Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الغموض في شأن الانسحاب من أفغانستان يطغى على اجتماع حلف الأطلسي

تركت واشنطن حلفاءها الأوروبيين في حيرة إن كانوا سيغادرون كابول بحلول الأول من مايو

وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في صورة جماعية مع احترام التباعد الاجتماعي (أ ب)

سعى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء 23 مارس (آذار)، لطمأنة شركاء بلاده في شأن مستقبل حلف شمال الأطلسي، في أول اجتماع يحضره في مقرّه ببروكسل، لكنه ترك الغموض مسيطراً على الحلفاء في شأن الانسحاب من أفغانستان.

وقال بلينكن خلال أول مؤتمر صحافي له فور وصوله إلى مقر الحلف، "مصمّمون على تعزيز تحالفاتنا لتعزيز شراكاتنا بدءاً بحلف شمال الأطلسي". لكنه ترك مسألة الانسحاب من أفغانستان غامضة، قائلاً "لدينا مراجعة جارية في الولايات المتحدة. أنا هنا اليوم لمشاركة بعض أفكارنا الأولية مع شركائنا في الحلف".

الغموض

ولم يخفِ الأوروبيون خيبة أملهم. وحذّر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، "لا نريد مغادرة هذا البلد كما وجدناه قبل 20 عاماً، ونأمل في أن نتمكن من التحدث بشكل ملموس اليوم مع الولايات المتحدة حول تطورات الأسابيع المقبلة".

وقال وزير أوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية شرط عدم كشف هويته، "هل سنبقى بعد الأول من مايو (أيار) أو سنغادر؟ لا نعرف ما الذي سنفعله وهذه مشكلة".

وكان من المتوقع صدور قرار حول اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في 17 فبراير (شباط)، لكنه أرجئ في انتظار نتيجة المفاوضات في شأن اتفاق سلام في أفغانستان.

وأصبح من الضرورة اتخاذ قرار حول مهمة الأطلسي في أفغانستان "الدعم الحازم"، إذ إن الاتفاق الذي أُبرم بين حركة طالبان وإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ينص على انسحاب جميع القوات الأجنبية في الأول من مايو.

أميركا "مسؤولة عن العواقب"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأقر بايدن الأسبوع الماضي بأنه سيكون "من الصعب" على واشنطن الالتزام بهذا التاريخ، مما أثار غضب حركة طالبان التي حذرت من أن الولايات المتحدة ستكون "مسؤولة عن العواقب".

وحلف الأطلسي موجود في أفغانستان منذ حوالى 20 عاماً، لكنه قلص وجوده من 130 ألف جندي من 36 بلداً يشارك في عمليات قتالية، إلى 9600 حالياً، من بينهم 2500 أميركي و1600 ألماني، يتولون تدريب القوات الأفغانية.

ويتصدر مستقبل مهمة التحالف الدولي في أفغانستان جدول أعمال القمة التي تستمر يومين بدءاً من الثلاثاء. ويُعقد الاجتماع بحضور الوزراء شخصياً للمرة الأولى منذ بداية وباء كورونا، في حين يواصل الفيروس انتشاره الحاد في الدول الأوروبية.

القضايا الصعبة

وحدد وزير الخارجية الأميركي محادثات ثنائية عدة مع نظرائه، وقد يكون التعامل مع نظيره الألماني صعباً، بسبب معارضة الولايات المتحدة الظاهرة لمشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" بين ألمانيا وروسيا. وقال بلينكن، "سأقول ذلك مجدداً لنظيري".

ويرغب الأوروبيون في معالجة كثير من القضايا الصعبة، خصوصاً سلوك تركيا المنضوية في الحلف، والتي اشترت معدات عسكرية حساسة من روسيا.

وقال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، إنه "قلق" من سلوك أنقرة بعد شرائها أسلحة روسية وانتهاكاتها للحقوق الديمقراطية على أراضيها.

لكن بعض الأوروبيين لا يريدون التوهّم كثيراً. وأوضح الوزير الأوروبي الذي طلب عدم ذكر اسمه، "بايدن أكثر ليونة قليلاً من ترمب، لكن الأهداف ما زالت كما هي، خصوصاً في ما يتعلق بتقاسم الإنفاق الدفاعي لا تغييرات جوهرية" عن حقبة الرئيس الأميركي السابق.

تحديد أهداف "واقعية"

ومن المفترض أن يشدد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، على "أهمية تحديد أهداف واقعية تسمح للدول بمواصلة الاستثمار في قدراتها الدفاعية، واتخاذ إجراءات ملموسة على الأرض بهدف تعزيز أمننا المشترك".

وتعهدت الدول الحليفة تخصيص اثنين في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي بحلول عام 2024، وقد حقق 11 منها، بما في ذلك فرنسا، هذا الهدف عام 2020.

وأكد الدبلوماسي الأوروبي أن الهدف من الاجتماع مع بلينكن ليس إثارة التوترات. ومن شأن هذه المشاورات أن تمهد الطريق أمام قمة بايدن الأولى للحلف والتي قد تُعقد في يونيو (حزيران)، تزامناً مع قمة مجموعة السبع، إذا سمحت الظروف الصحية بذلك، وفق ما قال المسؤولان الأوروبيان لوكالة الصحافة الفرنسية.

المزيد من دوليات