Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يغير "جونسون أند جونسون" قواعد سباق لقاحات كورونا؟

هو المصل الأول أحادي الجرعة ضد كوفيد-19 والمخاوف تبقى من نسبة فاعليته

"جونسون أند جونسون" هو اللقاح الأميركي الثالث (أ ب)

بمزيد من الأمل والترقب، جاء إعلان شركة الأدوية الأميركية "جونسون أند جونسون" أنها تقدمت بطلب من السلطات الصحية الأميركية للحصول على ترخيص طارئ للقاحها المضاد لكوفيد-19 فأحيا السباق مجدداً بشأن لقاحات الوباء الذي يضرب العالم منذ نهاية العام 2019.

فاللقاح الجديد، الذي يعد الثالث أميركياً حال المصادقة عليه، بعد لقاحي "فايزر- بايونتيك"، و"موديرنا"، يأتي بعد أسابيع من الجدل في شأن "أزمة" توريد اللقاحات التي صاحبت تأخير شحنات اللقاح إلى الدول، ما هدد مواعيد التطعيم في خطط الطوارئ الوطنية التي تنتهجها دول عدة لمواجهة الوباء، فما الذي يميز لقاح "جونسون أند جونسون" عن اللقاحات السابقة، وإلى أي مدى يمكن أن يغير من قواعد المنافسة بين سباق اللقاحات عالمياً؟

لقاح الجرعة الواحدة

بحسب ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس"، فإن لقاح "جونسون أند جونسون" الذي يعطى في جرعة واحدة، بخلاف معظم اللقاحات المعروفة، يقدم حماية من الفيروس بنسبة تصل إلى 66 في المئة فقط، لكنه قد يكون مفيداً بالنسبة إلى العالم الذي يعاني شحاً في كميات اللقاحات. وأشارت إلى أنه إذا حصل اللقاح على الضوء الأخضر من وكالة الغذاء والدواء الأميركية، سيكون هذا اللقاح هو الثالث المصرح به في الولايات المتحدة، بعد لقاحي "فايزر- بايونتيك" و"موديرنا".

وذكرت "جونسون أند جونسون" أنها "اعتماداً على التجارب السريرية على نحو 44 ألف شخص في الولايات المتحدة وسبع دول أخرى، فإن اللقاح فعال بنسبة 66 في المئة في الحماية من الإصابات الخطيرة والمتوسطة من مرض كوفيد-19، ونحو 85 في المئة من الأعراض الأشد خطورة"، مشيرة إلى أنه كان هناك اختلاف في النتائج تبعاً للموقع الجغرافي. فاللقاح عمل بصورة جيدة بنسبة 72 في المئة في الحالات المعتدلة والخطيرة في الولايات المتحدة، مقارنة مع نسبة 57 في المئة في جنوب أفريقيا، حيث ظهرت فيها نسخة متحورة من الفيروس وباتت هي الطاغية. ما أثار القلق في شأن مدى فاعلية اللقاح في مواجهة أي نسخة متحورة من الوباء مستقبلياً.

وبخلاف نسبة فاعليته، فإن اللقاح الجديد "جونسون أند جونسون"، يتمتع بميزتين مهمتين من الناحية اللوجستية، بخلاف معظم اللقاحات الأوروبية والأميركية وحتى الصينية والروسية، التي أعلن عنها خلال الأشهر الماضية، إذ يمكن تخزينه في درجات حرارة المبردات العادية، ما يسهّل عملية توزيعه، ويُعطى للأشخاص بجرعة واحدة فقط.

وفي الوقت الذي يعتبر فيه خبراء أن اللقاح من جرعة واحدة من شأنه أن يساعد في التغلب على الإمدادات الشحيحة للقاحات في العالم، وتفادي كابوس المشكلات اللوجستية التي تفرضها لقاحات الجرعتين، قال رئيس وحدة البحوث الدولية في الشركة ماثاي مامين، إن ابتكار لقاح بجرعة واحدة "كان مقامرة جديرة بالاحترام". وأعلن بول ستوفيلز، المدير العلمي في شركة "جونسون أند جونسون" "نحن مستعدون لبدء عمليات التسليم" بمجرد منح الموافقة، واصفاً الطلب المقدّم الخميس 4 فبراير (شباط) بأنه "محطة حاسمة".

وقدمت "جونسون أند جونسون" لقاحها لوكالة الغذاء والدواء الأميركية، وهي وكالة الصحة العامة الفيدرالية الرئيسة في البلاد، ما يُعرف في الولايات المتحدة بأنه تصريح بالاستخدام في حالات الطوارئ.

ويجب على وكالة الغذاء والدواء تشكيل لجنة استشارية حول اللقاحات ستقدم رأيها بعد درس بيانات التجارب السريرية. وستكون مسؤولة عن تحديد إذا ما كانت فوائد اللقاح تفوق مخاطر استخدامه.

واستغرقت هذه الخطوة نحو ثلاثة أسابيع بالنسبة إلى لقاحي "فايزر- بايونتيك" و"موديرنا"، ولكنها قد تكون أسرع هذه المرة. وسيتعين بعد ذلك إعطاء الضوء الأخضر للقاح، ربما غداة إعطاء اللجنة الاستشارية رأيها. وتعهدت "جونسون أند جونسون" شحن 100 مليون جرعة من لقاحها إلى الولايات المتحدة قبل نهاية يونيو (حزيران) المقبل، ونحو 200 مليون جرعة للاتحاد الأوروبي قبل نهاية العام، وتسلم الشحنات الأولى في أبريل (نيسان)، وقرابة 200 مليون جرعة إلى دول نامية، يبدأ تسليمها بعد يونيو.

آلية عمل اللقاح الجديد

وفق شبكة "سي أن أن" الأميركية، فإن التجارب المبكرة للقاح "جونسون أند جونسون" أظهرت أن جرعة واحدة من اللقاح التجريبي ضد فيروس كورونا حفزت استجابة مناعية لدى جميع المتطوعين تقريباً، مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية. وأشارت إلى أن الباحثين الذين اختبروا اللقاح وجدوا في تجربة المرحلتين الأولى والثانية، التي تهدف إلى إظهار أمان اللقاح، أن جرعة واحدة أو جرعتين من اللقاح تحفز استجابة الأجسام المضادة والخلايا التائية ضد فيروس كورونا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان فريق دولي من الباحثين، الذين أجروا تجارب اللقاح على نحو 800 متطوع، قد كتبوا في مجلة "نيو إنجلاند" الطبية، أن التجارب المبكرة أظهرت أنه آمن وقد يكون فعالاً. وأظهرت تجارب اللقاح على مجموعة من الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكبر، وعلى مجموعة تراوحت أعمار أفرادها بين 18 و55 عاماً، أن التطعيم أدى إلى تحييد الأجسام المضادة، ومن المتوقع أن يوقف الفيروس من إصابة الخلايا، لدى نسبة 90 في المئة من جميع المشاركين بحلول اليوم التاسع والعشرين بعد تلقى الجرعة الأولى من اللقاح، وفي كل منهم بحلول شهرين بعد تلقى الجرعة الأولى. وأوضحوا أن مستويات هذه الأجسام المضادة ظلت مستقرة لمدة 71 يوماً على الأقل.

وتستخدم شركة "يانسن" للأدوية، ذراع اللقاح التابعة لشركة "جونسون أند جونسون"، أسلوباً مختلفاً للقاح الخاص بها، المسمى "إيه. دي 26. كوف2. أس"، إذ تستخدم نسخة ضعيفة من فيروس البرد الشائع يسمى الفيروس الغدي 26 لنقل المادة الوراثية من الفيروس إلى الجسم. ما يدفع الخلايا البشرية إلى إنتاج أجزاء من الفيروس، التي يتعرف عليها الجهاز المناعي بعد ذلك.

وكتب الباحثون أن جرعة واحدة من لقاح "إيه. دي 26. كوف2. أس" حفزت استجابة خلطية قوية لدى غالبية متلقي اللقاح، مع ظهور الأجسام المضادة المحايدة في أكثر من 90 في المئة من المشاركين، بغض النظر عن الفئة العمرية أو جرعة اللقاح".

اللقاح الجديد والسباق العالمي

وتوقع كبير مستشاري برنامج التلقيح الأميركي، منصف السلاوي، أن يغير اللقاح الجديد "قواعد اللعبة في مواجهة الولايات المتحدة للوباء"، مشيراً إلى أن اعتماد لقاح "جونسون أند جونسون" الذي يمنح في "جرعة واحدة فقط"، من شأنه أن يحمي الأفراد من الفيروس في غضون أسابيع من التطعيم، بينما يستغرق الأمر نحو شهر بالنسبة إلى تلك اللقاحات التي تُعطى على شكل جرعتين كلقاح "فايزر" و"موديرنا".

 ووفق تقارير أشارت إليها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن لقاح "جونسون أند جونسون" يعاني من نواقص، وذلك بعد ما أظهر أنه أقل فعالية لمواجهة النسخة المتحورة من الفيروس المرصودة في جنوب أفريقيا، بعدما اشتملت الدراسات على حالات من السلالات سريعة الانتشار من كوفيد-19، التي ظهرت أخيراً في بعض البلدان، مضيفة أن الشركة المنتجة له "جونسون أند جونسون" كانت متأخرة عن الجدول الزمني في إنتاجها، ما يثير القلق في شأن اللقاح الجديد.

وتزامن إعلان "جونسون أند جونسون" دخولها السباق العالمي للقاح، مع تحركات عالمية حثيثة لتأمين جرعات اللقاح لمواجهة واحد من أخطر الأوبئة التي شهدها العالم. فقد تحرك الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، في اتجاه إبداء اهتمام باللقاح الصيني "بشروط"، وذلك بالتوزازي مع نشر مجلة "ذي لانسيت" الطبية ذائعة الصيت، ورقة بحثية إيجابية حول لقاح "سبوتنيك في" الذي تطوره روسيا معتبرة أنه فعال بنسبة 91,6 في المئة ضد أشكال المرض المصحوبة بأعراض.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، بحسب مصادر برلمانية، عن اللقاحات الروسية والصينية، إنه "في حال فتح المنتجون الروس والصينيون ملفاتهم وأبدوا شفافية في شأن البيانات قد يحصلون على إذن مشروط بتسويقها كما يفعل الآخرون". وأعلنت فرنسا وإسبانيا أنهما منفتحتان على استعمال "سبوتنيك في" بمجرد إجازته من وكالة الأدوية الأوروبية وسلطاتهما الصحية الوطنية.

واستعمل حول العالم أكثر من 104,7 مليون جرعة من اللقاحات ضد كوفيد-19 في 82 بلداً ومنطقة على الأقل، وفق تعداد لـ"وكالة الصحافة الفرنسية". وباستثناء الدول الصغيرة، تتصدر إسرائيل سباق التلقيح بعد تطعيمها أكثر من ثلث سكانها (37,4 في المئة) بجرعة واحدة على الأقل. وفي الاتحاد الأوروبي، أعطيت 12,7 مليون جرعة من اللقاح شملت 2,3 في المئة من السكان، وتقدمت مالطا هذه الدول مع تلقيح 5,4 في المئة من سكانها، تليها الدنمارك مع 3,2 في المئة، وبولندا 3,1 في المئة. وبقي التطعيم حتى الآن امتيازاً للدول "عالية الدخل" حيث أجريت 65 في المئة من التطعيمات.

ونشرت آلية "كوفاكس" الأممية لتوفير اللقاحات للدول الأدنى دخلاً، الأربعاء الماضي، قائمة لأوائل المستفيدين خلال الربع الأول من 2021. وستتلقى الهند ونيجيريا وباكستان وإندونيسيا والبرازيل وبنغلاديش أكبر كمية من اللقاحات نظراً لارتفاع عدد سكانها.

المزيد من صحة