Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

3 عوامل تدعم الاكتتابات في أسواق الخليج فما هي؟

السعودية تقود انتعاش الطروحات الأولية في 2021 وسط تحسن التعافي الاقتصادي

تحسن عوامل السوق والتعافي من تداعيات جائحة سوف يعزز الطروحات في أسواق المنطقة (رويترز)

تقود السعودية، أكبر اقتصادات منطقة الشرق الأوسط، انتعاش الطروحات الأولية خلال عام 2021، مع تحسن عوامل السوق والتعافي من تداعيات جائحة كورونا المستجد وارتفاع أسعار النفط. ووفقاً لمحللين، فإن السوق السعودية لطالما يذخر بالعوامل الإيجابية لنجاح الطروحات الأولية للشركات، وسط وزيادة السيولة في السوق، وفرص النمو الإيجابية للشركات، مشيرين إلى العام الماضي، على الرغم من تداعيات الجائحة شهد إدراج تسع شركات في السوق المالية السعودية (تداول). ويشير المحللون في حديثهم إلى أن الإقبال الواسع يعكس الثقة الكبيرة التي يتمتع بها الاقتصاد السعودي ضمن أكبر 20 اقتصاداً عالمياً لدى جموع المستثمرين المحليين والأجانب. وأصبحت السعودية من أكبر 10 بورصات في العالم، بعد أن أطلقت الاكتتاب العام لشركة أرامكو في أواخر العام 2019، في أضخم طرح عام أولي في العالم بقيمة 29.4 مليار دولار. وتوقع تقرير حديث لشركة "إرنست أند يونغ" أن السعودية أكثر من 10 طروحات أولية في العام 2021، علاوة على أن "تداول"، وهي أكبر أسواق الأسهم في المنطقة، تستعد لطرح الاكتتاب العام الخاص بها مع التوقعات بالانتهاء منه في العام 2022، مما يجعلها ثالث بورصة عامة مدرجة في المنطقة بعد سوق دبي المالي وبورصة الكويت. ويشار إلى أن أسواق الخليج شهدت أكبر نشاط للطروحات الأولية خلال الـ 12 شهراً الماضية، إذ جمعت الشركات المدرجة بالبورصة السعودية، وهي أكبر بورصة عربية، نحو 867 مليون دولار عن طريق بيع أسهم جديدة، بفعل الطلب العالي من المستثمرين الأفراد والمؤسسات على الاكتتابات الأولية.

طرح "تداول" 

إلى ذلك، أعلنت السوق المالیة السعودیة (تداول) عن تحولھا لتصبح شركة قابضة باسم "مجموعة تداول السعودية" بھیكل جدید، تمهيداً للطرح العام الأولي خلال العام 2021. وذكرت "تداول" في بيان، أن المجموعة الجديدة ستتضم أربع شركات تابعة، هي "تداول السعودية" كسوق للأوراق المالیة، وشركة مركز مقاصة الأوراق المالیة "مقاصة"، وشركة مركز إیداع الأوراق المالیة "إیداع"، وشركة "وامض" الجدیدة والمتخصصة في الخدمات والحلول التقنیة القائمة على الابتكار. وأكدت أنها تعد خطوة ستسھم بشكل جوھري في مسیرة تطویر سوق مالیة متقدمة، وتحقیق مستھدفات برنامج تطویر القطاع المالي ودعم تنمیة الاقتصاد السعودي.

اختيار مستشارين 

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة "تداول" السعودية، خالد الحصان، إن العمل يجري على اختيار مستشارين، في ما يخص الطرح الأولي العام للمجموعة، وستكون النسبة محل درس مع مستشاري الطرح الذين سيجري الإعلان عنهم لاحقاً. وأوضح الحصان خلال مؤتمر صحافي، "أن إعلان اسم المستشارين الماليين لمشروع الطرح الأولي سيجري في وقت لاحق".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال تلقينا طلبات من 10 شركات مالية مرخصة بعد مخاطبة 12 شركة للقيام بدور مستشار الطرح المرتقب. وأشار الحصان إلى الانتهاء من أربع ملفات لطروحات جديدة في السوق، مشيراً إلى تلقي أكثر من 30 طلباً للإدراج في السوق السعودية.

"سابك" تطرح وحدة الكيماويات 

واختارت شركة سابك السعودية "إتش إس بي سي" و"مورغان ستانلي" من أجل الطرح العام الأولي لوحدة للكيماويات المتخصصة، وكلفت "سابك" رابع أكبر شركة بتروكيماويات في العالم، "الأهلي كابيتال" في وقت سابق من العام للعمل على الطرح العام الأولي، الذي قالت مصادر إنه سيدر مئات الملايين من الدولارات. وذكرت المصادر أن أنشطة الكيماويات المتخصصة تدر حوالى ملياري دولار مبيعات سنوية لـ "سابك" التي تسيطر عليها شركة أرامكو السعودية العملاقة، بحسب وكالة "رويترز". 

زخم الطروحات 

ومن المنتظر أن يواصل زخم الطروحات الأولية في المنطقة، وبحسب البيانات الرسمية، تستعد عملاقة النفط السعودية في طرح حصة إضافية من أسهمها. فيما تستعد أسواق الإمارات لاستقبال وافد جديد، وهو طرح "النجم الثلاثي" والذي سيكون في 22 أبريل (نيسان) الحالي، ويمثل ثاني إدراج بسوق دبي المالي منذ ثلاث سنوات، بعد أن توقفت الطروحات الأولية خلال أعوام 2018 و2019 و2020، وبقيت من دون اكتتابات جديدة منذ نهاية 2017، بعدما طرحت شركتا إعمار للتطوير وأدنوك للتوزيع أسهمهما. وفيما تدرس شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) إدراج شركة أدنوك للحفر الأكبر في نشاطها بالشرق الأوسط في البورصة المحلية، بحسب مصادر لوكالة "رويترز"، أجرت أدنوك محادثات مع بنوك بشأن الطرح العام الأولي المحتمل، مرجحين إتمام الصفقة هذا العام، ويروا أن المحادثات في مرحلة مبكرة، لكن حجم الطرح العام الأولي قد يتجاوز المليار دولار. وإذا تمت العملية، فستكون ثاني إدراج تقوم به شركة النفط لوحدة في بورصة أبوظبي، بعدما أدرجت أدنوك للتوزيع في أواخر 2017 وجمعت 3.1 مليار درهم (844 مليون دولار). 

إشارات مشجعة

وقال عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد "تشارترد للأوراق المالية والاستثمار"، وضاح الطه، إن العام 2021 سيكون الأقرب في تنشيط الطروحات خلال العام، في ظل وجود إشارات مشجعة لذلك، منها مثلاً ارتفاع مستويات السيولة بأسواق مثل الإمارات والسعودية خصوصاً. وأشار إلى أن أسواق الخليج مهيأة حالياً لاستقبال اكتتابات جديدة في ظل تعزيز مكانة الاقتصادات المحلية، وظهور مناعته القوية والنجاح في التصدي للجائحة وسرعة توزيع اللقاحات، مما يشجع المستثمرون على عودة المخاطرة والثقة في أسواق الأسهم بالمنطقة. وبحسب توقعات "إرنست ويونغ"، هناك عدد من الاكتتابات العامة الأولية قيد الإعداد في الإمارات، والتي تعتبر مؤشراً إيجابياً في 2021، وتدرس ما لا يقل عن أربع شركات فكرة الإدراج في سوقي دبي وأبوظبي الماليين، وذلك من 30 شركة في أسواق المال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.   

إصدار تشريعات   

من جانبه، توقع رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية لدى شركة "كامكو إنفست"، جنيد أنصاري، أن تؤدي جهود التطعيم والتعافي الاقتصادي الناتج منها في دول مجلس التعاون الخليجي إلى زيادة عدد الاكتتابات الأولية هذا العام. وأوضح أن هناك أيضاً عدداً من الشركات التي ترغب في الذهاب إلى سوق الاكتتابات في العام الماضي، ولكن كان عليها تأجيل الخطط بسبب الجائحة. وأشار إلى أنه مع الانتعاش الأخير في الأسواق الخليجية، فمن المتوقع أن يتشجع المصدرون على الاستفادة من تقييمات أفضل لعروضهم. وأوضح أن المنطقة شهدت بالفعل ثلاثة اكتتابات عامة أولية منذ بداية العام. وأكد أنه لا تزال التوقعات إيجابية لبقية العام مع وجود أربع صفقات على الأقل قيد التنفيذ بالفعل، مضيفاً أن المنظمين في أسواق المنطقة يعملون على تسهيل إدراج الشركات الصغيرة بأقل حد من المتطلبات. ورجّح أن تؤدي جهود الخصخصة المستمرة من قبل عدد من حكومات دول مجلس التعاون الخليجي إلى دعم تمويل تطوير البنية التحتية إلى مزيد من الدعم للسوق الأولية.

نمو سوق الطروحات   

وبدوره، توقع المحلل المالي والمدير التنفيذي لشركة سولت للاستشارات المالية، طارق قاقيش، نمو سوق الطروحات الأولية في الخليج نتيجة لأسباب عدة، منها تحسن الوضع الاقتصادي العالمي والمنطقة وارتفاع أسعار النفط وارتفاع أسعار الأسهم، وذلك بعد أن تراجع إجمالي عدد الاكتتابات العامة الأولية في دول مجلس التعاون الخليجي خلال العام 2020 إلى سبعة إصدارات، مقارنة بـ 12 في العام 2019. ورجّح قاقيش أن يستمر التمركز في الطروحات في السعودية والإمارات واللتان تمثلان الأسواق الأنشط في المنطقة، مشيراً إلى أن السوق السعودية على مشارف إدراج ما يقارب 15 شركة من خلال الطرح الأولي لأسهمها، لكن كل هذه التكهنات مرتبطة باحتواء فيروس كورونا. أما بالنسبة للإمارات، فتوقع قاقيش أن تؤدي التغييرات الأخيرة في تشريعات الأعمال إلى زيادة عدد طروحات الاكتتابات الأولية ومن أهم هذه التطورات التعديلات على الملكية الأجنبية ومتطلبات الإدراج، مرجحاً أن يشكل توجه الشركات بالاهتمام بالاندماج مع شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة المدرجة.

المزيد من أسهم وبورصة