أعلنت شبكة "بي بي سي"، الاثنين، الإفراج عن مراسلها المحلي في ميانمار أونغ ثورا، الذي أوقف الجمعة في البلد الذي يشهد تظاهرات تقمعها السلطات بعنف منذ الانقلاب العسكري في الأول من فبراير (شباط).
وأفادت الشبكة البريطانية بأن "صحافي بي بي سي أونغ ثورا الذي كان قد أوقف، أُفرج عنه في ميانمار، بعد أيام من اعتقاله"، مذكرةً بأنه اقتيد على أيدي عناصر مجهولي الهوية الجمعة في العاصمة نايبيداو.
وكان متظاهر ضد الانقلاب العسكري قتل في ميانمار برصاص قوات الأمن، الأحد، في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة الأسترالية أنها تقدم المساعدة لاثنين من مواطنيها اعتقلا خلال محاولتهما مغادرة يانغون.
وتشهد ميانمار حالة من الاضطراب منذ إطاحة الجيش الزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي، الشهر الماضي، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات على مستوى البلاد تطالب بعودة الديمقراطية.
وردت القوات الأمنية باستخدام القوة المفرطة والذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في محاولة لوقف التظاهرات.
وأفاد شهود عيان وكالة الصحافة الفرنسية بأن رجلاً قُتل، الأحد، في مدينة مونيوا في وسط البلاد، وأصيب شخصان على الأقل في اشتباك مع قوات الأمن.
وقال أحد السكان "شاهدت أشخاصاً يحملون رجلاً أصيب بالرصاص وفارق الحياة"، مضيفاً أن الجثمان نقل إلى مستشفى محلي.
وأضاف "استخدموا قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع... لاحقاً أخذوا يطلقون النار. لا أعرف إن كان الرصاص الذي أصاب رأس الرجل الذي توفي من النوع الحي، أو المطاطي".
وأكدت وزارة الخارجية الأسترالية، الأحد، أنها تقدم مساعدة قنصلية لاثنين من مواطنيها في ميانمار. وقال متحدث "بالنظر إلى الخصوصية التي تحيط بعملنا، لن نقدم تفاصيل إضافية".
وأفيد بأن المستشار في مجال الأعمال ماثيو أوكاين، وكريستا آفري الذي يحمل كذلك الجنسية الكندية، موجودان حالياً قيد الإقامة الجبرية، بعد محاولتهما مغادرة البلاد على متن طائرة مساعدات الجمعة. ويدير الرجلان شركة استشارية متخصصة في يانغون. وهناك أسترالي ثالث لا يزال قيد الاحتجاز هو الاقتصادي شون تيرنل، الذي كان يعمل مستشاراً لسو تشي، واعتقل بعد أسبوع من الانقلاب.
وقالت وزارة الخارجية الكندية إنها على دراية بقضية تتعلق بمواطن كندي، وإنها تؤمّن "مساعدة قنصلية" له.
"أنقذوا مستقبلنا"
ولم يمنع العنف خلال نهاية الأسبوع المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية، وبينهم عدد كبير من الأطباء والممرضين، من التظاهر فجراً في ماندالاي، العاصمة الثقافية لميانمار، وثاني أكبر مدنها، حاملين لافتات كُتب عليها "أنقذوا مستقبلنا"، و"أنقذوا قائدتنا" أونغ سان سو تشي، التي يحتجزها الجيش في مكان سري منذ 49 يوماً.
ولاحقاً وضع متظاهرون لافتات تحمل كتابات معارضة للانقلاب في حاويات زهور تمتد على طول أحد الشوارع.
وقال طبيب في ماندالاي إنه بحلول بعد الظهر اشتعلت النيران في التحصينات التي أقامها المتظاهرون وجرى إطلاق نار في الشوارع أدى إلى إصابة أربعة أشخاص على الأقل.
وكانت ماندالاي مسرحاً لبعض أسوأ أعمال العنف منذ الانقلاب. وجاءت الاحتجاجات بعد يوم من تأكيد مجموعة مراقبة محلية مقتل أربعة متظاهرين على يد قوات الأمن في أنحاء مختلفة من البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقُتل نحو 250 مدنياً على أيدي قوات الأمن منذ الانقلاب، بحسب لجنة مساعد السجناء السياسيين. وقد تكون الحصيلة أكبر بكثير، إذ إن مئات الأشخاص الذين أوقفوا في الأسابيع الأخيرة، مفقودون حالياً.
وفي رانغون العاصمة الاقتصادية للبلاد، لا يزال الوضع متوتراً منذ أن فُرض على مليونين من أصل سكانها الـ5 ملايين الأحكام العرفية.
وغرقت بعض الأحياء في الفوضى في الأسابيع الأخيرة، مع متظاهرين يلقون مقذوفات وقنابل مولوتوف على قوات الأمن التي تطلق الرصاص الحي.
ويحاول بعض المواطنين أيضاً مغادرة البلاد. وتتوقع تايلاند تدفق عدد من اللاجئين، وسبق أن استقبلت الهند المئات.
ودفن المشيعون في المدينة جثمان شاب يبلغ من العمر 26 عاماً توفي يوم السبت أثناء احتجازه بعد إطلاق النار عليه واعتقاله في الليلة السابقة. ونشر مقطع فيديو لوالدته خلال الجنازة على مواقع التواصل الاجتماعي تقول فيه "أنا فخورة حقاً بما فعلته من أجل الديمقراطية وهذا البلد"، مضيفة "أنت بطل حقيقي".
ولم يرد الجيش على محاولات وكالة الصحافة الفرنسية التواصل معه، لكن تلفزيون "أم آر تي في" الحكومي الرسمي، كان قد قال في وقت سابق "نفد صبر الحكومة، وبينما تحاول تقليل الخسائر في الأرواح خلال التصدي لأعمال الشغب، ينشد معظم الناس الاستقرار الكامل، ويطالبون بإجراءات أكثر فاعلية ضد أعمال الشغب".
عقوبات أوروبية
من جانبها، دانت محكمة عسكرية ثلاثة رجال من ضاحية هلاينغ ثاريار في رانغون التي شهدت في الأسابيع الأخيرة مقتل عشرات المتظاهرين، بالسجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة، بحسب وسائل إعلام حكومية.
واتُهم مسؤولون في الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، حزب الزعيمة أونغ سان سو تشي، بـ"الخيانة العظمى"، وهو جرم تصل عقوبته إلى السجن 22 عاماً.
وتواجه الزعيمة السابقة البالغة 75 عاماً، اتهامات بالفساد، ووُجّهت إليها تهم أخرى. وفي حال دينت، تواجه عقوبة بالسجن لسنوات طويلة، وستُمنع من التعاطي في الشأن السياسي.
وتتزايد الإدانات الدولية التي يتجاهلها العسكريون. ويُتوقع أن يفرض الاتحاد الأوروبي الاثنين عقوبات على 11 ضابطاً متورطاً في القمع، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
ولا تزال خدمات الإنترنت على الهواتف المحمولة مقطوعة، وكذلك شبكات الإنترنت اللاسلكي، ووحدها الصحف الرسمية لا تزال متاحة.