Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الذكرى" لم تنفع البشير... أشهر محاكمات الرؤساء في التاريخ الحديث

تتعلق جميعها باتهامات بالفساد واستغلال المنصب والتربح... والقتل أيضاً

الرئيس السوداني السابق عمر البشير  (رويترز)

مثلما يتذكر بعض الزعماء والقادة العام 2011 بمزيد من الألم والحسرة، هناك من ينتظرهم مصير غامض ومحاكمات ربما تفضي إلى السجن خلال العام 2019.

ما يحدث حالياً مع الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، والمطالب الخاصة بضرورة محاكمته، سواء أمام القضاء السوداني أو أمام محكمة الجنايات الدولية، يعيد إلى الأذهان أشهر قصص محاكمات المشاهير والزعماء السابقين.

تشاوشيسكو وإعدامه في عيد ميلاده

نبدأ بمحاكمة الروماني تشاوشيسكو، وهي واحدة من أشهر المحاكمات التي جرت في تاريخ أوروبا الحديث، تولى تشاوشيسكو حكم رومانيا عام 1974 واستمر في الحكم حتى عام 1989، وعاش الشعب طوال هذه السنوات في فقر شديد، وقمع وانتهاكات، إلا أن هذا لم يدم طويلاً، حيث انتهى حكمه بثورة شعبية أسقطت نظامه.

وبالفعل حوكم عسكرياً بتهمة قتل المتظاهرين خلال أيام الثورة، والتسبب في تدمير اقتصاد رومانيا، وحكم عليه هو وزوجته بالإعدام رمياً بالرصاص، وفي يوم عيد الميلاد 25 ديسمبر (كانون الأول) 1989 تم تنفيذ الحكم.

محاكمة الشيطان سلوبودان ميلوسوفيتش

وتعد محاكمة سلوبودان ميلوسوفيتش من أهم محاكمات التي حدثت في التاريخ الحديث، حتى أن معارضيه قالوا إنها محاكمة "الشيطان" سلوبودان ميلوسوفيتش.

سلوبودان هو رئيس يوغسلافيا السابق حكم البلاد في الفترة بين عامي 1989 وحتى 1997، قام خلالها بحملة تطهير عرقي ضد مسلمي صربيا والبوسنة وكروايتا، حيث قام بمذبحة سربرينتشا ،1995 والتي راح ضحيتها ما يقرب من 8000 مسلم.

في عام 2001 مثُل أمام محكمة جرائم الحرب التابعة للولايات المتحدة بولاية لاهاي بهولندا، وكان في الجلسات يسخر من القضاة ومن المحاكمة برمتها، لدرجة أنه رفض توكيل محامٍ للدفاع عنه، وخلال المحاكمة تحديداً في الحادي عشر من مارس (آذار) عام 2006 وجد ميتاً في السجن قبل إصدار حكم نهائي.

بابادوبولوس وتهمة الخيانة العظمى

ومن يوغسلافيا إلى اليونان ومحاكمة جورج بابادوبولوس الرئيس اليوناني الذي وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري، وشهدت رومانيا في عهده انتهاكات بشعة، وامتد حكمه إلى ثماني سنوات، تحديداً من العام 1967 وحتى عام 1974، هذه السنوات الثمانية ارتكب فيها جرائم سياسية، وفرض على شعبه حياة عسكرية صارمة، حيث قام بمطاردة المعارضين وحبسهم، فضلاً عن تقييد حرية الإعلام والصحافة وكسر الأقلام المعارضة.

ومع استمرار القمع كان قادة الجيش حينها يخططون لانقلاب عسكري عليه، وبالفعل أزاحوه عن الحكم، وقاموا بمحاكمته بتهمة الخيانة العظمى وصدر حكم الإعدام عليه عام 1975، ثم خُفف الحكم إلى سجن مؤبد، قضى منها 24 عاماً ومات في سجنه.

تشارلز تايلور وجرائم الحرب

أما تشارلز تايلور رئيس ليبريا في الفترة ما بين 1997 إلى2003،  قدّم استقالته في 2003 بعد ضغوط دولية، حيث ارتكب جرائم حرب وانتهك حقوق الإنسان، من خلال تورطه في الحرب الأهلية في سيراليون، فقد كان له دور كبير في دعم المتمردين في سيراليون وإمدادهم بالمال والسلاح، والتسبب في استمرار هذه الحرب لسنوات، والتي راح ضحيتها ما يقرب من 50000 مواطن.

كان تمويله بدافع إحداث اضطرابات في البلد ليتمكن هو من نهب ثرواتها، وتحديداً "الماس"، ولهذا السبب سُميت القضية فيما بعد بـ"ماس الدم".

وفي أبريل (نيسان) من عام 2012 أدانته المحكمة الخاصة بقضية سيراليون بتهم عدة، كلها متعلقة بتمويل المتمردين ودعمهم، وبعد محاكمة استمرت خمس سنوات، تم الحكم عليه بالسجن 50 عاماً.

أوجيستو بينوشيه وارتكاب جرائم إنسانية

كان أوجيستو بينوشيه، مثله مثل أي حاكم عسكري، طاغيا ومستبدا، حيث شن حملة اعتقالات واسعة ضد معارضيه، الذين لم يكن يتعامل معهم سوى بالقنص أو الحبس والتعذيب، وبالطبع قطع في الفساد المالي والسياسي أميالاً، بدأ حكمه بقتل رئيس البلاد آنذاك سلفادور أليندي، تبعها بفرض القوانين وشن العقوبات على المعارضين والأحزاب والصحف.

وُجهت إليه تهم ارتكاب جرائم إنسانية بحق شعبه، واعتقل بالفعل في عام 2002، إلا أنه مرض بعدها وأُطلق سراحه لإصابته بالخرف الوعائي، ولكن في مايو (أيار) 2004 صدر حكم من محكمة تشيلي العليا باستكمال المحاكمة، حيث رأت أنه في وضع صحيّ جيد، وبالفعل استُكملت المحاكمة في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، إلا أنه تعرّض لنوبة قلبية مفاجئة، وتوفي بعدها بأيام قليلة.

منجستو هيلا ميريام وتهمة الإبادة الجماعية

هو الرئيس الإثيوبي الأسبق منجستو هيلا ميريام، الذي تولى الحكم عام 1974، وهو حاكم شيوعي بالدرجة الأولى حكم إثيوبيا لمدة 14 عاماً، كانت سنوات عجاف على إثيوبيا، عاش فيها الشعب تحت ظلمه وبطشه، حيث قام بحملات قتل وتعذيب لمعارضيه، بل وصل طغيانه حد ارتكاب جريمة إبادة جماعية في الفترة بين عامي 1987 و 1977، لقبت هذه الفترة بـ"الرعب الأحمر" لشدة العذاب الذي أذاقه شعبه.

وتمت محاكمة منجستو غيابياً في محاكمة استمرت 10 سنوات، و في مايو (أيار) من العام 2008 أصدر الحكم ضده بالإعدام شنقاً.

حسن حبري والهروب إلى السنغال

الرئيس التشادي السابق حسين حبري متهم أيضاً بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال فترة حكمه التي امتدت 8 سنوات بين عامي 1982 و1990، تمت إزاحته عن الحكم في العام 1990، ففرّ هارباً إلى السنغال ولجأ إليها، وعلى الرغم من مطالبة محكمة العدل الدولية للسنغال بتسليمه أكثر من مرة، إلا أن السنغال رفضت.

وفي عام 2005 تمت محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ولم يصدر حكم بحقه حتى الآن، ومن الجدير بالذكر أنه لم يزل معتقلاً في داكار.

صدام حسين لم يعترف بالمحاكمة حتى إعدامه

وتعد محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من أشهر المحاكمات التي شهدها التاريخ الحديث، حيث وجهت له المحكمة تهمة القيام بإبادة جماعية لأهالي بلدة الدجيل عام 1982، ولم يعترف صدام بالمحكمة وطعن في شرعيتها، إلا أنه استسلم في نهاية الأمر وبدأ يستوعب المحاكمة ويدافع عن نفسه.

وفي الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2006 أصدر الحكم في هذه القضية بالإعدام شنقا، وتم تنفيذ الحكم فجر يوم السبت 30 ديسمبر (كانون الأول) 2006 الموافق أول أيام عيد الأضحى لعام 1427 هجرية.

حسني مبارك ومحاكمة بعد 3 عقود من الحكم

تولى الحكم منذ عام 1981 حتى 2011، أي طوال ثلاثين عاماً كاملة، وأطيح به في خضم ثورة شعبية اندلعت في مصر من الفترة 25 يناير (كانون الثاني) حتى 11 فبراير (شباط) 2011، واتهمه المحتجون في الميادين المصرية بأن سياساته أدت إلى زيادة معدلات الفقر والبطالة، وطالبوا بإسقاط نظامه بعدما ترددت أنباء عن توريث نجله الأصغر جمال الحكم.

زين العابدين والمحاكمة الغيابية

كانت محاكمة زين العابدين بن علي الرئيس السابق لتونس، من أولى المحاكمات لرؤساء الدول العربية بعد ما أطيحت ثورات حدثت في بعض البلدان العربية بعدد من الرؤساء، وبمجرد سقوط نظامه طلب اللجوء إلى السعودية، وبدأت محاكمته غيابياً.

وعلى عكس الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك تمت محاكمة زين العابدين عسكرياً وليس مدنياً، حيث أصدر القضاء العسكري التونسي حكما بالإعدام عليه، كما أصدرت المحكمة التونسية أحكاما غيابية ضده بالسجن لمدة 50 عاما وغرامة بملايين الدولارات بتهم حيازة أسلحة والفساد المالي.

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة