Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انقلابيو ميانمار يواجهون المحتجين بحجب "فيسبوك"

مجموعة مناهضة للانقلاب العسكري تتظاهر في ثاني أكبر مدن البلاد وغوتيريش يتعهد بحشد المجتمع الدولي

في أول احتجاج ميداني على الانقلاب الذي نفذه الجيش في ميانمار الاثنين، تظاهر عدد صغير من المحتجين الخميس الرابع من فبراير (شباط)، في ماندالاي ثاني أكبر مدن البلاد، رافعين لافتات ومرددين هتافات مناهضة للمؤسسة العسكرية، في حين أمرت هذه الأخيرة مزودي خدمة الإنترنت بتعطيل الوصول إلى موقع "فيسبوك"، وسيلة التواصل الرئيسة في البلاد.

وأظهرت لقطات مصورة نُشرت على "فيسبوك"، نحو 20 شخصاً خارج جامعة ماندالاي الطبية. وكُتب على إحدى اللافتات، "الشعب يحتجّ على الانقلاب العسكري"، مع الإشارة إلى أن للحكام العسكريين السابقين في ميانمار تاريخاً من القمع الدموي لاحتجاجات الشوارع. وهتف المتظاهرون، "أطلقوا سراح زعمائنا المعتقلين الآن".

وأفادت وسائل إعلام محلية بإيقاف أربعة محتجين. ولم تنجح وكالة الصحافة الفرنسية في تأكيد عمليات التوقيف هذه من السلطات حتى الآن.

في المقابل، اجتمع مئات من أنصار الجيش في العاصمة نايبيداو، ورفعوا لافتات كُتب عليها، "لا نريد بعد الآن خونة عملاء لدول أجنبية"، و"الجيش يحبّ الناس".

وكان الجيش وضع فجأة الإثنين الأول من فبراير، حداً لمسار الانتقال الديمقراطي في البلاد، وفرض حال الطوارئ لسنة واعتقل الزعيمة المنتخبة أونغ سان سو تشي ومسؤولين في حزبها "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية"، رافضاً نتائج الانتخابات العامة التي منحت فوزاً ساحقاً لهذا الحزب، وزاعماً وجود مخالفات في العملية الانتخابية.

ووُجهت إلى سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام والممنوعة من التواصل مع أي شخص، تهمة انتهاك قانون الاستيراد والتصدير الأربعاء، بحسب ما أوضح حزبها بعدما عثرت السلطات في منزلها على أجهزة اتصال لاسلكي غير مرخّصة.

ووُجّهت إلى الرئيس السابق وين مينت تهمة غريبة أيضاً لانتهاكه قانون إدارة الكوارث في البلاد، لعدم احترامه إجراءات مكافحة فيروس كورونا.

 

تعطيل "فيسبوك"

ومساء الأربعاء، أطلق سكان العنان لأبواق السيارات وقرعوا على طناجر لليلة الثانية على التوالي، مرددين شعارات مؤيّدة لسو تشي، فيما قام آخرون بتأدية التحية مع رفع ثلاثة أصابع التي يعتمدها الناشطون المنادون بالديمقراطية في هوغ كونغ وتايلاند.

وشارك عاملون في القطاع الصحي في الاحتجاج على الانقلاب، مع رفض عشرات المؤسسات الاستشفائية العمل "في ظلّ سلطة عسكرية غير شرعية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشُكلت مجموعات تدعو إلى "العصيان المدني" عبر موقع "فيسبوك"، الذي يعتبر مدخلاً إلى الإنترنت لجزء كبير من السكان. وقال الناشط تينزار شونلي يي، "لدينا السلطة الرقمية (...) لمواجهة السلطة العسكرية".

غير أن شركة "فيسبوك" أعلنت أن خدمتها "تواجه مشاكل". وأكدت شركة "تيلنور" النرويجية، وهي من كبار مزودي الاتصالات في ميانمار، أن السلطات أصدرت الأمر بـ"تعطيل" موقع "فيسبوك" بشكل "مؤقت"، موضحة "اضطررنا إلى قطع الخدمة لكننا لا نظن أن هذا الإجراء يحترم القانون الدولي".

ووجهت السلطات العسكرية أيضاً تحذيراً أوصت فيه السكان بالامتناع عن التصريح أو نشر أي شيء من شأنه "التشجيع على أعمال شغب أو زعزعة الوضع".

تعهد من غوتيريش

وعلى الصعيد الدولي، تعهد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ببذل "قصارى جهده لحشد كل الأطراف الرئيسة والمجتمع الدولي للضغط على ميانمار لضمان فشل الانقلاب".

وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست"، رأى غوتيريش أنه "من غير المقبول مطلقاً تغيير نتائج الانتخابات وإرادة الشعب". ورداً على سؤال عن التهمة الجنائية التي وجهها القضاء في ميانمار إلى سو تشي، قال الأمين العام، "إذا تمكنا من اتهامها بشيء فهو أنها كانت قريبة جداً من الجيش، أنها كانت تحمي الجيش كثيراً". وأضاف، "آمل في أن تتمكن الديمقراطية من إحراز تقدم مرة أخرى في ميانمار، لكن من أجل أن يحدث ذلك يجب إطلاق سراح جميع السجناء وإعادة النظام الدستوري".

وأعرب غوتيريش عن أسفه لفشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على إعلان مشترك.  

وكان المجلس عقد اجتماعاً طارئاً الثلاثاء، إلا أنه فشل في الاتفاق على موقف مشترك. وتتواصل المفاوضات وفق ما أفاد دبلوماسي وكالة الصحافة الفرنسية، طالباً عدم الكشف عن اسمه.

دعم صيني

وينبغي الحصول على تأييد بكين لإقرار إعلان مشترك بسبب تمتعها بحق النقض "الفيتو". إلا أنها تبقى الداعم الرئيسي لميانمار في الأمم المتحدة، حيث اعترضت على كل المبادرات خلال أزمة أقلية الروهينغا المسلمة في البلاد، معتبرة أن هذا النزاع شأن داخلي.

والأربعاء، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية إن أي تدخل لمجلس الأمن يجب "أن يتجنب تأجيج التوتر وتعقيد الوضع"، وفق ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

وفي السياق نفسه، ندد وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، الخميس، بتوقيف سو تشي وتوجيه التهمة إليها، قائلاً "نندد باعتقال أونغ سان سو تشي وتوجيه التهمة إليها وإلى مسؤولين منتخبين آخرين. يجب الإفراج عنهم فوراً وإسقاط التهم". وأكد، "ينبغي ألا تتراجع الديمقراطية".

وبرر قائد الجيش، مين أونغ هلينغ، الذي بات يتحكم بالسلطة في البلاد، الانقلاب بحصول عمليات تزوير واسعة من جانب "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في حين رأى مراقبون دوليون أن العملية الاقتراعية تمت من دون مشاكل تذكر.

إلا أن الجيش يخشى في الواقع تراجع نفوذه بعد فوز سو تشي البالغة 75 سنة والتي تحظى بشعبية هائلة في البلاد، على الرغم من أن الدستور مؤات له وفق ما يفيد محللون. ويرى هؤلاء أن قائد الجيش، وهو شخصية مهمشة على الصعيد الدولي منذ أزمة الروهينغا، أطاح سو تشي بسبب طموحات سياسية شخصية في حين بات قريباً من سن التقاعد.

المزيد من دوليات