Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكونغرس يضغط على بايدن للاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن

يقود مينينديز أعضاء من الحزبين لحثّ الرئيس الأميركي على القرار وكذلك التدخل للإفراج عن الأسرى لدى أذربيجان

رفض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن (أ ب)

يسعى السيناتور الديمقراطي الرفيع بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، إلى الضغط على إدارة الرئيس جو بايدن للانضمام إلى الكونغرس في الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، وللعمل من أجل إطلاق سراح المحتجزين الأرمن بشكل غير قانوني من جانب الحكومة الأذربيجانية.

وخلال جلسة النظر في المصادقة على تعيين ويندي شيرمان، نائب لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، دعا مينينديز أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين إلى التوقيع على خطاب موجّه إلى الرئيس الأميركي يطالبه، وفقاً لتاريخه كعضو مخضرم سابق في مجلس الشيوخ ووفقاً لمبادئ إدارته، بتوسيع الاعتراف الأميركي وإحياء ذكرى المذبحة التي لاقاها الأرمن على يد العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى.

رفض ترمب

في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، أصدر مجلس النواب الأميركي قراراً يصف عمليات القتل والتهجير التي وقعت بحق الأرمن في الدولة العثمانية بأنها "إبادة جماعية"، لكن في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام ذاته، سعى السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إلى عرقلة القرار في مجلس الشيوخ. وكان ذلك في اليوم الذي التقى فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض. وهو اللقاء الذي حضره غراهام. وبموجب قواعد مجلس الشيوخ، يمكن لأحد أعضاء مجلس الشيوخ عرقلة اتخاذ مثل هذه القرارات.

وعلى الرغم من محاولات أنقرة منع إقرار الكونغرس بالإبادة الجماعية للأرمن، فإن مجلس الشيوخ صادق عليها في ديسمبر (كانون الأول) 2019، لكن إدارة ترمب رفضت السير على خطى المشرعين الأميركيين وأعلنت الخارجية أن موقف البيت الأبيض لم يتغير، إذ لا يعتبر عمليات القتل الجماعي للأرمن "عملية إبادة"، على الرغم من إقرار الرئيس السابق بوقوع "واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين". وفسّرت وسائل الإعلام الأميركية موقف البيت الأبيض، في ذلك الوقت، باعتباره رضوخاً لضغوط أردوغان الذي كان يرتبط بعلاقات جيدة مع ترمب.

ذكرى 24 أبريل

وبحسب اللجنة الوطنية الأرمينية الأميركية، فإن مينينديز بدأ التواصل مع زملائه من أعضاء مجلس الشيوخ للانضمام إليه في إرسال رسالة مشتركة إلى الرئيس بايدن يحثه فيها على وصف الإبادة الجماعية للأرمن بشكل صحيح في بيان الذكرى السنوية في 24 أبريل (نيسان) المقبل، قائلاً إنه حان الوقت لرئيس الولايات المتحدة أن يفعل ما فعله الكونغرس و"تسمية التاريخ على حقيقته".

وكتب مينبنديز في خطابه إلى بايدن "في بيان يوم ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن في أبريل 2020، تعهدت بدعم قرار يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن... الكونغرس اتخذ موقفه بالفعل. لقد حان الوقت للسلطة التنفيذية للقيام بذلك أيضاً". وأضاف "من المهم بشكل خاص التحدث بهذه الكلمات وإحياء ذكرى هذا التاريخ في لحظة يتم فيها تذكيرنا يومياً بقوة الحقيقة ومسؤوليتنا المشتركة في الوقوف ضد الكراهية- لأن الصمت تواطؤ"، مشيراً إلى أن "إدارات كلا الحزبين التزمت الصمت حيال حقيقة الإبادة الجماعية للأرمن. ونحثكم على كسر هذا النمط من التواطؤ من خلال الاعتراف رسمياً بأن الإبادة الجماعية للأرمن كانت إبادة جماعية".

وخلال حملته الانتخابية، تعهد بايدن بالاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن وجعل حقوق الإنسان أولوية. وعندما كان يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، شارك في رعاية قرار (S.Res. 106) الذي يقرّ بالإبادة، وقدّم تشريعاً يدين مقتل هرانت دينك، الصحافي التركي الأرميني المدافع عن حقوق الإنسان.

الرواية التركية

بين عامي 1915 و1923، لقي مئات الآلاف من الأرمن مصرعهم أثناء تهجيرهم قسراً من قبل الدولة العثمانية، ويقدّر بعض المؤرخين عدد الضحايا بين مليون ومليون نصف. وفي حين تعترف تركيا بالوفيات، تشكك في ما إذا كانت متعمدة، وتقول إن الأعداد كانت أقل بكثير من مليون. وتضيف الرواية التركية أن كثيراً من الأرمن قتلوا في اشتباكات مع العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى. وتعتبر أنقرة أن التدخل الخارجي في هذه القضية تهديد لسيادتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعترفت 32 دولة، بما في ذلك كندا وفرنسا وألمانيا وروسيا، بالقتل الجماعي على أنه إبادة جماعية.

وعندما أقرّ الكونغرس الأميركي الاعتراف بالإبادة الجماعية، سارعت أنقرة إلى التنديد بالقرار، قائلة إنه "يخلو من أي أساس تاريخي أو قانوني... وباعتباره خطوة سياسية بلا معنى فإنه موجه فحسب إلى جماعات الضغط الأرمينية وتلك المناهضة لتركيا". وانتقد أردوغان القرار قائلاً إن "لا قيمة له" ووصفه بـ"أكبر إهانة" للشعب التركي.

وتعثرت على مدى عقود في الكونغرس تشريعات تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن لمخاوف من أن تعقّد العلاقات مع أنقرة، غير أن قرار الكونغرس في 2019 جاء وسط أجواء صفقة شراء تركيا منظومة دفاع صاروخي روسية في تحدٍّ للعقوبات الأميركية، وتوغلها في شمال سوريا لمحاربة المقاتلين الأكراد بعدما سحب ترمب فجأة قوات بلاده من المنطقة.

الأسرى الأرمن

ودعا السيناتور مينينديز خلال حديثه في الكونغرس، إلى مزيد من المشاركة الأميركية في وساطة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في أزمة أرتساخ (ناغورنو قره باغ)، بما في ذلك القيادة الناشطة في تأمين الإفراج عن أكثر من 200 أسير حرب أرميني ومدنيين محتجزين بشكل غير قانوني في أذربيجان منذ 4 أشهر بعد اتفاقية وقف إطلاق النار في 9 نوفمبر الماضي.

وقال "سنتطلّع لمساعدة الشعب الأرميني والمساهمة في تسهيل إطلاق سراح أسرى الحرب الذين يحتجزهم الأذربيجانيون". وأضاف "ما يفعلونه ينتهك القانون الدولي. نحن بحاجة إلى التحدث بصراحة، وهو ما لم تفعله الإدارة السابقة، ونحن بحاجة إلى العمل لمحاولة جعل تلك المنطقة تتطلع إلى ما كانت عليه عملية مينسك. هناك بعض الاقتراحات بأن هذا قد انتهى. لا، ليس كذلك. نحتاج إلى إطلاق سراح أسرى الحرب وعلينا مساعدة أرمينيا، وإعادة كل هؤلاء اللاجئين إلى بلادهم".

ويصف المسؤولون الأذربيجانيون هؤلاء الجنود وغيرهم من أسرى الحرب بأنهم "مخرّبون" و"إرهابيون".

ووسط تقارير حقوقية دولية عن مقتل العشرات وإصابة المئات في النزاع في إقليم ناغورنو قره باغ، رجحت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه، في الثاني من نوفمبر، ارتكاب جرائم حرب في النزاع بسبب هجمات طاولت سكاناً مدنيين "من دون تمييز"، في حين طالب رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان بتحقيق دولي في وجود "مرتزقة أجانب" في الإقليم.

وفي أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، اشتعل الصراع بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورنو قره باغ، شبه المستقل الذي يقطنه السكان الأرمن. وامتدت الحرب بين البلدين لأكثر من شهرين حتى تدخلت روسيا، لينتهي الأمر بتوقيع اتفاق سلام يكرس انتصار القوات الأذربيجانية وسيطرتها على عدد من المناطق في الإقليم، بما في ذلك مدينة شوشي ذات الأهمية الاستراتيجية.

المزيد من تقارير