Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شارون ستون: خطرة ومثيرة وأسيء فهمها لكنها واحدة من أفضل نجمات السينما

ذات مرة، قالت نجمة فيلم "غريزة أساسية"، "امتلاك الشخص عضواً أنثوياً، ووجهة نظر، هو مزيج فتاك". يعد كتابها الجديد تذكيراً مذهلاً بالمتعة الفظيعة لشهرتها في التسعينيات، والسبب الذي يجعلها تستحق احتراماً كبيراً

"عندما لا أكون مشغولة بأداء دور شارون ستون [الممثلة]، فأنا خجولة إلى حد ما" (غيتي)

كتبت إحدى المجلات في مقال تعريفي نشرته عام 1996 "يخشى الرجال شارون ستون... إنها وحشية وصريحة وسريعة وماكرة. في كثير من الأحيان، تبدو مجنونة ببساطة". في تسعينيات القرن الماضي، لم يتعرض أي نجم للهجوم الضاري والدراماتيكي للصحافة أكثر من نجمة فيلم "غريزة أساسية" Basic Instinct، حيث لعبت دور امرأة لعوب مشتبه فيها في جريمة قتل في فيلم الإثارة الذي أخرجه بول فيرهوفن عام 1992، وأصبحت نتيجة لذلك رمزاً للجنس على الشاشة. كانت في سن الرابعة والثلاثين عندما حققت شهرة عالمية بفضل هذا الدور، بعد أن أمضت السنوات العشر السابقة بالتمثيل في أفلام باهتة إلى حد كبير، متعطشة لدور مهم. بمجرد حصولها عليه، حرصت على أن يكون لكل فرد في العالم رأي بأدائها.

كانت ستون النجمة السينمائية الوحيدة في أواخر القرن العشرين التي أحبت كونها نجمة سينمائية على ما يبدو. كانت تستمتع باللعبة الهوليوودية. كانت دائماً ترتدي ملابس تلفت الانتباه، وحولت الصحافيين إلى عجينة بين يديها، وطالبت بنفس الأجور الخيالية التي كان يتقاضاها أقرانها الذكور - حصلت على 5 ملايين دولار عن فيلم الأكشن "المختص" The Specialist، و6 ملايين دولار عن فيلم الإثارة "الشياطين" Diabolique. خلال سنوات شهرتها، وصفت بالمغرية ومثبطة لشباك التذاكر. كانت تمثل الحنين للعودة إلى زمن الشقراوات المفعمات بالحيوية والخطيرات اللاتي كن سائدات في فترة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات - مثل فيرونيكا ليك إذا كانت ترتدي معاطف كيم نوفاك في فيلم "دوار" Vertigo. كان زوجها على وشك أن يلتهم من قبل تنين كومودو في حديقة الحيوان. في وقت لاحق، جعلها كل ما سبق هدفاً للسخرية نوعاً ما. واليوم يجعلها تستحق إعادة تقييم.

مذكرات ستون الجديدة التي تحمل عنوان "حلاوة العيش مرتين" The Beauty of Living Twice، الصادرة في الأول من أبريل (نيسان)، لا تكشف الخبايا بنفس الطريقة التي تميل السير الذاتية للمشاهير أن تكون عليها. إنه كتاب هادئ وتأملي في أغلب الأحيان ومليء بالحكايات الودودة عن حياة ستون قبل هوليوود. نتعرف على المآسي التي شكلتها كفرد، والعدد الغريب الغامض للمرات التي كانت فيها على مشارف الموت. على كل حال، هناك لحظات في عمق الكتاب تشير إلى تلك الإنسانة الحقيقية التي تخفيها شارون ستون تحت ذلك الدرع الصلب والبراق.

كتبت في بداية المذكرات "عندما لا أكون مشغولة بكوني شارون ستون، فأنا خجولة إلى حد ما". بعد أن حولها فيلم "غريزة أساسية" إلى نجمة في مهرجان "كان" السينمائي عام 1992، اقتحم المعجبون الجدد غرفتها بالفندق "لسرقة ممتلكات شارون ستون". بعد ذلك، أصيبت بنزيف في المخ في عام 2001، كان عليها استعادة عافيتها مجدداً، تقول: "لم أكن أعرف ما إذا كنت سأتمتع بصحة جيدة بما يكفي للعمل مرة أخرى. لأتذكر حواري، وأبدو بمظهر جيد، ويتم تصويري كشارون ستون ". تتساءل بعد سنوات، وهي ما زالت تعاني الآثار الجانبية لتلف الدماغ: "ألم أعد شارون ستون بعد الآن؟".

تؤكد المذكرات، بعد مرور نحو 30 عاماً على "غريزة أساسية" أن "شارون ستون" كانت إلى حد كبير شخصية مصنعة. لقد كانت أداة للصمود في مواجهة أسوأ الرجال الفاسدين، شخصية موازية مكنتها من أن تكون أكثر جرأة وجاذبية. لقد أكسبتها كلاً من التكريمات والردود السلبية، لكنها رسختها أيضاً كواحدة من أروع نجوم هوليوود. لو كنتم تتابعون بانتباه، فإن الدلائل على النسخة الظاهرية من "ستون" كانت موجودة دائماً.

تقول الدكتورة ريبيكا فيزي، كبيرة المحاضرين في السينما والإعلام في جامعة باث سبا [Bath Spa]: "احتاجت شارون ستون إلى 11 عاماً ولعب دور فتاة الباربي في 18 فيلماً، والمومسات الشقراوات التافهات، وسيدات المجتمع المخملي البيضاوات السخيفات في أفلام لم تعلق بالذاكرة". عندما جاء دورها في "غريزة أساسية" كانت "قد أمضت سنوات كافية في هوليوود، وتتمتع بحكمة وثقة كافيين كي لا تتأثر باهتمام وسائل الإعلام وتعليقات الجمهور التي لا تنتهي. كانت تلهو مع الصحافة، وظلت ممسكة بزمام الأمور. كانت سعيدة أيضاً بالتلاعب بصورتها كنجمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عندما تلقون نظرة على الماضي، ستدركون طرافة عدد المرات التي ناقشت فيها ستون بكل صراحة تلك الصورة مع الصحافة. ففي عام 1997، قالت عن السنوات التي سبقت "غريزة أساسية"، وأمضتها عالقة في عناوين أشرطة الأفلام الرخيصة "لقد وصلت إلى مرحلة شاركت فيها بعدد كبير من أفلام الدرجة الثانية، ولم أستطع الحصول على فيلم جيد... فقلت لنفسي يجب عليّ اكتشاف كيف يمكنني أن أصبح مشهورة، لأنني إذا اشتهرت سأستطيع الحصول على أفلام أفضل". خلال حديث أجري في موقع تصوير أحد الأفلام مع مجلة "فانيتي فير" عام 1993، كانت قد أمضت عدة دقائق تنتقي الملابس الداخلية لشخصيتها، قبل أن تدرك ما الذي يحدث، وتقول: "من المفترض أنني أجري مقابلة جادة، وها أنا جالسة في مقطورة أختار حمالة الصدر... يا له من تصرف نموذجي لـشارون ستون، هاه؟".

كان يبدو أنها تبدل الشخصيات وفقاً للجهة الإعلامية التي تتعامل معها. فأمام مجلة رولينغ ستون الشبابية، تقمصت شخصية المرأة الفتاكة الحقيقية، قائلة في عام 1992 "القتل شيء مثير للغاية". أما في برامج التلفزيون الصباحية، فكانت تظهر وهي ما زالت في برنس الحمام، كما لو كانت غلوريا سوانسن من زمن الأبيض والأسود. وكانت تتبنى أسلوباً أكثر جدية مع الصحافيين الأقدم والأعرق. في حديث مع باربرا والترز أو باري نورمان، كانت ستون تتحدث بهدوء ودقة عن مهاراتها وتذكر بشكل دائم معدل ذكائها العبقري (يذكر أنها عضوة في جمعية منسا الدولية التي تضم الأفراد ذوي نسبة ذكاء مرتفعة). أما بالنسبة إلى المجلات التي تركز أكثر على صناعة السينما مثل "موفي لاين" فكانت تقول بكل وضوح إنها تدرك تماماً ما الذي يبقي عجلة هوليوود تدور.

قالت في عام 1994 "لقد عملت في هذا المجال لفترة طويلة لدرجة أنني كنت أعرف كل شخص في الوسط قبل أن أصبح مشهورة بزمان، ولم أكن مهمة بالنسبة للكثيرين منهم... الآن، وبشكل مفاجئ، راح الأشخاص الذين كانوا يعاملونني بفظاظة ووقاحة يتصرفون وكأننا لم نلتقِ من قبل أبداً... لقد تغيرت قيمتي بشكل كبير، حتى أنني لم أعد الفتاة نفسها بعد الآن. لا يبدو أنهم يدركون أنني في الواقع ربما نفس الإنسانة التي اعتادوا إهانتها ومعاملتها باحتقار، وأن الماضي ربما ما زال عالقاً في ذاكرتي. النفعية مسيطرة إلى هذا الحد. أشعر أنهم لن يكونوا لطيفين معي مرة أخرى، لذلك قد أستمتع بهذه المرحلة أيضاً".

من غير المفاجئ أنها كانت محقة. أثارت ستون الاستياء عندما كان الأمر يتعلق بأجرها ومطالبها للموافقة على من سيشاركها البطولة (وكان هذا الطلبان أمراً اعتيادياً بالنسبة لنجوم الصف الأول من الرجال في ذلك الوقت). كانت أيضاً تروج لنفسها بطريقة ذكية وواثقة للغاية، لا يمكن مقارنتها إلا بمادونا في أوجها. ولم يكن هناك مفر من رد الفعل العنيف. قالت ستون مازحة في عام 1992 "إذا كنت تمتلكين عضواً أنثوياً ووجهة نظر، فهذا مزيج فتاك".

تمت كتابة مقالات بأكملها تتسأل عما إذا كانت قادرة على التمثيل أم لا. اشتبكت مع المديرين التنفيذيين لشركات الإنتاج، وأخفقت مرات عديدة، ولعبت دور البطولة في أفلام فاشلة مثل "كاتوومان" Catwoman وجزء تتمة لفيلم "غريزة أساسية". جوائز التوتة الذهبية، النقيض السنوي للأوسكار التي "تمنح" للأفلام السيئة والممثلين السيئين، جعلت "ستون" اسماً ثابتاً بشكل غير رسمي في قوائمها، إلى جانب ديمي مور وشون يونغ.

في عام 1997، في أعقاب أدائها الذي رشحها لجائزة الأوسكار في فيلم "كازينو" Casino للمخرج مارتن سكورسيزي، ودورها كسجينة محكوم عليها بالإعدام في الفيلم الدرامي "رقصة أخيرة" Last Dance، تم ترشيحها لجائزة "أسوأ نجمة جديدة" - مع التنبيه إلى "شارون ستون "الجديدة والجادة"". تم ترشيحها أربع مرات أخرى لجائزة التوتة الذهبية منذ عام 1988، عن أفلام الإثارة الشهوانية، مثل "العمارة الفضية" Sliver، والأكشن مثل "المختص". في نهاية المطاف بدا ترشيحها لتلك الجوائز سخرية لا داعي لها: واصلي مسيرتك يا ستون، حتى لو كنا نستهزئ بك هناك أيضاً.

في مذكراتها "حلاوة العيش مرتين" تكتب ستون ببلاغة عن السنوات الأخيرة التي قضتها تحت سلطة هوليوود، وكيف تعرضت للعقاب أثناء قيامها بكسر الحواجز التي تقف أمام النساء. تتذكر قائلة "سيكون من الإنصاف القول إنني ارتكبت فظائع بحق نفسي... لاحقاً، في الأيام الجيدة الماضية، التي لم تكن محكومة بالقواعد، لم تكن المنظومة تحب النساء فائقات النجومية. كانوا يفضلوننا على هيئة دمى. كان عليّ تنفيذ ما يطلب منّي".

لا يحفل رصيد ستون السينمائي بأسرار كلاسيكية. كان أداؤها مثيراً في "غريزة أساسية" و"كازينو"، ومليئاً بالحيوية ومتحولاً في العمل الكوميدي غير المعروف "الملهمة" The Muse للمخرج ألبرت بروكس، ولكن هناك أيضاً الكثير من الأعمال المنسية بحق في سيرتها (مثل "مجال" Sphere، "نزل كولد كريك" Cold Creek Manor، ومعالجتها الجديدة لفيلم "غلوريا" الذي أخرجه جون كاسافيتس بالأصل في عام 1980). على كل حال، تذكرنا مذكراتها بأنها كانت دائماً نجمة سينمائية رائعة.

وأفضل الممثلات يسعين إلى التشبه بها: فهي مثل نجوم هوليوود الساطعة التي قد تكون فظيعة وتجيد خدع المشاهير والشهرة. إنهم أشخاص جميلون يمتلكون شخصيات مصطنعة جزئياً على أقل تقدير. إنهم يرددون أصداء رغباتنا السرية جميعاً، ويستخدمونها كدروع، أو مدقات، أو صرخات للفت الانتباه بينما يصعدون سلالم هوليوود. وإذا ما سقطوا، كما يحدث معهم جميعاً لا محالة، فإن سقوطهم يكون مثيراً.

كتاب "حلاوة العيش مرتين" The Beauty of Living Twice متوفر حالياً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سينما