Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين وروسيا قد تهيمنان على الإنترنت ما لم تتطور بريطانيا

يرى جيريمي فليمنغ المدير العام لوكالة مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية "جي سي أتش كيو" [GCHQ] الاستخباراتية أنه خلال فترة التغير المتسارع الذي يشهده العالم يبقى التكيف الخيار الوحيد وهذا الأمر لا يستثني بريطانيا

تسعى بكين وموسكو إلى الإمساك بمقاليد الانترنت ومنصاته، المحلية منها والعالمية (أ ب)

تخاطر المملكة المتحدة وحلفاؤها بفقدان السيطرة على الإنترنت وأمن التكنولوجيات المقبلة لصالح الصين وروسيا، اللتين تملكان رؤية مستقبلية مختلفة وتنافسية، وفق كلام جيريمي فليمنغ، مدير وكالة مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية "جي سي أتش كيو" [GCHQ] الاستخباراتية.

ما لم يتخذ إجراء حاسم في هذا الشأن، "يتبين بوضوح مطرد أن التكنولوجيات الرئيسة التي سنعتمد عليها لتحقيق ازدهارنا وأمننا في المستقبل، لن يكون الغرب من يتولى صياغتها والتحكم فيها. وأوضح فليمنغ أن الأمر يتعلق بمواجهة "وقت الحساب". يأتي تحذيره في خطاب مهم، يدلي به، الجمعة المقبل.

ويتوقع أن يقول فليمنغ، إن المملكة المتحدة دولة رائدة عالمياً في مجال الدفاع الإلكتروني، وإن "القوة الإلكترونية الوطنية" National Cyber Force التي أنشئت، أخيراً، قد عززت بصورة كبيرة قدرة البلاد على تنفيذ عمليات سيبرانية هجومية ضد دول معادية وجماعات إرهابية. "إن وجود قطاع تكنولوجي قوي وجامعات عالمية المستوى، سيمد البلاد بالجيل المقبل من المهارات والخبرات".

و"مع أخذ كل ما سبق بعين الاعتبار، فإن المملكة المتحدة اليوم تعتبر فعلاً قوة إلكترونية عالمية- إنها حيوان ضخم في العالم الرقمي"، بحسب ما سيرد في كلمة المدير العام لـ"جي سي أتش كيو".

ولكن مع ذلك، سيحذر فليمنغ من أن "التمتع بقوة تاريخية أو سابقة لا يعني أنه في وسعنا أن نفترض أننا سنكون أقوياء جداً في المستقبل... في هذا العالم الطبيعي المتسم بالتغير المتسارع، يبقى التكيف الخيار الوحيد، وينطبق الأمر عينه علينا".

وللتذكير فقد أنيط بالقوة السيبرانية دور رئيس في مراجعة الحكومة البريطانية المتكاملة للأمن والدفاع والسياسة الخارجية، التي نشرت الشهر الماضي، ووصفت بأنها أهم مخطط لاستراتيجية الدولة على الساحة الدولية في التاريخ الحديث.

في المراجعة المذكورة، أعلن بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، أن "القوة السيبرانية تغير جذرياً طريقة عيشنا وأساليب الحروب التي نخوضها، تماماً كما فعلت القوة الجوية قبل مئة عام مضت. نهجنا الجديد الكامل إزاء الإنترنت سوف يحدث تحولاً في قدرتنا على حماية شعبنا، ويعزز مصالحنا في مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن أنه سيعمل على تغيير حياة الشعب البريطاني إلى الأفضل يوماً بعد يوم".

خلال إلقائه "محاضرة فنسنت بريسكو الأمنية السنوية" في "إمبريال كوليدج لندن" Imperial College London، سيقول فليمنغ إن "المملكة المتحدة تطورت في البيئة الرقمية وتواصل الازدهار. ربما نكون دولة صغيرة جغرافياً، لكننا خامس أكبر اقتصاد في العالم، ودولة تجارية عالمية يتجاوز تأثيرها مساحتها بأشواط".

"لا بد من إعادة صياغة ذلك النفوذ والامتياز بصورة مستمرة. فازدهار البلاد وأمنها، ونوعية حياة مواطنيها، والتأثير الذي تستطيع الحكومة أن تتركه، كلها عوامل تتوقف إلى حد كبير على مزايا مستمدة من المملكة المتحدة الأكثر أماناً وقوة ورخاءً، على النحو المنصوص عليه في المراجعة المتكاملة"، استناداً لما سيذكره فليمنغ.

وسيندرج بين التدابير اللازمة لحماية المستقبل، كما سيكشف فليمنغ، التطوير المتواصل للتقنيات السيادية، من بينها التشفير الكمومي quantum cryptography الذي تستفيد منه البلاد في الاحتفاظ بالمعلومات الأكثر حساسية بالنسبة إليها.

إضافة إلى ذلك، "هناك العمل مع الحلفاء في مجال الدفاع السيبراني ووضع معايير وقوانين دولية في الفضاء الإلكتروني لحماية سلاسل البحوث والإمداد. وهذا الأمر يكتسي كذلك أهمية بالغة، كما هي الحال في ما يتعلق بتهيئة ظروف السوق المناسبة للابتكار، وتعزيز مجموعة واسعة من التقنيات، والتنوع في البضائع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"إذا نجحنا في النهوض بذلك، فسوف تؤثر السياسات الجديدة، المستندة من الخبرة العميقة في الأسواق، وستحمي التقنيات الأكثر أهمية وتعمل على تنميتها. وستنشئ الحكومة أسواقاً جديدة، مركزة في الاستثمار على القطاعات والتقنيات الأفضل بالنسبة إلى المملكة المتحدة"، بحسب فليمنغ.

في ظل توفر تلك القاعدة المتينة، ستعمل بريطانيا "مع دول أخرى تشاطرها التفكير بغية تجميع الموارد والمعرفة لتحقيق تلك الأهداف العالمية العصية، الطموحة. كل تلك العناصر مجتمعة، تشكل إضافة إلى خطة ترمي إلى إيجاد أفضلية إستراتيجية للمملكة المتحدة وحلفائنا، على أساس سيادة القانون والأخلاق المشتركة، والصالح العام"، في رأي جيريمي فليمنغ.

© The Independent

المزيد من دوليات