Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تأرجح مؤشرات "وول ستريت" بعد تصريحات "الاحتياطي الفيدرالي"

المستثمرون في الأسهم متفائلون بالإبقاء على الفائدة الصفرية وعدم تقليص برامج تحفيز الأسواق

سجلت المؤشرات في "وول ستريت " تأرجحاً بعد تصريحات "المركزي الأميركي" وسط تفاؤل المستثمرين (أ ف ب)

افتتحت "وول ستريت" على تباين في مؤشراتها بعد يوم من بيان متفائل لبنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) حول مستقبل الاقتصاد الأميركي، وقد تراجع مؤشر ناسداك الذي يقيس أسهم شركات التكنولوجيا عند الفتح، مع صعود عوائد السندات إلى أعلى مستوياتها خلال 14 شهراً، بينما هبط مؤشر داو جونز الصناعي 87.2 نقطة، بما يعادل 0.26 في المئة إلى 32928.16 نقطة، ونزل مؤشر "ستاندرد أند بورز500" بمقدار 20.6 نقطة أو 0.52 في المئة، ليسجل 3953.5 نقطة، وانخفض مؤشر "ناسداك" 176 نقطة أو 1.30 في المئة إلى 13349.203 نقطة. ويبدو أن الاقتصاد الأميركي يتجه إلى أفضل نمو في 40 عاماً، بحسب بيان للاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، الذي حسم الجدل أمس الأربعاء حول مستقبل الاقتصاد الأميركي بعد إطلاق حزم تحفيز ضخمة، إذ أكد أنه سيحافظ على سعر الفائدة "قريبة من الصفر" ومن دون تغيير، على الرغم من توقعاته بارتفاع التضخم إلى أعلى مما كان مستهدفاً.

وكانت هذه التصريحات المتفائلة قد دفعت إلى تسجيل مؤشرَي داو جونز وستاندرد أند بورز 500 مستويات قياسية جديدة أمس الأربعاء، في وقت كان "ناسداك" يواصل ارتفاعاته. وكان مؤشر داو جونز الصناعي قد صعد 0.58 في المئة، ليغلق عند 33015.37 نقطة، في حين صعد ستاندرد أند بورز 0.29 في المئة إلى 3974.12 نقطة، وقفز "ناسداك" المركب 0.4 في المئة إلى 13525.20 نقطة. وهذه هي المرة الأولى التي يغلق مؤشر داو جونز فوق 33000 نقطة، في وقت لا يزال "ناسداك" منخفضاً بنحو أربعة في المئة، من إغلاق سجله القياسي في الـ 12 من فبراير (شباط) الماضي.

توقعات مستقبلية

وفي بيانه عقب اجتماع لبحث السياسة النقدية استمر يومين، توقّع "الاحتياطي الفيدرالي" قفزة سريعة في النمو الاقتصادي الأميركي والتضخم هذا العام مع انتهاء أزمة كورونا، لكنه كرر تعهده الحفاظ على سعر الفائدة المستهدف "بالقرب من الصفر سنوات مقبلة".

وأكد "الاحتياطي الفيدرالي" أن الاقتصاد الأميركي "يتجه نحو أقوى نمو له منذ حوالى 40 عاماً، وصناع السياسة النقدية بالبنك المركزي يتعهدون الإبقاء على دعم الاقتصاد على الرغم من الارتفاع المتوقع للتضخم".

وقال رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" جيروم باول في المؤتمر الصحافي الذي أجراه عقب الاجتماع، "من السابق لأوانه مناقشة إجراءات لتقليل دعم الاقتصاد المتعثر"، مؤكداً أن "البيانات القوية تنتظرنا".

وأشار باول إلى قائمة من مؤشرات القوة الاقتصادية التي يتوقع مسؤولو "الاحتياطي الفيدرالي" أن ينتج منها "نمو إجمالي الناتج المحلي بنسبة 6.5 في المئة هذا العام"، بفضل الحوافز المالية الفيدرالية الضخمة والتفاؤل بنجاح لقاحات كورونا، لافتاً إلى أن "التطعيم يتحرك بسرعة وشيكات التحفيز تصل إلى الناس".

منافسة الصين

وترجّح توقعات المسؤولين الاقتصاديين الأميركيين أن النمو في الولايات المتحدة سينافس النمو في الصين هذا العام. وسيكون النمو المتوقع 6.5 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي أكبر قفزة سنوية منذ عام 1984.

ويقدّر مسؤولو "الاحتياطي الفيدرالي" أن يظل النمو الاقتصادي عامين على الأقل عند 3.3 في المئة خلال 2022 و2.2 في المئة في 2023، مقارنة بالنمو المحتمل على المدى الطويل عند 1.8 في المئة فقط.

توقعات التضخم والفائدة

وفي حين أنه من المتوقع أن يقفز التضخم إلى 2.4 في المئة هذا العام، فوق هدف البنك المركزي البالغ اثنين في المئة، قال باول إن "هذا الأمر يُنظر إليه على أنه زيادة مؤقتة لن تغيّر تعهد بنك الاحتياطي الفيدرالي الحفاظ على سعر الفائدة الرئيس لليلة واحدة بالقرب من الصفر، لضمان التئام الجراح الاقتصادية من الوباء بالكامل". ويتوقّع "الاحتياطي الفيدرالي" تراجع التضخم إلى اثنين في المئة خلال 2022.

وكان بيان "الاحتياطي" وافق بالإجماع على إبقاء سعر الفائدة القياسي في نطاق مستهدف بين 0-0.25 في المئة.

وأشار باول إلى أن "القسم الأكبر" من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية المعنية بوضع السياسات النقدية "لا يتوقع" أي زيادة في أسعار الفائدة حتى 2024 على الأقل. وأضاف أنه من السابق لأوانه الحديث عن تقليص برنامج الـ 120 مليار دولار من سندات الخزانة والقروض المدعومة بالرهن العقاري والأوراق المالية التي يشتريها بنك الاحتياطي الفيدرالي كل شهر لدعم الاقتصاد بشكل أكبر، مؤكداً "نحن ملتزمون منح الاقتصاد الدعم الذي يحتاج إليه للعودة في أسرع وقت ممكن إلى حالة الحد الأقصى من فرص العمل".

الدعم مستمر

وقال رئيس بنك "الاحتياطي الفيدرالي" إنه "لم ننتهِ في الواقع بعد، من الواضح أننا نسير على طريق جيد، لكننا لم ننتهِ من الأزمة، هناك في حدود 10 ملايين شخص يحتاجون إلى العودة للعمل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويوضح الرئيس التنفيذي لمنصة التداول "وي بول" أنتوني دينير لـ"رويترز"، أنه كان "هناك الكثير من القلق في الأسواق أدى إلى زيادة عائدات السندات في الفترة الماضية، لكن رد فعل بنك الاحتياطي الفيدرالي المتفائل بعد أن كانت تغلب عليه صفة التشاؤم هو إشارة قوية إلى الإيجابية".

وبعد بيان "الاحتياطي الفيدرالي"، انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 1.6374 في المئة.

وكان "الاحتياطي الفيدرالي" قد أطلق تنبّؤات متشائمة في يونيو (حزيران) من العام الماضي على خلفية الأزمة الاقتصادية الحادة التي مرت بها الولايات المتحدة، إضافة إلى وفاة أكثر من نصف مليون شخص بسبب كورونا.

ويقول كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "لينوكس ويلث أدفايزرز" ديفيد كارتر لـ"رويترز" إن "بيان الاحتياطي الفيدرالي كان أكثر تفاؤلاً مما توقعه البعض، إذ رفعوا تقديراتهم لكل من النمو الاقتصادي وسوق العمل".

ومن المرجح أن ينخفض معدل البطالة إلى 4.5 في المئة بنهاية هذا العام، مقارنة بالتوقعات في يونيو الماضي عند 6.4 في المئة، وكذلك أن يهبط أكثر في العام المقبل، ليصل إلى مستويات يعتبرها الاقتصاديون "عمالة كاملة".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد