آلياً و14 نقطة عبور مدفوع.

نص جديد

وكانت الحكومة قدمت في 15 أبريل إلى البرلمان مشروعها للإصلاح الضريبي الرامي إلى زيادة إيرادات الدولة بـ 6.3 مليار دولار إضافية بين 2022 و2031 لتمويل النفقات العامة لرابع اقتصاد في أميركا اللاتينية، وتواجه كولومبيا أسوأ أزمة اقتصادية في نصف قرن مع تراجع إجمالي الناتج الداخلي في 2020 بـ 6.8 في المئة وارتفاع معدل البطالة في مارس (آذار)، بـ 16.8 في المئة، وتفاقم مستوى الفقر في هذا البلد ووصل الى 42.5 في المئة.

واقترح الرئيس سحب مشروعه الأصلي لصوغ نص جديد وإلغاء النقاط الرئيسة موضع الجدل وهي زيادة ضريبة القيمة المضافة على السلع والخدمات وتوسيع قاعدة ضريبة الدخل.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات