Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تفرمل كورونا صناعة السيارات عام 2021؟

تراجعت مبيعات المركبات في العالم بين 20 إلى 30 في المئة في 2020

شركات تصنيع المكونات الأساسية للسيارات شهدت انخفاضاً في الأرباح عام 2020 (غيتي)

تركت أزمة كوفيد-19 تداعيات هائلة وغير مسبوقة على صناعة السيارات في العالم وشملت أعراض الإصابة تعطل صادرات قطع الغيار الصينية، وانقطاع التصنيع على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا، وإغلاق مصانع التجميع في الولايات المتحدة، مما وضع ضغوطاً شديدة على صناعة تتعامل بالفعل مع تحول في الطلب العالمي في ظل نمو صناعة السيارات الكهربائية، التي اتسمت مبيعاتها بالمرونة بشكل مدهش حتى مع الإغلاق.

وبحسب تقديرات "ماكينزي أند كومباني"، فإن أكبر 20 شركة لتصنيع المكونات الأساسية للسيارات في العالم شهدت انخفاضاً في الأرباح بحوالى 100 مليار دولار عام 2020، أي نحو ست نقاط مئوية منذ عامين فقط. كما تراجعت مبيعات السيارات في العالم بين 20 و30 في المئة عام 2020 مع تغير سلوك التنقل بشكل كبير أثناء الوباء، حيث عمل العديد من الموظفين من المنزل وتجنب آخرون النقل العام بسبب المخاوف الصحية. 

وقد يستغرق تعافي القطاع، وفق تقرير لـ"ماكينزي" نُشر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، نحو أربع سنوات قبل أن تعود صناعة السيارات إلى مستويات ما قبل الجائحة.

انخفاض المبيعات في أميركا 

وشهدت صناعة السيارات في الولايات المتحدة انخفاضاً حاداً في الطلب خلال ذروة تفشي جائحة كورونا في مارس (آذار) 2020، حيث انخفضت مبيعات السيارات بنسبة 47 في المئة، وفق تقرير لـ"ماكينزي" نُشر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. 

ويقدر الإجمالي السنوي الناتج من بيع وصيانة السيارات، إضافة إلى الدخل والإيرادات الحكومية، بنحو 953 مليار دولار أميركي، وفق تقرير لـ"بلومبيرغ" نشر في أغسطس (آب) الماضي. وبلغ عدد السيارات المُنتجة في أميركا الشمالية في أبريل (نيسان) نحو 4300 سيارة، وهو الأدنى منذ عام 1945 بحسب "آي أتش أس ماركت". ووفق مكتب إحصاءات العمل الأميركي، توظف شركات صناعة السيارات ومورديها حوالى 10 ملايين شخص في البلاد.

في أوروبا أيضاً 

كان تأثير فيروس كورونا على صناعة السيارات الأوروبية غير مسبوق، حيث اضطر معظم المصنعين إلى إغلاق مواقع التصنيع والإنتاج لعدة أسابيع أو حتى أشهر، فيما تتواصل الإجراءات الاحترازية عام 2021. 

وعلى الرغم من أن التداعيات الدقيقة للجائحة على نتائج عام 2020 لا تزال غير معروفة، إلا أن بيانات الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات، تشير إلى تأثر أكثر من 1.1 مليون أوروبي يعملون في صناعة السيارات بشكل مباشر خلال فترة الإغلاق، في حين بلغت خسائر الإنتاج على مستوى الاتحاد الأوروبي أكثر من 2.4 مليون سيارة خلال أشهر مارس وأبريل ومايو (أيار) 2020، أي 13 في المئة من إجمالي الإنتاج عام 2019. 

وبحسب تقرير لـ"ماكينزي" نشر في ديسمبر الماضي، انخفضت مبيعات السيارات في أوروبا بنسبة 80 في المئة في أبريل، خلال ذروة تفشي الجائحة. ووفق الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات، هناك 226 مصنعاً في الاتحاد الأوروبي، وتمثل الصناعة 8.5 في المئة من إجمالي وظائف التصنيع في المنطقة. 

وتشير بيانات الرابطة إلى تصدير أوروبا 5.6 مليون سيارة حول العالم، قبل الجائحة، مما ولد فائضاً تجارياً للاتحاد بقيمة 74 مليار يورو (89.8 مليار دولار أميركي). وفي عام 2019، تم تصنيع 18.5 مليون سيارة في القارة. 

سيارات اليابان تتراجع 

من جانبه، قال ماسامي آندو، المدير العام لهيئة التجارة الخارجية اليابانية (جيترو) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في تصريحات خاصة من دبي، إن سوق السيارات اليابانية تضرر سلباً في عام 2020 بسبب كوفيد-19 على مستوى العالم، مما أثر في الصادرات. 

وأعرب ماسامي عن أمله في أن تساعد الوتيرة التدريجية للتعافي في شحنات الصادرات اليابانية في إنعاش سوق السيارات.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب بيانات من هيئات صناعية في اليابان نقلاً عن صحيفة "التايمز" اليابانية، تراجعت مبيعات السيارات الجديدة في اليابان بنسبة 11.5 في المئة عام 2020 مقارنة بالسنة السابقة.

وباعت شركات صناعة السيارات 4598615 سيارة العام الماضي، بما في ذلك السيارات الصغيرة بمحركات تصل إلى 660 سم مكعب، وفقاً لجمعية تجار السيارات اليابانية وجمعية السيارات الصغيرة اليابانية. 

ويعد التراجع بنسبة 11.5 في المئة هو الأكبر منذ عام 2011، عندما تراجعت مبيعات السيارات بنسبة 15.1 في المئة إلى حوالى 4210000 سيارة في أعقاب زلزال تسونامي شرق اليابان حيث دمرت الكارثة شمال شرقي البلاد وعطلت سلاسل التوريد. وتشهد صناعة السيارات في اليابان انتعاشاً في المبيعات بعد الركود في ربيع عام 2020.  

صناعة السيارات في كوريا الجنوبية

وكانت شركة "هيونداي" الكورية الجنوبية قد علقت عملياتها في بداية تفشي الوباء في مجمع أولسان العملاق مع بداية تفشي فيروس كورونا، ما أدى إلى شل الإنتاج الصناعي للصين، ويصل إنتاج المجمع العملاق 1.4 مليون سيارة سنوياً. 

تعليق "هيونداي" لعملياتها، بما فيها شركة "كيا" التابعة لها والخامسة على مستوى العالم في صناعة السيارات، كان بسبب نفاذها من الأسلاك التي تربط الإلكترونيات المعقدة للمركبات. 

ووضع تعليق الإنتاج في مصانعها في جميع أنحاء كوريا الجنوبية، 25 ألف عامل في إجازة قسرية وأجور جزئية. وتعتمد الشركات الكورية الجنوبية اعتماداً كبيراً على الصين في قطع الغيار ومكونات السيارات.  

71 في المئة بالصين  

وشهدت الصين انخفاضاً بنسبة 71 في المئة في مبيعات السيارات في فبراير (شباط) مع بداية تفشي فيروس كورونا، بحسب تقرير لـ"ماكينزي" نشر في ديسمبر الماضي. ومع عمليات الإغلاق في المدن الصينية والتي طاولت المصانع، ارتفعت مبيعات ديسمبر إلى أعلى مستوى لها عام 2020، بزيادة 6.4 في المئة عن العام السابق وبنسبة 2.1 في المئة عن نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 2.831 مليون سيارة، بحسب الاتحاد الصيني لمُصنعي السيارات. كما ارتفع إنتاج ديسمبر عن العام السابق لكنه تباطأ قليلاً عن نوفمبر. 

وصدرت الصين بحسب الاتحاد الصيني لمُصنعي السيارات 145 ألف سيارة في ديسمبر، بزيادة 18.3 في المئة عن الشهر السابق و35.5 في المئة عن العام السابق، وهو أيضاً رقم قياسي جديد. وانخفضت صادراتها لعام 2020 بنسبة 2.9 في المئة لتصل إلى 995 ألف سيارة. 

ومع حملات التلقيح التي تشهدها الصين وعودة فتح المصانع بالكامل يتوقع أن تصل مبيعاتها من السيارات 30 مليون سيارة جديدة بحلول عام 2025. 

300 مليون دولار خسارة يومية في الهند  

وقدرت جمعية مصنعي السيارات الهندية خسارة القطاع لنحو 300 مليون دولار يومياً بسبب إغلاق المصانع مع تفشي كورونا في البلاد. 

ويمثل قطاع السيارات في الهند أكثر من 7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي ويوظف حوالى 29 مليون شخص، بشكل مباشر وغير مباشر، وفقاً لبيانات "سيام". 

وأظهرت البيانات أن صُناع السيارات في الهند صنعوا أكثر من 26 مليون سيارة، خلال السنة المالية التي انتهت في 31 مارس. وكانت صناعة السيارات تكافح حتى قبل تفشي الجائحة وسط تباطؤ أوسع في الاقتصاد الهندي وأزمة ائتمان في القطاع المالي غير المصرفي في البلاد. وفي العام الماضي، فُقدت مئات الآلاف من الوظائف في القطاع بينما أغلق بعض وكلاء السيارات أبوابهم وسط الإغلاق المؤقت للمصانع نتيجة ضعف الطلب. 

تفشي الجائحة سرع تبني السيارات الكهربائية 

من جانبه، قال محمد رمضان، المحلل الكويتي في الشؤون الاقتصادية، إن صناعة السيارات كانت متجهة قبل تفشي جائحة كورونا نحو الكهرباء واعتماد الوقود النظيف، في ظل الضغوط القائمة وبخاصة الأوروبية لخفض الإنبعاثات الكربونية وضرورة التخلص من المحركات ذات الاحتراق الداخلي بحلول 2030. 

وأضاف "كان هناك توجه قوي بعيداً من السيارات التي تعتمد محركاتها الاحتراق الداخلي بغض النظر عن التراجع الكبير في أسعار النفط في الأسواق العالمية"، مشيراً إلى أن تفشي الجائحة سرع من تبنى السيارات الكهربائية أو الهجينة وهذا الأمر غير مرتبط بأسعار النفط وإنما بسبب التغيرات التي فرضها كورونا، حيث أصبح هناك استخدامات أقل للسيارات مع اعتماد العمل من المنزل وتقلص الحاجة إلى التنقل. 

وقال رمضان إن التغييرات التي فرضها كورونا قادت إلى تراجع مبيعات السيارات في العالم إلى نحو 30 في المئة. 

ويرى أن التغيرات التي تبنتها شركات صناعة السيارات في العالم تحتاج إلى أن تسير بوتيرة أسرع، قائلاً "القطاع يحتاج إلى هزة كبيرة تمكنه من التحول بوتيرة أسرع نحو الأهداف الموضوعة لسنوات طويلة مقبلة والمتمثلة في ولادة سيارات أقل تلويثاً للبيئة". 

ودعا رمضان إلى مراجعة أسعار السيارات في ظل تراجع الطلب عليها.  

تصنيع المكونات 

ويرى المحلل الكويتي أن المشكلة التي تواجه قطاع السيارات هي أنه خلال السنوات الماضية كان هناك صعوداً لإسهام الصين في توريد المكونات الأساسية لصناعة السيارات من 5 أو 6 إلى 30 في المئة. وبعد جائحة كورونا، زاد اعتماد العالم على المصانع الصينية لتوفير هذه المُكونات مما جعلها المُتحكم الأول في القطاع عالماً، بالتالي لا بد من تنويع مصادر التوريد. 

وأضاف رمضان أن النصيحة التي تُقدم للشركات في العالم اليوم هي ضرورة اعتماد ما يسمى بـ"الميزانية الصفرية" أي تجاهل الميزانيات السابقة ووضع أخرى جديدة يقودها التحول لتحقيق الأهداف المقبلة، مشيراً إلى أن الشركات التي ستعتمد هذا التحول هي من ستفوز بحصة أكبر في السوق عالمياً.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد