Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العالم لم يشهد بعد الأبعاد الكاملة لتطورات كورونا

رئيسة برنامج المراقبة الجينية تتوقع المزيد من طفرات العدوى لكنها تثق بفاعلية اللقاح

على الرغم من بدء حملة تلقيح شاملة وتراجع معدلات الإصابة بكورونا لا تزال إجراءات مثل ارتداء الكمامة إلزامية (غيتي)

نبهت رئيسة برنامج المراقبة الجينية في المملكة المتحدة شارون بيكوك، إلى أن العالم لم يشهد بعد "الأبعاد الكاملة لتطور" فيروس كورونا، في وقت لا يكف فيه هذا الأخير عن تغيير سلوكه الجيني للتكيف مع مضيفه البشري. وقالت البروفيسورة البارزة لصحيفة "اندبندنت"، إن طغيان المتحورات الجديدة والناشئة للفيروس، بما فيها النسخ البريطانية والجنوب أفريقية والبرازيلية، تشير إلى أنه يقترب من "ذروة قوته".

وتجدر الإشارة إلى أن طفرات العدوى نفسها، ظهرت في أنحاء العالم بشكل مستقل، داخل البروتين الشوكي لـ "سارس-كوف-2"، نتيجة ما يُعرف بـ"التطور المتقارب" [تطوير مزايا متشابهة بين مختلفين أمام ظروف واحدة].

وقد تمكن الفيروس أمام الضغوط الناجمة عن ارتفاع مستويات المناعة وتدابير التباعد الاجتماعي التي عملت على الحد من انتشاره، من اكتساب بعض الخصائص التي أتاحت له مواصلة الانتشار والتفشي.

وتوضح البروفيسورة بيكوك التي تتولى رئاسة رابطة "خبراء علم جينوم كوفيد-19 في المملكة المتحدة" Covid-19 Genomics UK consortium Cog-UK، أن طفرات كثيرة للفيروس قد ظهرت تقريباً في الوقت نفسه، وهو أمر يثير الذهول. وفيما سُجلت أول عينة من نسخة البرازيل بتاريخ الرابع من ديسمبر (كانون الأول)، إلا أنني أتوقع أن تكون قد سبقت ذلك بقليل".

وأضافت: "يبدو أن وقوع عدد كبير من حالات الإصابة بالفيروس سُجلت في نوفمبر (تشرين الثاني)، في مقابل مقاومة جزئية للعدوى من الناس، الأمر الذي أدى إلى نشوء هذه السلالة في ظاهرة تُعرف باسم "التطور المتقارب" convergent evolution.

وكان قد أُبلغ عن وجود المتحور البرازيلي، المعروف باسم P1، في نحو 25 دولة في مختلف أنحاء العالم، بما فيها المملكة المتحدة، حيث اكتشفت رابطة "خبراء علم جينوم كوفيد-19 في المملكة المتحدة" ما مجموعه 6 إصابات حتى الآن.

ومع ذلك، تسابق مسؤولون صحيون للعثور على شخص ما زالت هويته غير معروفة كما مكان وجوده (ثم تم العثور عليه). وتعتقد "هيئة الصحة العامة في إنجلترا" Public Health England، أن هذا الفرد الذي ثبتت إصابته بالنسخة البرازيلية المتحورة من الفيروس P1، استخدم عدة اختبار منزلية للفيروس في الثاني عشر أو الثالث عشر من فبراير (شباط) الأخير، لكنه لم يكمل تعبئة استمارة تسجيله بشكل صحيح.

في المقابل، اكتُشف في بريطانيا عدد من حالات الإصابة بمتحورات أخرى بما فيها النوع الذي رُصد للمرة الأولى في جنوب أفريقيا، ما أثار تساؤلات عن فاعلية نظام مراقبة الحدود في البلاد في الوقت الراهن، الذي كان قد تم وضعه قيد التنفيذ الشهر الماضي.

وتشير البروفيسورة بيكوك إلى أنه بعدما انتقل الفيروس في البداية من الحيوانات إلى البشر، يبدو أنه بات يتكيف مع مضيفيه الجدد، ويتطور في اتجاه تكوين كفاءة عالية تُتيح ديمومة قابليته على الانتقال كما على التهرب من جهاز المناعة واستجابته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابعت قائلة: "إننا نقوم بمناقشة هذا التطور الجديد ودرسه بإمعان في الوقت الراهن. ونحاول معرفة ما هي المجموعة المثالية من الطفرات التي تمنح الفيروس المقدار الأكبر من القوة".

ويُعتقد أن طفرة E484K "الشهيرة" التي ظهرت في البروتين الشوكي لـ "سارس-كوف-2"، والموجودة في متحورَي جنوب أفريقيا والبرازيل، تتحدى قدرة بعض الأجسام المضادة على تحييد الفيروس، التي ينتجها الإنسان بعد إصابته بعدوى طبيعية أو على أثر تلقيه التطعيم.

وعلى الرغم من أن فاعلية اللقاحات المضادة لكورونا قد تتضاءل بسبب تلك النسخ المتحورة من الفيروس التي تحمل طفرة E484K، إلا أن الأدلة المحدودة المتوافرة تشير إلى أن تلك اللقاحات لا تزال تؤمن حمايةً لمتلقيها من الإصابة الشديدة بالمرض أو الاستشفاء أو الوفاة.

في المقابل، يُعد أحد التغيرات الأخرى في البروتين السطحي الشوكي للفيروس ويُدعى N501Y، هو الآخر ظاهرة مثيرة للقلق تنتشر في كل من المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا والبرازيل، ويرتبط بمستويات أعلى من القابلية على الانتقال، غير أنه لا يؤثر في فاعلية اللقاح كما يبدو.

وترى البروفيسورة رئيسة برنامج المراقبة الجينية في المملكة المتحدة، أن هذه الطفرات تُعد "مؤشراً إلى التطور المتقارب للفيروس، بحيث تظهر في غير مكان وتنتهج سلوكاً متشابهاً". لكنها شددت على ضرورة أن يواصل العلماء مراقبة الوضع وتأثيره على نطاق أوسع".

ورجحت "أن يواجه الفيروس أيضاً بعض العقبات الناجمة عن ظهور تشكيلات معينة في الطفرات، قد يفقد بعدها فاعليته إلى حد لا يعود قادراً على الصمود أمام مكافحة العدوى.

ولفتت بيكوك إلى "وجود كثير من الطفرات التي ما زلنا لا نفهمها حتى الآن، لكنها قد تكون مهمة للغاية ولا نتحدث عنها كثيراً. ومن المحتمل أيضاً أن يكون هناك الكثير منها في الوقت الراهن، لكننا لا نقوم بتفكيك شيفرتها (بما يكفي لاكتشافها)".

وأضافت: "أعتقد أننا لم نرَ بعد الأبعاد الكاملة لتطور الفيروس وما يمكن أن يسببه. في الأشهر القليلة الماضية، كنا في وضع ما قبل تحورات الفيروس ثم ظهرت متغيراته. الآن تبدلت طريقة تفكيرنا بشكل كامل نتيجة لذلك".

أما البروفيسورة إليانور رايلي عالمة المناعة في "جامعة إدنبره" (في اسكتلندا) فأوضحت أن "سارس-كوف-2" يتطور ليكتسب صبغة "فيروس بشري على أفضل وجه"، لكنه يبدو أنه "يتخبط في محاولاته".

وقالت لصحيفة "اندبندنت"، "يُفترض بأي طفرة أن تساعد الفيروس ليس على تجنب الأجسام المضادة الموجودة فحسب، بل أيضاً على الاحتفاظ بقدرته على التناسب مع خلايانا. لذا سيكون هناك بعض القيود على المدى الذي يمكن من خلاله لهذا البروتين الشوكي أن يتغير للإفلات من نظام المناعة لدينا في الوقت الذي يتعين عليه أيضاً أن يظل قادراً على مواءمة خلايانا. أعتقد أننا لا نعلم بعد قدرته على الحفاظ على هذه المعادلة.

وتوقعت البروفيسورة رايلي أن "نبدأ خلال الأشهر القليلة المقبلة، في معرفة مدى قدرة الفيروس على التحور".

في المقابل، رجحت البروفيسورة شارون بيكوك أن الخطر الذي يشكله كل من المتحور P1 البرازيلي والمتحور الجنوب أفريقي متماثلان. وقالت إن "لديهما النوع نفسه من الطفرات وسجلا المستوى نفسه من القابلية على الانتقال والتدخل في مناعة الجسم"، مشيرةً إلى مثال مدينة ماناوس في البرازيل حيث تسبب P1 في موجةٍ ثانية كبيرة من حالات الإصابة بالفيروس، على الرغم من المستويات المرتفعة من المناعة التي كانت قد تكونت لدى السكان المحليين.

وعلى الرغم من ذلك، لفتت الباحثة إلى "غياب بيانات كافية" حول المتغير P1، معتبرة أن من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاج. وقالت: "ما زلنا نجهل الكثير عنه".

© The Independent

المزيد من متابعات