فارق الكاتب والإعلامي السعودي محمد الوعيل الحياة عن عمر ناهز الـ 74 سنة بشكل مفاجئ، بعد فترة قصيرة من دخوله المستشفى وغادرها محمولاً، بحسب ما غرد عنه ابنه نايف الوعيل في حسابه على "تويتر"، "أنعى والدي ومعلمي وقدوتي وصديقي وجنتي محمد الوعيل، الذي انتقل إلى رحمة الله قبل قليل".
انا لله وانا اليه راجعون
— نايف محمد الوعيل (@naif_alwaeil) March 20, 2021
بقلوب مؤمنه بقضاء الله و قدره
أنعى والدي ومعلمي وقدوتي وصديقي وجنتي #محمد_الوعيل والذي انتقل إلى رحمة الله قبل قليل #محمد_الوعيل_في_ذمة_الله
كان ذلك مفاجئاً لأنه لم يكن يعاني من أية أمراض، وهو الذي ظل معطاءً طوال مسيرته الحافلة في أروقة الصحافة لمدة 40 عاماً، تنقّل خلالها بين عدد من الصحف، محرراً ومديراً للتحرير ونائباً لرئيس التحرير حتى تقلّده منصب رئيس تحرير صحيفة "اليوم" المحلية.
ودعهم ولم يدركوا توديعه
ظل الوعيل في آخر عام في حياته يغرّد مودعاً زملاءه وأصدقاءه، لكن لم يدرك أحد منهم قرب منيته، بعد أن خصص حسابه في "تويتر" ليشكر ويثني على الجميع في كل تغريدة تحمل اسم صديق أو زميل مهنة، في الوقت الذي كان يعمل على كتابه "شهود هذا العصر"، يتكلم فيه عن أكثر من 1600 شخصية، أثرت في حياته بعد أن أجرى حوارات معها، عندما عمل في صحيفة الجزيرة السعودية، منهم زعماء ورؤساء دول وملوك وأمراء ووزراء ورجالات حروب التأسيس مع الملك عبد العزيز، إضافة إلى زملائه من رجال الفكر والأدب والصحافة في المملكة، لكنه مات قبل الانتهاء منه.
هاشم عبده هاشم @HashimAHashim58
— محمد الوعيل (@moalwaeil) February 19, 2021
اعتز بهذا العملاق خاصة وأنني تعلمت في مدرسته مدة طويلة اعتز بها ..
خلقا ومهنيا .. ابو أيمن علامة بارزة في الأعلام السعودي pic.twitter.com/LqMmvraR3R
وكان للراحل الكثير من الأصدقاء في الوسط الإعلامي السعودي، بسبب خوضه عبر مشواره الطويل معارك فكرية وصحافية عدة، وقد عُرف بقلمه المميز وآرائه الواضحة ومواقفه الراسخة، وله عدد من المؤلفات، وخاض في حياته رحلة بين مناصب كثيرة، وحصل على عضويات في مجالات إعلامية وأدبية وسياسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعتبر الراحل أحد رموز الصحافة والإعلام في السعودية، حيث قضى عشرات السنين في المهنة التي عشقها، وتدرّج في خدمتها حتى صار رئيساً لتحرير صحيفة "اليوم" مدة 14 عاماً.
مشوار الـ 40 عاماً
وبدأ الوعيل مشواره مع الصحافة قبل أكثر من 40 عاماً في جريدة الرياض، ليتنقّل بعدها في مواقع قيادية بجريدة الجزيرة، كما ترأس تحرير "المسائية".
وبعد مسيرة حافلة في الصحافة السعودية، كانت استثنائية ومتفردة، التقط زملاؤه الإعلاميون تغريدة نجله ليبدأوا بنعيه على نطاق واسع، وهم الذين كانوا حاضرين أيضاً في تشييع جثمانه، تقدّمهم عبد الرحمن الراشد وخالد الملك وحمد القاضي وعبدالله الحسين وفهد عقران وخالد العريفي وعبدالله الضويحي ومحمد السنيد وعبد الوهاب القحطاني وعبد العزيز الفريان ومحمد الأسمري وسعيد الصويغ وأحمد بادويلان.
"وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله"
— حمد القاضي (@halkadi) March 20, 2021
هل كان هذا الغالي الحبيب أ/#محمد_الوعيل_في_ذمة_الله
هل كان يودعنا لجوار ربه وهو يكتب كلمات وفاء لأحبته
وهل كنت وأنا أكتب عنه اليوم وأخي دابراهيم التركي يكتب عنه أمس هل كنا نودعه
آهٍ فجعني الخبر ولو عرفتوه بوفائه وطيبته لبكيتموه
رحمه الله pic.twitter.com/EuJOp2O9rz
من جانبه، قال الأديب حمد القاضي "وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله"، هل كان هذا الغالي الحبيب يودعنا لجوار ربه وهو يكتب كلمات وفاء لأحبته، وهل كنت وأنا أكتب عنه اليوم وأخي إبراهيم التركي يكتب عنه أمس، هل كنّا نودعه؟ آهٍ فجعني الخبر، لو عرفتوه بوفائه وطيبته لبكيتموه، رحمه الله".
عزاؤنا واحد فقدت صديقا بهيا، وأخاً نقياً..سيكون مؤلما ان نعيش بقية العمر بدون عالمه الجميل ..
— Oalomeirعثمان العمير (@OthmanAlomeir) March 20, 2021
الفقد يعمنا أخي نايف كلنا ولن يتوقف https://t.co/BzDG5zl5qQ
كما نعى عثمان العمير صديقه الوعيل، "عزاؤنا واحد، فقدت صديقا بهياً، وأخاً نقياً... سيكون مؤلماً أن نعيش بقية العمر من دون عالمه الجميل... الفقد يعمّنا أخي نايف كلنا ولن يتوقف".
فُجِعْتُ قبل قليل برحيل الزميل الصديق الأستاذ محمد الوعيل أحد أقطاب الصحافة السعودية، والذي أعتبره مُعَلّما في الكفاح والمهنة. وكان توجّني مطلع العام الجاري بتثمين ومشاعر غالية كتبها هنا .. عليك الرحمة أبا نايف .. الجنة بمشيئة الله مستقرّك .. العزاء لأسرتك ومحبيك الكثر .. إنا لله https://t.co/v6EjyFiV5b pic.twitter.com/AJpCbaqnEI
— محمد التونسي (@Altunisi_M) March 20, 2021
أما مدير عام مجموعة قنوات "إم بي سي" في السعودية محمد التونسي، فقال "فجعتُ قبل قليل برحيل الزميل الصديق الأستاذ محمد الوعيل، أحد أقطاب الصحافة السعودية، الذي أعتبره معلماً في الكفاح والمهنة. وكان توّجني مطلع العام الحالي بتثمين ومشاعر غالية كتبها هنا... عليك الرحمة أبا نايف... الجنة بمشيئة الله مستقرّك... العزاء لأسرتك ومحبيك الكثر... إنا لله".
رحم الله أبا نايف.. رحيل موجع.
— جميل الذيابي Jameel Altheyabi (@JameelAlTheyabi) March 20, 2021
عظم الله أجر عائلته ومحبيه والوسط الإعلامي كافة، وألهمهم الصبر والسلوان. https://t.co/qDcWwXpgw3
أما جميل الذيابي، رئيس تحرير عكاظ، فغرّد قائلاً "رحم الله أبا نايف... رحيل موجع. عظّم الله أجر عائلته ومحبيه والوسط الإعلامي كافة، وألهمهم الصبر والسلوان".
آلمني قبل قليل نبأ وفاة أستاذي محمد الوعيل (ابو نايف)، الذي له الاثر الكبير علي وعلى زملائي في صحيفة اليوم
— عمر عبدالرحمن الشدي (@AlSheddi) March 20, 2021
فأسأل الله ان يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان #إنّا_لله_وإنّا_إليه_راجعون #الوعيل_في_ذمة_الله pic.twitter.com/QzuPEY6naZ
فيما نعى رئيس تحرير صحيفة "اليوم" عمر الشدي، رئيس صحيفته الأسبق بكلمات قال فيها "آلمني قبل قليل نبأ وفاة أستاذي محمد الوعيل (أبو نايف)، الذي له الأثر الكبير علي وعلى زملائي في صحيفة اليوم، فأسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان".
ليس إعلامياً فقط
كان الوعيل الذي بدأ تجربته الإعلامية من الإذاعة المدرسية، كما قال في أحد تصريحاته التلفزيونية السابقة، رجلاً مؤرخاً ويحب التوثيق.
فكتابه الذي لم يكتمل عن رحلته بين أعلام المجتمع، هو وليد فترة مبكرة، فقد أكد في أحد اللقاءات أنه كان يكتب ويؤرخ لكل شيء في حياته اليومية حتى رحلاته مع أصدقائه، لافتاً إلى أنه كان لبناني الهوية بسبب إقباله على قراءة الصحافة اللبنانية بغزارة في شبابه.
وقال عن رحلة حياته التي مرت بمحطات كثيرة، إنه لعب في مرحلة الشباب بنادي النجمة بالرياض، وقد أدخله الشيخ عبد الرحمن بن سعيد، مؤسس نادي الهلال إلى النادي العاصمي، وطلب منه الإشراف على نشرة الهلال الصحافية.