في حالة طبية جراحية نادرة على مستوى العالم، تمكن قسم جراحة الأطفال بالمستشفى السلطاني بعُمان، من إجراء جراحة نادرة، تمثلت في استئصال جنين من داخل جنين، لطفل يبلغ من العمر ثمانية أشهر، سُمح له بمغادرة المستشفى بعد ثلاثة أيام من إجراء الجراحة، والتحقق من الفحوص والمؤشرات التي أثبتت نجاح العملية، على الرغم من الظروف الاستثنائية للحالة.
وتوصف الحالة طبياً بأنها عيب خُلقي تتكون فيه كتلة من الأنسجة تشبه الجنين داخل الجسم، وهناك نوعان من نظريات المنشأ في شأن الحالة، إحداها تعتبر أن الكتلة تبدأ كجنين طبيعي، ولكنها تتحول إلى مغلف داخل توءمه، والأخرى تعتبر أن الكتلة هي ورم مسخي متطور للغاية، ويحدث بنسبة واحد لكل 500 ألف ولادة حية.
تشوه خلقي
وفي السياق، ذكرت استشارية أمراض النساء والولادة الدكتورة فاطمة الشنقيطي أن هذه الحالة النادرة يتم تشخيصها في الغالب على أنها "ورم في تجويف البطن بنسبة 82 إلى 85 في المئة، والباقي في الجهاز العصبي، أو تجويف الفم والرقبة، أو الأعضاء التناسلية".
وتعد الدول الآسيوية والأوروبية وأميركا الشمالية أكثر المناطق الجغرافية إبلاغاً عن الحالات المشابهة بنسبة 90 في المئة من إجمالي الحالات في العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت الشنقيطي، أن "97 في المئة من هذه الحالات يتمتع فيها الجنين الأصلي الحامل للجنين الميت بصحة جيدة بعد استئصال الورم".
متى تؤثر في الولادة؟
وأشارت الاستشارية إلى أن مطلع القرن الحالي شهد ارتفاعاً لافتاً في الحالات المشابهة، "منذ العام 2000 ارتفعت نسبة تشخيص النساء الحوامل بمثل هذه الحالات بنحو 35 في المئة، من خلال متابعة الحمل والتشخيص الدقيق بالموجات فوق الصوتية قبل استحقاق موعد الإنجاب".
لافتة إلى أن معظم الحالات لا تعلم بوجود جنين داخل جنين، مضيفة، "الحالة تشخص بعد الولادة باعتبارها ورماً، فيما لا يوجد تأثير على المرأة الحامل، وغالباً ما تحدث الولادة بشكل طبيعي، إلا أنه في بعض الحالات يتم اكتشاف الورم بعد شهر أو شهور عدة من الحمل، وبعد رصد ورم بالبطن أو الرقبة بمقاس كبير يعاني منه الجنين"، وهو ما يؤثر في شكل الولادة "وهذه الحالة تصعّب الولادة مهبلياً، لذلك يتم اللجوء غالباً إلى الولادة القيصرية".
وفي السياق ذاته، وثقت 95 حالة بين الأعوام من 1900 وحتى 1999، فيما وثقت 100 حالة منذ العام 2000 وحتى اليوم.
واستناداً إلى ما ورد في البحوث والأوراق العلمية، ذكرت الشنقيطي أن عُمان وثقت حالتها الأولى عام 1998، في حين أن مصر والسعودية شهدت بعض الحالات في عامي 2012 و2015.
وتابعت، "35 في المئة من الحالات يتم تشخيصها خلال فترة الحمل، فيما يتم تشخيص 65 في المئة منها خلال العامين الأوليَن إلى عمر 45 عاماً فما فوق".
وأوضحت أن التعامل مع الحالة يحتاج إلى "فريق عمل متكامل لإجراء الفحوص اللازمة وإخراج الورم من مكانه، ومتابعه لا تقل عن عامين لكونه يعد خللاً وتشوهاً جينياً".