Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أردوغان يثير الغضب الأوروبي بسبب "مقعد" رئيسة المفوضية

وقفت فون دير لاين تتمتم بعدما تجاهل مقعدها في لقاء أنقرة حتى جلست في مكان أقل رتبة

أثار لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واثنين من القادة الأوروبيين رفيعي المستوى، أحدهما سيدة، في أنقرة، الثلاثاء، انتقادات واسعة واتهامات تتعلق بالعداء للنساء، بعدما تجاهل أردوغان ضيفته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ولم يُعدّ لها مقعداً للجلوس، مما تسبب في موقف محرج.

وبحسب ما ظهر في فيديو اللقاء الذي أحدث ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي وأثار تعليقات مسؤولين أوروبيين، فبينما همَّ القادة المجتمعون بالدخول إلى غرفة اجتماعات في أنقرة، جلس أردوغان ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في مقاعد رئيسة مذهّبة، بينما وقفت رئيسة المفوضية الأوروبية ذاهلة تبحث عن المكان المتوقع جلوسها فيه، حيث من المفترض أن يخصص لها مقعد على مرتبة ميشيل ذاتها.

ووقفت فون دير لاين تحدق بأردوغان في موقف مرتبك، إذ حاولت لفت نظره إلى أمر ما خطأ، مشيرة بيدها اليمني وهمهمت "إهمم". وفي النهاية، عُرض عليها الجلوس على أريكة على الجانب الأيمن من زميلها الأوروبي، مقابل وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، في مرتبة متدنية عن مقاعد أردوغان ورئيس المجلس الأوروبي في البروتوكول الدبلوماسي.

غضب وانتقادات

الموقف أثار انتقادات القادة الأوروبيين ليس لأردوغان فقط، لكن لرئيس المجلس الأوروبي أيضاً. وغردت العضوة الهولندية في البرلمان الأوروبي، صوفي إن - فيلد، مشيرة إلى أنه في اجتماعات بين أردوغان وقائدين سابقين للاتحاد الأوروبي، كلاهما رجلان، جلس القادة الثلاثة بجوار بعضهم البعض على مقاعد متكافئة.

 

وكتبت إن - فيلد على "تويتر"، "لم يكن الأمر مصادفة بل كان متعمداً"، وتساءلت مستنكرة موقف ميشيل: "لماذا كان رئيس المجلس الأوروبي صامتاً؟"، وأشارت في التغريدة إلى حساب ميشيل على "تويتر"، وأرفقتها بصورة تقارن بين استقبال أردوغان للقادة الرجال السابقين من الاتحاد الأوروبي والاستقبال الأخير.

وغرّد العضو الألماني في البرلمان الأوروبي، الذي يترأس وفد الهيئة التشريعية إلى لجنة برلمانية مشتركة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، سيرغي لاغودينسكي، "إهم (ما تمتمت به فون دير لاين) هو المصطلح الجديد للقول إنه ليس هذا ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا"، مرفقاً تغريدته بهاشتاغ "حقوق النساء" و"امنحوها مقعداً".

وغردت العضوة اليونانية في البرلمان الأوروبي عن حزب الشعب الأوروبي آنا ميشيل أسيماكوبوليوس، "إلى متى سيتحمّل الاتحاد الأوروبي السلوك المذل والمهين للرئيس التركي"، مضيفة "رد فعل ميشيل محيّر، لقد طفح الكيل"، ومثل زميلتها الهولندية أشارت إلى حساب رئيس المجلس الأوروبي في التغريدة، إضافة إلى حساب رئيسة المفوضية الأوروبية.

وقالت رئيسة الكتلة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي إيراتكس غارسيا بيريز في تغريدة على "تويتر"، "بداية ينسحبون من اتفاقية إسطنبول، والآن يتركون رئيسة المفوضية الأوروبية من دون مقعد في زيارة رسمية. إنه أمر مخزٍ".

مشهد سابق

عادة ما يجري التعامل مع فون دير لاين، وزيرة الدفاع الألمانية السابقة، وميشيل رئيس الوزراء البلجيكي السابق، على أنهما متساويان في الرتبة. كرئيسة للمفوضية الأوروبية، إذ تقود فون دير لاين الجناح التنفيذي للاتحاد، وتشرف على مفاوضات عضوية الاتحاد مع تركيا، التي تواجه تعثراً كبيراً. ويمثل ميشيل قادة الدول الأعضاء الـ 27 في التكتل الأوروبي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإنه قبل مشهد الكرسي والأريكة، وقف الزعماء الثلاثة لالتقاط الصور، مصطفين إلى جانب بعضهم، فوقفت فون دير لاين على يسار أردوغان وميشيل على يمينه في تمثيل معياري. لكن، سرعان ما بدا أن فون دير لاين جرت تنحيتها إلى الجانب، وهو ما يظهره مقطع الفيديو الرسمي للاتحاد الأوروبي الذي جرى التقاطه من الخلف.

اتفاقية إسطنبول

الانتقادات استهدفت، أيضاً، الزيارة ذاتها التي جاءت بعد أسبوعين من انسحاب تركيا من معاهدة دولية تهدف إلى منع العنف ضد المرأة، التي تُعرف باسم "اتفاقية إسطنبول". في حين دافعت أنقرة عن قرارها بأن الخطوة "لا تعني التقليل من حقوق المرأة".

بعد الاجتماع، لم تشِر فون دير لاين مباشرة إلى تصرف أردوغان تجاهها، لكنها أعربت عن قلقها بشأن سجل تركيا في مجال حقوق المرأة. وقالت للصحافيين، "أشعر بقلق بالغ بشأن حقيقة انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول. هذا يتعلق بحماية النساء وحماية الأطفال من العنف. ومن الواضح أن هذه إشارة خاطئة الآن".

والأربعاء، علّق المتحدث باسم رئيسة المفوضية الأوروبية إريك مامر، على الموقف. وبحسب "وكالة الصحافة الفرنسية"، قال مامر "لقد فوجئت الرئيسة فون دير لاين. قررت التغاضي وإعطاء الأولوية للجوهر. لكن، هذا لا يعني أنها لا تولي أهمية للحادثة". وأضاف، "تتوقع لاين أن تُعامل وفقاً لقواعد البروتوكول، وطلبت من مكتبها ضمان عدم تكرار هذا النوع من الحوادث في المستقبل".

وأوضح مامر أن "رئيسَي المؤسستين (الأوروبيتين) لهما رتبة البروتوكول ذاتها". وأكد أن "الأمر متروك للسلطات التركية المسؤولة عن الاجتماع، لتوضيح سبب عرض هذا النوع من المقاعد على فون دير لاين". وشدد على أنه "بالرغم من الحادثة البروتوكولية، فإن المباحثات كانت مكثفة جداً مع الرئيس التركي، وتمكّنت لاين من ممارسة دورها".

فيما لم يصدر رد فعل أو تعليق من أنقرة على الواقعة حتى الآن.

وقد جاءت زيارة فون دير لاين وميشيل لمناقشة مستقبل اتفاقية اللاجئين مع أنقرة، حيث عقد الاتحاد الأوروبي اتفاقاً في 2016 للحدّ من عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون أوروبا عبر تركيا. وبموجب الاتفاق، حصلت أنقرة على نحو ثلاثة مليارات يورو من الأوروبيين لدعم اللاجئين ومنع وصولهم إلى القارة العجوز.

المزيد من سياسة