Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل استخدم المغرب طائرة مسيرة في هجوم على بوليساريو؟

عززت الرباط قدراتها العسكرية خلال العامين الأخيرين

يحتل المغرب المرتبة 53 عالمياً في تصنيف "غلوبال فاير باور" للجيوش (أ ف ب)

يرى خبراء أن إعلان الانفصاليين الصحراويين أخيراً عن توجيه المغرب ضربة بطائرة مسيّرة قتلت أحد قادتهم العسكريين سيكون، إذا تأكد، نقطة تحول في النزاع الممتد منذ عقود في الصحراء الغربية.

ويقدر الباحث السياسي المغربي محمد شيكر، المتخصص في شؤون القوات المسلحة المغربية لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه على الرغم من "صعوبة إثبات" استعمال طائرة مسيّرة إلا أن حجم العملية التي نُفذت الأربعاء "غير مسبوق منذ وقف إطلاق النار" المبرم عام 1991 برعاية الأمم المتحدة.

وفي غياب معلومات من السلطات المغربية، لا تزال ملابسات الهجوم وموقعه وأسلوبه غير واضحة.

يوجد أمر واحد مؤكد، هو مقتل قائد "سلاح الدرك الوطني" في جبهة بوليساريو الداه البندير الأربعاء خلال عملية للقوات المسلحة المغربية إثر توغل لقوات الجبهة، وفق مصادر متطابقة.

لكن لا نعلم طريقة ومكان مقتله، هل حصل ذلك في الصحراء الغربية أم جنوب المغرب؟ بضربة لطائرة مسيّرة أم بطريقة أخرى؟

الطائرات المسيّرة

اعتبر موقع "لوديسك" الإعلامي المغربي أن اللجوء إلى الطائرات المسيرة "يعني أن المغرب بدأ ضربات موجهة مثل الولايات المتحدة وإسرائيل في منطق انتقامي لمحاولات توغل بوليساريو".

وتحدث الموقع الإلكتروني المغربي عن "عملية مركبة بواسطة طائرة مسيّرة غير مسلحة من طراز هارفانغ، إسرائيلية التصميم" حددت الهدف بواسطة "محدد مدى ليزري" ثم تولت طائرة مقاتلة "تنفيذ الضربة".

ودان موقع "ألجيري باتريوتيك" (الجزائر الوطنية)، نقلاً عن معلومات لجبهة بوليساريو، استعمال "طائرات مسيّرة قاتلة" و"المساعدة التقنية" الإسرائيلية.

من جهته، أكد الخبير العسكري المغربي عبدالحميد حريفي أن "المغرب لا يملك رسمياً طائرات مسيّرة مسلحة"، لكنه "يحوز مجموعة من الطائرات المسيّرة غير المسلحة تحوي أحدث تكنولوجيا".

وأضاف، "في المنطقة، المغرب رائد في استعمال الطائرات المسيّرة لجمع المعلومات وتحديد الأهداف".

لذلك يعتبر الخبير أنه "من الممكن أن يكون الجيش قد استعمل طائرة مسيّرة مماثلة لرصد التحركات المشبوهة في المنطقة العازلة" الأربعاء.

وتشير معلومات تناقلها الإعلام المغربي إلى تسلم ثلاث طائرات مسيرة من طراز هارفانغ نهاية 2020، إضافة إلى تقديم طلبيات للحصول على طائرات مسيّرة إسرائيلية من طراز بلوبيرد وأخرى أميركية من طراز "إم كيو-9بي سكاي غارديان" يبدو أنها لم تُسلم حتى الآن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتزامنت تلك المعلومات مع إعلان إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب نهاية 2020 الاعتراف بسيادة المغرب على المستعمرة الإسبانية السابقة، وإعادة العلاقات بين المملكة وإسرائيل.

ويشدد محمد شيكر على أنه بوجود طائرات مسيّرة أو من دونها، فإن المغرب "يسيطر عسكرياً على جميع مناطق الصحراء ولديه ترسانة أسلحة قادرة على ضرب أي تحرك لجبهة بوليساريو".

عملياً، عززت الرباط قدراتها العسكرية خلال العامين الأخيرين، لتتقدم من المرتبة 60 إلى 53 عالمياً في تصنيف "غلوبال فاير باور" للجيوش.

وأشارت مجلة "جون أفريك" نهاية 2020 إلى أن الانفصاليين الصحراويين "مزودون بسلاح لم يتغير إلا قليلاً منذ الثمانينيات، ويعتمدون كلياً في تجديده على راعيهم الجزائري".

هجوم وقتلى

ووفق "فار ماروك"، وهي صفحة "فيسبوك" غير رسمية للجيش المغربي، ردت القوات المسلحة المغربية على "تحركات مشبوهة لقادة بوليساريو داخل المناطق العازلة" مما أدى إلى "عدة وفيات" بينها مقتل قائد "سلاح الدرك الوطني" لجبهة بوليساريو.

ونشرت "وكالة الأنباء الصحراوية" بياناً الخميس، سحبته لاحقاً، أعلن أن القائد العسكري قتل في بلدة تيفاريتي الواقعة في شمال شرقي المنطقة الصحراوية الواقعة تحت سيطرة بوليساريو، إثر "عملية عسكرية" خلف الجدار الرملي الذي أنشأه المغرب.

وأشارت وسائل إعلام عدة إلى أن هجوم بوليساريو والرد المغربي حدثا في بلدة تويزكي الواقعة جنوب المغرب قرب الحدود مع الجزائر.

وقال موقع "لو360" المغربي شبه الرسمي، إن "ذلك يعني أن الجزائر تسمح لجنود بوليساريو بدخول المغرب من الأراضي الجزائرية".

وكان الجيش المغربي أقام أخيراً جداره الرملي في تلك المنطقة التي أعلنت بوليساريو أنها قتلت فيها ثلاثة عسكريين مغاربة خلال هجوم في 8 فبراير (شباط) الماضي، لم تؤكده الرباط.

وبعد نحو ثلاثة عقود من وقف إطلاق النار، تجددت الأعمال العدائية بين بوليساريو والمغرب منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد نشر قوات مغربية في أقصى جنوب الصحراء الغربية لتفريق نشطاء انفصاليين أغلقوا الطريق الوحيد الرابط مع غرب أفريقيا، بزعم أنه غير قانوني.

مذاك، يعلن "الجيش الصحراوي" يومياً شن هجمات على طول الجدار الرملي الفاصل بين الأراضي الواقعة تحت سيطرته والمناطق التي يسيطر عليها المغرب.

وتطالب جبهة بوليساريو بتنظيم استفتاء تقرير مصير قررته الأمم المتحدة عام 1991، في حين يقترح المغرب منح المنطقة الصحراوية الشاسعة التي يسيطر على 80 في المئة منها حكماً ذاتياً ضمن سيادته.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير