Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يخضع رئيس تركيا لضغط مجتمع "الميم"؟

إسطنبول تفرج عن عشرات ناهضوا قراراً جامعياً لأردوغان بعد انحياز "تويتر" لمطالبهم

الاحتجاج ضد تعيين أحد المقربين من أوردغان تطور إلى مسار آخر (رويترز)

قال مكتب حاكم مدينة إسطنبول التركية اليوم الأربعاء إنه تم الإفراج عن 76 من بين 105 أشخاص اعتُقلوا خلال احتجاجات على قرار الرئيس رجب طيب أردوغان تعيين رئيس لإحدى أكبر الجامعات في البلاد.
وقال المكتب إنه لا يزال ينظر في اعتقال 29 شخصاً في المدينة.
وفي تحد للحظر الحكومي على التظاهرات، نظم طلاب وأساتذة في جامعة بوغازيتشي بإسطنبول احتجاجات الشهر الماضي على تعيين أردوغان للأكاديمي والمرشح السياسي السابق مليح بولو رئيساً للجامعة ووصفوا القرار بأنه غير ديمقراطي.

وتجمع المئات أمس الثلاثاء في حي كاديكوي بالمدينة لكن الشرطة فرقت الحشود باستخدام مقذوفات رذاذ الفلفل واعتقلت نحو مئة.
وقال مكتب حاكم إسطنبول إن 11 شخصاً اعتقلوا خلال احتجاجات يوم الاثنين وضعوا تحت الإقامة الجبرية في المنزل بموجب حكم قضائي.

وتشهد تركيا منذ أسابيع تظاهرات في حرم جامعات كبرى احتجاجاً على تعيين أردوغان أحد الموالين لحزبه، عميداً لجامعة البوسفور (بوغازيتشي) المرموقة في إسطنبول مطلع العام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعتقلت الشرطة 159 طالباً عندما تصدت لتظاهرة كانت تنظم داخل الحرم الجامعي المسيّج ليل الاثنين.

وشاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية عناصر من الشرطة بلباس مدني وهم يجرون عشرات من الطلاب لدى محاولتهم التظاهر في شارع بوسط العاصمة أنقرة الثلاثاء.

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت الدروع لتفريق نحو ألف شخص، كان البعض منهم يحمل أعلاماً ترمز لمجتمع المثليين دعماً للموقوفين، كانوا يحاولون تنظيم تظاهرة في الجانب الآسيوي من إسطنبول في وقت لاحق الثلاثاء.

وقدّر المراسلون أن ما بين 50 إلى 60 شخصاً أوقفوا في إسطنبول بحلول مساء الثلاثاء.

وأظهرت صورة تم تشاركها على منصات التواصل الاجتماعي متظاهرين وهم يرمون بأشياء على الشرطة، فيما كان عناصرها يتصدون لهم بالدروع.

وحظرت التظاهرة لأسباب مرتبطة بفيروس كورونا المستجد، لكن نواب المعارضة جاؤوا مع ذلك للمشاركة.

وسمعت أصوات طرق أواني الطبخ في مختلف أنحاء المدينة المترامية مساء، بعدما طلب المنظمون من مؤيديهم إحداث ضجة لإظهار قوة.

"تويتر" يتدخل في المعركة

وقال وزير الداخلية سليمان صويلو في تغريدة على "تويتر" السبت، إنه جرى اعتقال "أربعة من المثليين المنحرفين" لقيامهم "بالتحريض على الكراهية" على خلفية تعليق صورة وصفت بأنها مسيئة للدين الإسلامي.

واتخذ "تويتر" خطوة نادرة تمثلت بإخفاء التغريدة بتحذير بأنها تنتهك "قواعد المنصة المتعلقة بالكراهية"، على غرار ما فعلته لتغريدات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قبل حظره من المنصة الشهر الماضي.

ونشر صويلو تغريدة جديدة الثلاثاء تساءل فيها، لماذا يتعين على تركيا "التساهل مع المثليين المنحرفين".

وأخفى "تويتر" هذه التغريدة أيضاً تحت تحذير آخر من "محتوى كراهية" محذرة من أنه ينبغي الضغط مرة أخرى على التغريدة لقراءة ما قال الوزير.

تذكر التظاهرات الشبابية باحتجاجات 2013 التي تفجرت رفضاً لمشروع تدمير متنزه في إسطنبول، قبل أن تمتد إلى أنحاء البلاد لتمثل تهديداً مباشراً لحكم أردوغان.

وكثيراً ما اعتمد الطلاب بشدة على "تويتر" لإيصال رسائلهم.

وغالبية محطات التلفزيون والصحف التركية خاضعة لسيطرة حلفاء الحكومة، وبالكاد تحدثت وسائل الإعلام الرسمية عن التظاهرات.

والعلاقة الوثيقة بين المتظاهرين و"تويتر" تزداد قوة يومياً على ما يبدو.

و"تويتر" هو أحد المواقع القليلة الذي رفض طلب السلطات التركية تعيين ممثلين محليين لها يمكنهم تطبيق أوامر قضائية بسرعة لإزالة محتويات مثيرة للجدل.

أردوغان ومجتمع "الميم"

ومنعت تركيا "تويتر" من الحصول على عائدات الإعلانات الشهر الماضي. وقد يؤدي الرفض المستمر لـ"تويتر" الانصياع إلى مطلب السلطات التركية، إلى تقليص القدرة على الوصول إلى الموقع داخل تركيا في حال نفذ المسؤولون تهديدهم بخفض النطاق الترددي له بنسبة 90 في المئة في مايو (أيار) الماضي.

وقامت مواقع رئيسية مثل "فيسبوك" و"تيك توك" بتعيين ممثلين محليين لها، ما سيتيح لها تجنب غرامات مستقبلية وتدابير حظر.

وتضاف تغريدات صويلو إلى الضغوط الاجتماعية على مجتمع المثليين في ظل حكم أردوغان المحافظ.

وعلى رغم أن القانون التركي في تاريخ تركيا الحديث يبيح المثلية الجنسية، إلا أن المسيرة السنوية للمثليين في إسطنبول محظورة منذ 2016.

واتهم أردوغان الاثنين المتظاهرين المثليين بـ"التخريب". وقال أمام أنصاره "لن نوجّه إلى المستقبل شباباً من مجتمع الميم بل شباباً يكونون جديرين بتاريخ هذه الأمة المجيد".

ولم يعلق صويلو علناً على قرار "تويتر" إخفاء تغريداته.

المزيد من تقارير