Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا لجأ الأمين العام الأسبق للحزب الحاكم بالجزائر إلى المغرب؟

البعض يعتبر أن الأمر يتعلق بعودة رجال الجنرال توفيق إلى المشهد العام

عمار سعداني شخصية مثيرة للجدل في الجزائر (مواقع التواصل الاجتماعي)

على الرغم من الصمت الذي خيم على الجهات الرسمية والحزبية بخصوص "مغادرة" الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير والرئيس الأسبق للبرلمان الجزائري، عمار سعداني، إلى المغرب، غير أن ردود الفعل متواصلة على مستوى الإعلام المحلي والدولي.

وبقدر ما صدم خبر انتقال سعداني إلى المغرب فئات واسعة من الجزائريين، أثار مخاوف من حدوث انزلاق بين البلدين، على اعتبار أن سعداني على اطلاع على أسرار الدولة، لا سيما في فترة حكم عبد العزيز بوتفليقة.

وفي السياق ذاته، أبرزت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، أن سعداني انتقل إلى المغرب من أجل الاستقرار هناك. وذكرت "نقلاً عن مصادر أمنية في الرباط أن الأمين العام الأسبق للحزب الحاكم، استقر في المملكة فراراً من فضائح الفساد التي تلاحقه في بلاده". وأشارت إلى أن سعداني يعد في حكم الهارب من العدالة الجزائرية، موضحة أنه ليس الشخصية الجزائرية الوحيدة التي اختارت العيش في المغرب.

وكانت صحيفة "لوسوار دالجيري" الجزائرية، أول من كشف عن خبر انتقال سعداني من فرنسا إلى البرتغال، ثم إلى المغرب، باقتراح من شخصيات مقربة من الرباط، وفق مصادر وصفتها بـ"الموثوقة".

تساؤلات

وتتردد في الشارع الجزائري أسئلة عن أسباب لجوء الأمين العام الأسبق لأعرق حزب في الجزائر إلى المغرب، في توقيت يشهد البلدان توتراً على جميع المستويات، فبينما ربط طرف الخطوة بتصريحات سابقة لسعداني عن الصحراء الغربية، إذ اعترف في إحدى إطلالاته التلفزيونية، بمغربية الصحراء الغربية، وهاجم دعم بلاده لجبهة البوليساريو على حساب معاناة المواطنين الجزائريين. وقال طرف ثانٍ إن الأمر يتعلق بعودة رجال رئيس جهاز الاستخبارات الأسبق، محمد مدين، المعروف بالجنرال توفيق، إلى المشهد العام بعد الإفراج عن بعضهم، وتبرئة آخرين، إذ كان سعداني قد أعلن حرباً على الجهاز الاستخباراتي، وبات لا يفوت أي فرصة للهجوم على قائده، إلى درجة اتهامه بالعمالة لفرنسا، إذ وصفه برأس حربة ضباط فرنسا في الجزائر، وهو الهجوم الذي سرع إسقاط الفريق توفيق، ثم سجنه بعد الحراك ليتم إطلاق سراحه منذ أشهر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في حين أرجعت جهات ثالثة التصرف إلى استمرار حملة محاربة الفساد، وإلى أن الرجل بات قاب قوسين من طلبه للمحاكمة على اعتبار أنه "متهم" في قضايا عدة مثل ملف الامتياز الفلاحي وتهريب الأموال إلى الخارج.

وقد رفض الأمين العام الحالي لحزب جبهة التحرير أبو الفضل بعجي، القيادي حسين خلدون، التعليق على هذا الاتهام.

لا توتر... وأمل

في السياق ذاته، يعتبر الباحث في الشؤون المغاربية، سعيد هادف، أن "مسألة إقامة سعداني في فرنسا أو في المغرب لا تثير تساؤلي، لأن عدداً من الشخصيات الجزائرية لها أملاك في المغرب، أو على الأقل لها منازل، ولو أن الإعلام نادراً ما يشير إلى ذلك، على الرغم من أنها شخصيات ذات صلة بعالم السياسة"، مضيفاً أن "ما يميز سعداني هي جرأته وتجاسره على قول ما يدور في الذهن السياسي الجمعي". وأوضح أن "ما يوصف بالتوتر بين الجزائر والمغرب هو حراك من وجهة نظري، لم تشهده العلاقات الثنائية منذ زمن، وهو حراك إيجابي على الرغم من مظهره المثير للتوجس". وقال "أؤمن بأن البلدين سيهتديان إلى الشروط المؤسسة لعلاقة ستفاجئ العقول التي تعودت على التشاؤم".

شخصية مثيرة للجدل

أثار سعداني كثيراً من الجدل خلال توليه أمانة حزب جبهة التحرير في أغسطس (آب) 2013، ففي حين هاجم رئيس جهاز الاستخبارات آنذاك، الرجل القوي الجنرال توفيق، ودفع به إلى الإقالة، وذلك لمصلحة شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة وقائد الأركان الراحل قايد صالح، غير أنه خرج بعد ذلك عكس التيار الرسمي والعسكري بدفاعه عن أحقية المغرب في الصحراء الغربية وانتقاده دعم بلاده جبهة البوليساريو، ما أثار حفيظة المؤسسة العسكرية ورئاسة الجمهورية، فالأولى ردت بأن "نضال الشعب الصحراوي يشبه نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي"، بينما استقبل بوتفليقة على الرغم من وضعه الصحي الصعب الأمين العام لجبهة البوليساريو الراحل محمد عبد العزيز، في إشارة إلى رفض تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير.

من جانبه، يرى الحقوقي عابد نعمان، المحامي المعتمد لدى المحكمة ومجلس الدولة، أن "فرنسا وقعت اتفاقية التعاون القضائي مع الجزائر، وبموجبها تم تفعيل مسألة تسليم المطلوبين، وبذلك اضطر الأمين العام الأسبق إلى مغادرة فرنسا".

أما اختياره المغرب فمرتبط، وفق نعمان "بتصريحاته التي تضمنت مخالفة التوجه المعروف للدبلوماسية الجزائرية في شأن الصحراء الغربية، إذ صنفها إقليماً تابعاً للمملكة المغربية، فهو يعلم أن وجوده في المغرب آمن له، واستبعد تصاعد التوتر بين البلدين، على اعتبار أن الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير ليس بالورقة التي تقلب الطاولة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي