تشهد سوق الأسهم السعودية "تداول" بدء المرحلة الثانية من الترقية ضمن مؤشر "فوتسي راسل" للأسواق الناشئة، وتنفيذ صفقات الشراء والبيع بنسبة 15% من قيمة السوق الأكبر في المنطقة العربية على المؤشر العالمي.
وسيتم تنفيذ انضمام المرحلة الثانية على المؤشر اعتباراً من الأول من مايو (أيار) 2019، ومن المنتظر أن تصل قيمة الاستثمارات غير النشطة الداخلة في تلك المرحلة نحو 2.7 مليار ريال (720 مليون دولار ).
ومن المتوقع أن تمثل السوق السعودية نحو 2.9% في مؤشر "فوتسي راسل" للأسواق الناشئة، و0.3% في مؤشر "فوتسي" للأسواق العالمية.
ويرى محللو أسواق المال أن السوق السعودية ستكون أكبر إضافة حديثة للمؤشرات العالمية، وأكبرها مؤشر "أم أس سي آي" للأسواق الناشئة، الذي ستنضم له أيضاً في مايو المقبل، ومن المرجح أن يمنح "أم أس سي آي" السعودية وزنًا كبيراً يبلغ قدره 2.7%، أي في مرتبة تقع ما بين روسيا والمكسيك.
وانضمت الأسهم السعودية إلى المرحلة الأولى لمؤشر "فوتسي" العام للأسواق الناشئة في 18 مارس (آذار) الماضي، وسط ردود فعل إيجابية من جانب المستثمرين وتدفقات بقيمة 2.1 مليار ريال (574 مليون دولار).
وبحسب ما أعلنته "فوتسي راسل" فإن انضمام "تداول" إلى مؤشر الأسواق الناشئة سيتم على خمس مراحل، بدأت في مارس (آذار) 2019 بنسبة 10%، ثم مايو (أيار) بنحو 15%، والمرحلة الثالثة في سبتمبر (أيلول) 2019 بنسبة 25%، ثم في ديسمبر (كانون الأول) بنحو 25%، وأخيراً في مارس (آذار) 2020 بنسبة 25%.
وجاء قرار "فوتسي راسل" بتنفيذ عملية الانضمام على مراحل بشكل أساسي، بهدف التخفيف من أثر تطبيقها على المؤشر، وبسبب ثقل وزن "تداول" من المؤشر، ومن المرجح أن تستحوذ "تداول" على نحو 2.7% من إجمالي قيمة المؤشر، على أن تزيد هذه النسبة إلى 4.6% عقب إدراج شركة "أرامكو السعودية" في البورصة المحلية.
وتم تنفيذ معظم هذه الصفقات خلال فترة مزاد إغلاق أمس الثلاثاء، حسب متطلبات مديري المؤشرات العالمية- وهي الفترة التي سيتمكن المستثمرون فيها من تحديد سعر الأسهم من خلال العرض والطلب، للوصول إلى السعر العادل.
تداول نحو 55.4 مليون سهم بقيمة 2.5 مليار ريال
وشهدت فترة المزاد التي استمرت عشرين دقيقة، تداولات نشطة بلغت نحو 55.4 مليون سهم، وبقيمة إجمالية بلغت 2.5 مليار ريال (666.6 مليون دولار)، تمت من خلال 4363 صفقة.
وكانت "تداول" أعلنت تمديد فترة مزاد الإغلاق لتصبح 20 دقيقة (بدلاً من 10 دقائق)، وذلك فقط تزامناً مع بدء تنفيذ المرحلة الثانية من المراحل الخمس للانضمام إلى مؤشر الأسواق الناشئة "فوتسي راسل" اليوم، وذلك بحسب أسعار إغلاق 30 أبريل (نيسان) 2019.
وفي تقرير حديث لها، توقعت شركة الأهلي كابيتال، أن تصل قيمة التدفقات النقدية لسوق الأسهم السعودية بالمرحلة الثانية من الانضمام لمؤشر "فوتسي راسل" إلى 3.2 مليار ريال (862 مليون دولار).
ورجحت الأهلي كابيتال، حدوث تدفقات نقدية على 46 سهماً من الأسهم المدرجة بالسوق الرئيسي "تاسي" في سوق الأسهم السعودية خلال المرحلة الثانية من الانضمام لمؤشر "فوتسي راسل"، على أن تكون أغلب التدفقات المتوقعة لسهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" بقيمة 492 مليون ريال، يليها مصرف الراجحي بواقع 481 مليون ريال، ثم البنك الأهلي التجاري بـ 337 مليون ريال.
وأشارت شركة الأبحاث، في تقريرها، إلى أنه مع اكتمال انضمام "تداول" لمؤشر "فوتسي راسل" سيبلغ إجمالي التدفقات النقدية نحو 21.5 مليار ريال (5.7 مليار دولار)، وذلك بشكل رئيسي من الصناديق غير النشطة.
فيما كانت "جدوى للاستثمار"، الشركة السعودية العاملة في مجال إدارة الاستثمارات والاستشارات المالية، قد توقّعت أن يبلغ إجمالي التدفقات النقدية غير النشطة المحققة من إدراج السعودية في كل من مؤشري "فوتسي"، و"مورغان ستانلي"، نحو 17 مليار دولار بحلول مارس (آذار) 2020.
وذكرت "جدوى" أن المؤشر السعودي تلقى الدفعة الأولى من التدفقات غير النشطة في شهر مارس (آذار) الماضي مع الترقية بمؤشر "فوتسي" بارتفاعه 4% على أساس شهري، ليأتي ضمن أفضل المؤشرات الإقليمية والعالمية أداءً خلال الشهر، مضيفة أن السوق استقبلت تدفقات بقيمة 600- 700 مليون دولار خلال الشهر الماضي نتيجة الترقية الأولى في مؤشر "فوتسي" للأسواق الناشئة.
وسجلت استثمارات الأجانب في سوق الأسهم السعودية مستوى قياسياً جديداً، جاء ذلك وفقاً لأحدث تقارير السوق المالية السعودية (تداول)، حيث قفزت ملكية المستثمرين الأجانب في أسهم الشركات المدرجة في تعاملات السوق إلى 5.64% من إجمالي القيمة السوقية، وهي الأعلى على الإطلاق بالتزامن مع الترقية على مؤشر فوتسي راسل، وتضم البورصة السعودية، الأكبر في المنطقة من حيث القيمة السوقية، 190 شركة موزعة على 20 قطاعا.