Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيقاف طراز من "بوينغ" يفاقم متاعب الشركة

أزمة طائرة "777" تقتصر حتى الآن على تلك التي تعمل بمحرك "برات أند ويتني" من دون غيرها

قالت شركة "بوينغ" إنها أوصت شركات الطيران بوقف رحلات طائرات "بوينغ 777" التي تعمل بالمحرك نفسه الذي تناثر منه حطام فوق دنفر بالولايات المتحدة يوم السبت الماضي، وذلك بعدما أعلنت السلطات التنظيمية الأميركية إجراء مزيد من الفحوص وعلقت اليابان استخدام الطائرات لحين دراسة إجراءات أخرى.

جاءت الإجراءات التي تشمل الطائرات العاملة بمحركات "برات أند ويتني 4000"، بعدما هبطت طائرة "بوينغ 777" تابعة لشركة "يونايتد إيرلاينز" بسلام في دنفر يوم السبت بعد عطل أصاب محركها الأيمن.

وقالت "يونايتد" اليوم الأحد 22 فبراير (شباط) إنها علقت مؤقتاً بشكل طوعي كل رحلات طائراتها من هذه الفئة وعددها 24.

وقالت "بوينغ" إنها توصي "بتعليق عمل 69 طائرة من طراز 777 في الخدمة و59 في المخازن تعمل بمحركات "برات أند ويتني 4000-112" حتى تحدد إدارة الطيران الاتحادية بروتوكول الفحص المناسب".

والطرازات "777-200" و"777-300" المعنية بتلك الإجراءات أقدم وأقل كفاءة في استهلاك الوقود من الأنواع الأحدث، وتعكف معظم الشركات على إخراجها من أساطيلها.

الطائرة عمرها 26 سنة

ونشرت شرطة برومفيلد بولاية كولورادو صوراً لقطع تطايرت من الطائرة "بوينغ 777-200" التي يبلغ عمرها 26 سنة، بما فيها غطاء محرك، لكن لم ترد تقارير عن أي إصابات على الأرض.

وقالت شركة "يونايتد" في بيان، إنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات على متن الرحلة رقم 328 التي كانت تقل 231 راكباً وطاقماً مؤلفاً من عشرة أفراد.

وذكر المجلس الوطني لسلامة النقل أن الفحص الأولي للطائرة يشير إلى أن معظم الأضرار محصورة في المحرك الأيمن، مع أضرار طفيفة بالطائرة.

"تآكل المعدن" قد يكون وراء اشتعال المحرك

ويعتقد مسؤولون أن "تآكل المعدن" هو السبب الرئيسي لحادث احتراق محرّك طائرة "بوينغ 777" فوق كولورادو.  

وقال روبرت سوموالت، رئيس مجلس سلامة النقل، للصحافة الاثنين، إن "الفحص الأولي يشير إلى أن الضرر يتوافق مع تآكل المعدن". كما أكّد تضرّر اثنتين من شفرات المروحة، عُثر على إحداهما في ملعب لكرة القدم وبقيت الأخرى في المحرّك.

والتقى مسؤولو إدارة الطيران الفدرالية مع ممثلين من "بوينغ" و"برات أند ويتني" مساء الأحد. وقالت الشركة المصنعة للمحرّكات إنها تعمل مع مجلس سلامة النقل و"ستواصل العمل لضمان التشغيل الآمن للأسطول".

بريطانيا واليابان تتحرّكان

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنعت المملكة المتحدة الاثنين طائرات "بوينغ 777" المعنية بالمشكلة من دخول مجالها الجوي.

وأمرت وزارة النقل اليابانية شركتي الخطوط الجوية اليابانية "إي أن إي هولدنغز" بتعليق استخدام الطائرات 777 التي تعمل بمحركات "برات أند ويتني 4000" لحين دراسة إجراءات إضافية.

وأضافت أن رحلة للخطوط اليابانية من مطار ناها إلى طوكيو في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) 2020 كانت قد عادت إلى ناها بسبب عطل في المحرك الأيسر.

وقال مجلس سلامة النقل الياباني في 28 ديسمبر إنه اكتشف أضراراً بشفرتين من مروحة المحرك الأيسر. ولا يزال التحقيق مستمراً.

وقالت إدارة الطيران الاتحادية إن "يونايتد" هي المشغل الأميركي الوحيد لتلك الطائرات والشركات الأخرى التي تستخدمها في اليابان وكوريا الجنوبية.

وقال مسؤول بوزارة النقل في كوريا الجنوبية إنها بانتظار إجراء رسمي من إدارة الطيران الاتحادية قبل إصدار توجيه لشركات الخطوط الجوية. وقالت الإدارة الأميركية إنها ستصدر توجيهاً قريباً.

إيقاف الطراز في مصر

من جهتها، قالت شركة مصر للطيران في بيان الاثنين، إنها قررت إيقاف تشغيل أربع طائرات "بوينغ 777-200" مجهزة بمحركات "برات أند ويتني 112-4000" بناء على توصية من شركة "بوينغ" وقرار من إدارة الطيران الاتحادية في الولايات المتحدة.

وقال البيان إن قرار إيقاف تشغيل الطائرات الأربع في أسطول مصر للطيران جاء "تطبيقاً للتوصية والقرار ولحين إصدار بروتوكول الفحص الفني لهذه المحركات، وذلك على صدى واقعة احتراق محرك طائرة شركة "يونايتد إيرلاينز" وتناثر أجزاء منه في الجو".

وقالت مصر للطيران إن القرار لا يسري على طراز "بوينغ777-300" الذي تقوم الشركة بتشغيل ست طائرات منه مجهزة بمحركات من طراز مختلف عن "برات أند ويتني".

محنة جديدة لـ"بوينغ"

وتراجع سهم "بوينغ" بأكثر من 2 في المئة الاثنين في سوق الأسهم. ويمثّل الحادث انتكاسةً أخرى لشركة تصنيع الطائرات التي بالكاد تعافت من أزمة "737 ماكس"، طائرتها الرئيسة التي أوقفت عن الطيران في مايو (أيار) 2019 بعد حادثين خلفا 346 قتيلاً.

وبعد ما يقرب من عامين من حظر الطيران، وتعديل برمجية التحكّم في الطيران وتنفيذ بروتوكولات جديدة لتدريب الطيارين، سُمح أخيراً لطائرة "ماكس 737" باستئناف رحلاتها.

كما تأثرت "بوينغ"، مثل منافستها الأوروبية "إيرباص"، بجائحة كوفيد-19 وعواقبها الكارثية على قطاع النقل الجوي الدولي. فقد أدت هذه الأزمة الصحية إلى إلغاء طلبيات لشراء مئات الطائرات.

كما أعلنت السلطات الهولندية، الاثنين، فتح تحقيقين بعد سقوط حطام من طائرة شحن من طراز بوينغ "747-400" السبت وإصابة شخصين بجروح في جنوب هولندا.

مشكلة صيانة 

ومع ذلك، يعتقد العديد من الخبراء أن حادثة 777 في الولايات المتحدة هي مشكلة صيانة أو محرّك أكثر منها مشكلة تصميم طائرة "بوينغ".

وأكد ميشال ميرلوزو، الخبير في شركة "إير"، إن هذه الطائرات الموجودة في الخدمة منذ أكثر من 25 عاماً تتمتّع "بسمعة قوية جداً"، إذ عملت من دون وقوع حوادث كبيرة.

وقال ريتشارد أبو العافية، المحلل لدى "تيل غروب" المختص بالملاحة الجوية، إن المشكلة الحالية "لا يمكن مقارنتها" بأزمة طائرة "بوينغ 737 ماكس". وأضاف أنه "بعد كل هذه السنوات في الخدمة، من غير المحتمل أن تكون هذه المشكلة على صلة بتصميم المحرّك، إنها بالتأكيد شيء ما على صلة بالصيانة".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد