Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضحايا مدنيون في قصف استهدف سوقا بمأرب

غريفيث يحذر من عودة الحرب إلى ذروتها والحوثي يصف التصعيد ضد حادث المهاجرين بأنه "تضخيم لأسباب سياسية"

صورة لآثار القصف الصاروخي وسط السوق في مأرب (محافظة مأرب)

على وقع تصريحات أممية تحذر من عودة الحرب في اليمن إلى سابق قوتها، تعّرفت مأرب على أحد أكثر أشكال هذه القوة، إذ تعرض سوق شعبي وسط المدينة في أحد الأحياء السكنية يوم أمس الثلاثاء، لقصف بصاروخ باليستي أسفر عن مقتل وجرح 9 مدنيين بشظايا الصاروخ.

ونشرت المحافظة بياناً اليوم، اتهمت فيه ميليشيات الحوثي بالوقوف خلف الاستهداف، وأضافت أن "مدنيين اثنين قتلا، وأصيب 7 آخرون بينهم مهاجر أفريقي، بعضهم إصابته خطيرة"، جراء الانفجار الذي وقع وسط سوق لبيع المواشي شرق المدينة التي يسكنها 2 مليون إنسان.

ولم تعلق الميليشيات على الاتهام الذي طالها من قيادة المحافظة المتنازع عليها منذ أكثر من شهر، إلا أن حسين العزي، القيادي في الجماعة علّق على تقرير الأمم المتحدة الذي تناول الشأن في المحافظة والقصف الذي يطال المناطق السكنية بالإضافة إلى أوضاع النازحين فيها، قائلاً "يؤسفنا تبني الأمم المتحدة لرواية المرتزقة في مأرب"، وأضاف في تعليق نشرته قناة المسيرة الناطقة باسم الجماعة اليوم "التقرير انتقائي فيما يخص تبعات الحرب على المدنيين النازحين، إذ يختار حالات ويترك مناطق ونازحين في أماكن أخرى، وهو ما يثير التساؤل".

أرقام قتلى الحريق مبالغ فيها

ومع تصاعد حدة الخطاب الدولي والحقوقي تجاه حريق مركز احتجاز المهاجرين الأفارقة في صنعاء، أعرب المتمردون الحوثيون في اليمن، الأربعاء، عن "الأسف الشديد جراء الحادث"، مؤكدين مقتل 44 شخصاً في الحادثة وفتح تحقيق لمعرفة أسبابها، وذلك غداة مطالبة الأمم المتحدة بتحقيق مستقل واتهامهم بالتسبب بها.

وقال حسين العزي، بحسب قناة "المسيرة"، "نعبر عن أسفنا الشديد للحادثة العارضة بحق المهاجرين في مركز الإيواء بصنعاء"، وأضاف "الضحايا هم 44 مهاجراً والجرحى 193 غادر أغلبيتهم المستشفيات، وهناك تحقيق فتح في أسباب الحادثة"، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها الحوثيون عن حصيلة للحادثة المروعة.وقال العزي إنه "جرت المبالغة في الأرقام وتجيير الحادثة وتضخيمها سياسياً"، إلا أن منظم الجالية الإثيوبية المهاجرة في اليمن، قال إنه "لا يوجد ناجون معروفون بين أكثر من 350 مهاجراً إثيوبياً معظمهم كانوا داخل مركز الاحتجاز الذي احترق"، مضيفاً أنه أُخذ الحمض النووي لمن دفنوا لعجزهم من التعرف عليهم.

وقال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لمجلس الأمن، يجب أن يكون هناك تحقيق مستقل في سبب الحريق، مؤكداً توفير الحماية لجميع الأشخاص في اليمن، بغض النظر عن جنسيتهم.

تقرير هيومان رايتس ووتش

وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، قد اتهمت الحوثيين بإطلاق "مقذوفات مجهولة" تسببت في اندلاع الحريق في 7 مارس (آذار) في محاولة منهم لوقف احتجاجات على سوء المعاملة أطلقها المهاجرون داخل المعتقل.

ونقلاً عن خمسة ناجين، قالت المنظمة إن "حراساً نقلوا مجموعات من المهاجرين غالبيتهم من إثيوبيا إلى غرفة بعد رفضهم تناول الطعام، احتجاجاً على ظروف إقامتهم، ثم أطلق أحد أفراد القوة الأمنية مقذوفين، أحداثا حريقاً فيها".

ونشرت المنظمة روايات مروعة نقلاً عن الناجين، حول مشاهدة عشرات الجثث المتفحمة في الغرفة التي سجنوا فيها قبل اندلاع الحريق عقاباً لهم على احتياجاتهم، وهو ما يرفضه الحوثيون ويعدونه مبالغة ذات أبعاد سياسية.

وقد دعت الأمم المتحدة، الثلاثاء، إلى تحقيق مستقل، وأظهرت تسجيلات مصورة حصلت عليها من أحد الناجين، عن عشرات الجثث المتفحمة، وقد تكدست فوق بعضها البعض. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك، أظهر تسجيل مصور نشرته منظمة "هيومان رايتس ووتش"، عناصر أمن يسيرون بين مجموعة من الناجين فيما كانت النيران تلتهم الداخل ويتصاعد دخان أسود كثيف.

وأكدت المنظمة الدولية للهجرة، الثلاثاء، وصول 140 مهاجراً إثيوبياً إلى أديس أبابا قادمين من عدن، في أول رحلة قامت المنظمة بتسييرها بين البلدين منذ أكثر من سنة.

وقال المتحدث باسم الميليشيات، محمد عبد السلام، في مراسلات مع المنظمة الدولية، إن الحادث "نتيجة اعتيادية تحصل في حوادث مشابهة في كل مكان بالعالم، ولا ينبغي تسييسها أو استغلالها خارج سياقها الطبيعي، وإذا كان هناك حرص على معالجة مثل هذه القضايا، فلتساعد المنظمات في تحسين مراكز الإيواء وتضغط على فتح مطار صنعاء لعودتهم إلى بلدانهم، ومن دون هذا لا جدوى لأي طرح آخر".

الحروب تعود بكامل قوتها

وفي تعليق على المستجدات في جبهات القتال اليمنية، قال مارتن غريفيث إن "الحرب عادت بكامل قوتها إلى نقطة الذروة"، في ظل تجدد المحاولات للانتقال إلى الحوار.

وحذر المبعوث من أن اليمن تتجه إلى مجاعة كبرى بعد أن بلغت الحرب 6 أعوام، وأن الأوضاع تزداد سوءاً مع هجوم الحوثيين على مأرب، أخيراً.

وأضاف أن "الأمم المتحدة تشهد فتح جبهات حرب جديدة في اليمن، عبر التصعيد العسكري في حجة وتعز والحديدة". 

ودعا غريفيث إلى "وقف إطلاق النار على المستوى العام للبلاد، وفتح مطار صنعاء ووضع ضمان تدفق الوقود والسلع من دون قيود إلى اليمن عبر الموانئ باعتباره ضرورات إنسانية ملحة"، وهي الشروط التي تعد بداية لعملية حوار مفترضة في البلاد.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس، إنه "لا بد من توقف الموت والعنف وندعو الحوثيين لقبول وقف فوري وشامل لعمليات إطلاق النار، وتوقف جميع الهجمات".

وصفت الأمم المتحدة الوضع في اليمن بأنه الأسوأ في التاريخ، في حين يحتاج نحو 80 في المئة من اليمنيين إلى المساعدة، ويعاني 400 ألف طفل دون الخامسة من العمر من سوء تغذية حادة، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.

المزيد من العالم العربي