Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما الذي يجعل "يهوذا والمسيح الأسود" جديرا بأوسكار أفضل فيلم؟

صنع المخرج شاكا كينغ دراما تجاوزت قوتها الأداء الاستثنائي لبطلي العمل دانييل كالويا وليكيث ستانفليد

يتجاوز فيلم "يهوذا والمسيح الأسود" كونه مجرد منصة أداءات تمثيلية قوية (أ ب)

إذا ألقينا نظرة على الأعمال التي فازت بأوسكار أفضل فيلم على مدار العقد الماضي، قد نكون مصيبين في تفكيرنا أن الأداء التمثيلي ليس إلا جزءاً من مكونات كل فيلم رائع. فمنذ فاز فيلم "الفنان" The Artist في 2011 بجائزة أفضل فيلم، وقد قدم أداءً رائداً اعتبر جديراً بأوسكار أفضل ممثل في دور رئيس، لم تتمكن أفلام أخرى كـ"الكتاب الأخضر" Green Book، و"ضوء القمر" Moonlight، و"عبد لاثني عشر عاماً" 12 Years a Slave من الفوز إلا بجائزة أفضل ممثل في دور مساعد. وببرود، استقبل النقاد والجمهور على حد سواء عدداً محبطاً من الأفلام التي أوصلت أبطالها إلى جائزة أفضل ممثل/ ممثلة (من بينها "الجوكر" Joker و"جودي" Judy و"الملحمة البوهيمية" Bohemian Rhapsody و"أحلك ساعة" Darkest Hour و"العائد" The Revenant)، بأن اعتبروها منصات لأداءات تمثيلية ضخمة واستعراضية أكثر من كونها أعمالاً فنية رائعة. إذا كان من فيلم واحد هذا العام يقدر على تغيير هذه الفكرة، فإنه "يهوذا والمسيح الأسود" Judas and the Black Messiah.

يقدم فيلم "يهوذا" دراما تاريخية تشد الأعصاب ينقلها الممثلون بأداء حسن، ويركز على سقوط فريد هامبتون الناشط في مجال الحقوق المدنية ورئيس فرع "إلينوي" بحزب "الفهود السود" في 1969. ويحمل اسم "يهوذا" المذكور في العنوان إشارة إلى بيل أونيل، وهو سارق سيارات عمد "مكتب التحقيقات الفيدرالي" إلى التأثير عليه كي يتسلل إلى الحزب ويخون هامبتون.

يرتقي فيلم "يهوذا" إلى مستوى العظمة من خلال أداءاته التمثيلية، ولا سيما ما يقدمه دانييل كالويا في دور هامبتون وليكيث ستانفيلد في دور أونيل. كي ينجح الفيلم، علينا أن نقتنع بأن هامبتون شكل قوة طبيعية حقيقية، ويتكمن كالويا بطريقة ما من إبراز هذه الكاريزما الخارقة للطبيعة في مشاهد خطاباته العامة. إنه أفضل أداء له حتى الآن، ودليل آخر على أنه (كالويا) من أكثر المواهب بروزاً في جيله. وكذلك يقدم ستانفيلد أيضاً أداء من الدرجة الأولى، على الرغم من صعوبة تحديد شخصيته، بأن خائن وضحية في الوقت نفسه، رجل يسهل التعاطف معه، لكن يستحيل مسامحته.

ومن دون شك، إن كالويا وستانفيلد هما بطلا الفيلم، ويمكن للمرء أن يتخيل حدوث خلل تقني أدى إلى حصول كلا الممثلين على ترشيح لأوسكار أفضل ممثل مساعد، لكن في النهاية، من المحتمل أن يكون هذا لمصلحتهما، إذ يعتبر شادويك بوزمان المرشح الأكثر حظوظاً في فئة أفضل ممثل (عن أدائه في فيلم "مؤخرة ما ريني السوداء" Ma Rainey’s Black Bottom)، مفسحاً المجال أمام كالويا للظفر بتكريم أفضل ممثل مساعد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى نحو مماثل، يبدو طاقم الممثلين المساعدين بأكمله (الممثلين المساعدين بالفعل) رائعاً أيضاً، بداية من جيسي بليمنز في دور المدير المزعج في "مكتب التحقيقات الفيدرالي"، إلى التصوير البغيض الذي يقدمه مارتن شين لشخصية جيه إدغار هوفر (أول من ترأس "مكتب التحقيقات الفيدرالي") إلى دومينيك فيشباك (بطلة مسلسل "الشيطان" The Deuce)، التي تؤدي دور ديبوراه جونسون، الناشطة في حزب "الفهود السود" التي تدخل في علاقة عاطفية مع هامبتون.

ليس الأداء التمثيلي وحده هو ما يجعل مشاهدة "يهوذا" ممتعة. فهنالك أيضاً نص مكتوب بإحكام ويحمل مغزى، وكذلك تبرز جهود المخرج شاكا كينغ الملحوظة في تنفيذ العمل الذي جاء سلساً من دون أن يكون استعراضياً، وجريئاً لكنه تحت السيطرة. وتصبح الميزات التي يتمتع بها فيلم "يهوذا" أكثر وضوحاً عند مقارنته بأحد أفضل منافسيه على جائزة أفضل فيلم، وهو "محاكمة شيكاغو 7" The Trial of the Chicago 7 الذي يتناول فترة مماثلة من التاريخ الأميركي. فبينما يتأرجح "شيكاغو 7" بين النزعة التعليمية والمشاعر المتخمة (وهما سمتان مألوفتان في أعمال الكاتب والمخرج آرون سوركين)، تمكن "يهوذا" من الابتعاد عن هاتين الصفتين. إنه أكثر تأنياً في تصويره للشر العابر للسلطات الأميركية، وهناك شعور غير محدود بمدى سينمائيته. وكذلك تبدو العلاقة بين "يهوذا" وأميركا المعاصرة بديهية، ولا يستنزف الفيلم هذه النقطة، إذ يبدو واثقاً من أن الحقائق التاريخية المجردة تكون أكثر تطرفاً من أي مقدار من التضخيم الفني.

أما بالنسبة لـ"حظوظ أفضل فيلم" التي يمكن أن يتمتع بها عمل أنتج خلال عام سيطر فيه وباء كورونا على النشاط السينمائي، فلا يمتلك فيلم "يهوذا" أي حظوظ فعلياً. ووفقاً لمواقع المراهنات، يبدو أن فرصته في الفوز بالجائزة هي 1/40. وليس سوى فيلمين أقل منه في ذلك، هما "الأب" The Father و"صوت الميتال" Sound of Metal. سينظر إلى أداء كالويا (الذي سيحظى بجائزة أوسكار على الأرجح) على أنه يتفوق على الفيلم نفسه، ذلك إنه ببساطة على هذه الدرجة من الجودة. في المقابل، يشكل "يهوذا أكثر بكثير من مجرد عرض لمواهب نجومه. إنه فيلم قوي وعميق في حد ذاته، وسيكون جديراً بالفوز بجائزة أفضل فيلم.

© The Independent

المزيد من سينما