كشف تقرير حديث، أن المستثمرين بدأوا رحلة العودة إلى صناديق الأسهم العالمية خلال تعاملات الأسبوع الماضي، بينما واصلوا رحلة الهروب من أسواق الذهب والسندات.
وبحسب التقرير الأسبوعي لـ"بنك أوف أميركا"، ضخّ المستثمرون نحو 31.5 مليار دولار في صناديق الأسهم خلال الأسبوع المنتهي، الأربعاء الماضي، بينما سحبوا نحو 17.2 مليار دولار من أسواق المعادن والسندات، منها 1.8 مليار دولار من الذهب، و15.4 مليار دولار من السندات.
يأتي ذلك في وقت ارتفعت فيه عوائد السندات الحكومية بقوة خلال تعاملات الأسبوع الماضي بفعل مخاوف حيال تسارع التضخم، ما تسبب في نزوح المستثمرين من أسهم التكنولوجيا المرتفعة نحو أسهم القيمة. وأشار "بنك أوف أميركا"، إلى أن الحكومة الأميركية ستنفق نحو 879 مليون دولار كل ساعة خلال عام 2021، ما سيؤدي إما إلى ارتفاع في عوائد السندات أو انخفاض جديد في قيمة الدولار الأميركي.
وأوضح التقرير أن خدمة الدين الأميركي ستتسبب في ارتفاع التقلبات حين يتزامن صعود العوائد مع انخفاض الدولار الأميركي. واستناداً إلى بيانات من "إي.بي. أف.آر غلوبال"، قال "بنك أوف أميركا"، إن الأسبوع الماضي شهد ثالث أكبر دخول للتدفقات إلى أسهم الأسواق الناشئة على الإطلاق، وثاني أكبر تدفقات إلى أسهم القيمة.
عائدات السندات الأميركية تواصل الصعود
وفيما وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن، حزمة تحفيز مالي بقيمة 1.9 تريليون دولار لإغاثة الاقتصاد من تداعيات الوباء، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجَل 10 سنوات خلال تعاملات الجمعة 12 مارس (آذار) الحالي، ليسجل أعلى مستوى في أكثر من عام، مع تزايد التفاؤل بشأن تعافٍ قوي للاقتصاد. وفي ظل المخاوف حيال تسارع التضخم، اتجه المستثمرون إلى بيع السندات الحكومية، لترتفع العوائد على تلك الديون، مع حقيقة العلاقة العكسية بينهما. وأشارت بيانات رسمية إلى ارتفاع أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بأكثر من التوقعات خلال الشهر الماضي، كما صعدت ثقة المستهلكين الأميركيين إلى أعلى مستوى في عام. وارتفعت عوائد السندات بقوة خلال تعاملات الأسبوع الماضي، بفعل مخاوف حيال التضخم، بينما بيعت أسهم التكنولوجيا المرتفعة، حيث تحول المستثمرون إلى أسهم القيمة الأقل سعراً.
وفي وقت متأخر من تعاملات الجمعة، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجَل 10 سنوات إلى مستوى 1.63 في المئة، وهو أعلى مستوى منذ يناير (كانون الثاني) 2020. كما ارتفع عائد السندات الأميركية لأجل 30 سنة إلى مستوى 2.38 في المئة.
مكاسب أسبوعية للذهب
في سوق المعادن، تراجعت أسعار الذهب عالمياً عند تسوية تعاملات الجمعة، مع صعود الدولار الأميركي، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية. وتعرض المعدن الأصفر إلى الضغط مع ارتفاع كبير في عائد سندات الخزانة الأميركية، لكنه قلّص خسائره مع هبوط الأسهم خلال التعاملات.
ويترقب المستثمرون في الوقت الحالي، اجتماع مجلس البنك المركزي الأميركي خلال الأسبوع المقبل لتحديد اتجاه سياسته النقدية.
وعند التسوية، تراجع سعر العقود الآجلة للذهب تسليم أبريل (نيسان) المقبل، بنحو 0.2 في المئة، ليصل إلى مستوى 1719.90 دولار للأوقية، لكنه سجل مكاسب أسبوعية بنسبة 1.3 في المئة. واستقر سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر عند مستوى 1722.44 دولار للأوقية.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة بنسبة 0.6 في المئة إلى مستوى 25.91 دولار للأوقية، لكنها تتجه إلى أفضل أسبوع لها منذ أواخر يناير الماضي، بارتفاع نسبته 2.9 في المئة. ونزل البلاديوم بنسبة 0.2 في المئة إلى مستوى 2339.48 دولار. وصعد البلاتين بنسبة 0.4 في المئة إلى نحو 1200.31 دولار، كما يتجه إلى تحقيق أفضل أداء أسبوعي له في أربعة أسابيع بمكاسب تبلغ نسبتها 6.3 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الدولار يتعافى من موجة الخسائر
في سوق العملات، ارتفع الدولار الأميركي ليتعافى من خسائر تكبدها خلال تعاملات الخميس الماضي، حيث أوقد ارتفاع قوي لعوائد الخزانة في أوائل الجلسة الأوروبية، شرارة تحركات باتجاه العزوف عن المخاطرة في أسواق العملات العالمية، فيما تضررت العملات العالية المخاطر. ووفق وكالة "رويترز"، تنامى قلق المتعاملين في السوق خلال الأسابيع الأخيرة، حيال احتمال صعود التضخم بشكل قوي بسبب التحفيز المالي الضخم والطلب المكبوت للمستهلكين حين تعاود الاقتصادات الفتح من إجراءات العزل العام الهادفة لمكافحة فيروس كورونا.
في تعاملاته الأخيرة، ارتفع الدولار بنسبة 0.4 في المئة خلال الجلسة إلى مستوى 91.835 لكنه ما زال دون المستوى المرتفع وقدره 92.506 الذي بلغه، الثلاثاء الماضي، وهو أقوى مستوياته منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فيما يظل مؤشر الدولار على مسار إنهاء الأسبوع منخفضاً بنحو 0.1 في المئة.
في ذات الوقت، تكبدت العملات العالية المخاطر خسائر، لتمحو مكاسب حققتها في الآونة الأخيرة، وانخفض الدولار الأسترالي، الذي يُعتبر مؤشراً للسيولة في الشهية للمخاطرة بنسبة 0.5 في المئة إلى مستوى 0.77457 مقابل الدولار الأميركي.
وتراجع الدولار النيوزيلندي بنحو 0.6 في المئة. كما خسرت الكرونة النرويجية مقابل اليورو والدولار.
وعلى الرغم من أن اليورو منخفض بنحو 0.5 في المئة إلى مستوى 1.19325 دولار، فإنه ما زال بصدد إنهاء تعاملات الأسبوع مرتفعاً بنسبة 0.2 في المئة. وارتفع الدولار بالنسبة إلى الين بنحو 0.6 في المئة ليُتداول عند 109.140 بالقرب من ذروة عند 109.235 سجلها، الثلاثاء، وهو أضعف أداء للين منذ يونيو (حزيران) الماضي.