Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دافوس: تحذيرات من آلية توزيع "لقاحات كورونا" في العالم

جلسات المنتدى الاقتصادي تتواصل لليوم الثاني وسط مناقشات حول مستقبل الأعمال ومكافحة الوباء

عبّر رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا عن قلقه من آلية توزيع اللقاحات وتوافرها حول العالم (أ ف ب)

حذّر رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، مما سمّاه بـ "قومية اللقاحات"، قائلاً إن عدم التصدي لها "سيُهدد التعافي العالمي" من جائحة كورونا، ومعبراً عن قلقة العميق من آلية توزيع العقاقير وتوافرها، لافتاً إلى أن مهمة الدول هي "إعادة العالم" إلى ما كان عليه قبل تفشي الوباء، بل وصياغة "مسار وتصميم جديد".

وقال رامافوزا، في كلمته في منتدى دافوس إن البلدان الأفريقية اجتمعت لتنفيذ خطة منسقة لمكافحة الوباء، مشيراً إلى أن أحد أهم الابتكارات هو "منصة اللوازم الطبية الأفريقية"، التي سمحت للدول بالوصول إلى الإمدادات بـ "أسعار مخفضة". وتطرق إلى الحديث عن الحلول المناخية والتكيف مع المناخ، مؤكداً أنهما يشكلان "محور التركيز الرئيس لأفريقيا"، التي وصفها بالقارة التي تتأثر بشكل "غير متناسب" بتغير المناخ، على الرغم من تورطها في المشكلة بشكل أقل من العالم المتقدم.

واستعرض رئيس جنوب أفريقيا التعافي الاقتصادي لبلاده من الجائحة، مشيراً إلى توقعات ارتفاع معدلات الفقر المدقع للمرة الأولى منذ عقود، محذراً من أن "العالم يقف اليوم عند مفترق طرق"، داعياً إلى "العمل معاً"، لمواجهة التحديات التي تواجهها البشرية التي لم يخلقها الفيروس، بل كانت من صنع البشر، مؤكداً أن "الفقر وتدمير بيئتنا والصراع كلها نتيجة أفعالنا، وفي كثير من الأحيان تقاعسنا".

فلسفة الأعمال

وبعد أن ألقى رئيس جنوب أفريقيا كلمته، عُقدت جلسة تناولت كيفية قياس الشركات المعلومات والكشف عنها، وكيف يمكن للمستثمرين والحكومات أن يجتمعوا للسماح لرأسمالية أصحاب المصلحة بأن تترسخ.

وشارك في المناقشات وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي محمد عبدالله القرقاوي، والمحرر والمذيع في الأسواق الناشئة على شبكة "سي أن أن" للأعمال جون ديفتيريوس، والرئيس التنفيذي ورئيس اللجنة التنفيذية لشركة سولفاي للبتروكيماويات في جنوب أفريقيا إلهام قدري، ورئيس مجلس إدارة مجموعة ماهيندرا، أناند ماهيندرا، ومن وزارة المالية بجنوب أفريقيا تيتو مبويني.

ويعتقد البروفيسور المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، كلاوس شوب، أن العام 2021 سيكون تاريخياً في تغيير فلسفة الأعمال، إذ يرى أن الشركات ستُدرك بشكل متزايد الحاجة إلى رأسمالية أصحاب المصلحة. وأشار إلى أن المقاييس الجديدة التي كشفها المنتدى "ستسمح للشركات بمعرفة المقاييس البيئية والحوكمة العالمية والإبلاغ عنها"، مؤكداً أنها ستنقل رأسمالية أصحاب المصلحة من كونها "مجرد مفهوم" إلى المُضي "قدماً في تنفيذها" على الرغم من أنها مجرد خطوة أولى.

سلاسل التوريد في أفريقيا

وقالت دراسة أطلقها المنتدى بالتزامن مع اليوم الثاني لأجندة "دافوس"، إن هناك طرقاً لتعزيز التجارة بين البلدان الأفريقية وبناء المرونة خلال 2021.

وكان الاتحاد الأفريقي أطلق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وهي أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، وأكثر الجهود طموحاً وأحدثها لتحرير التجارة في أفريقيا. ويحلل المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يربط البلدان والمدن من أجل تكامل سلسلة القيمة الإقليمية، تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وتأثير الجائحة في سلاسل التوريد بأفريقيا.

وطُورت هذه الدراسة من مجموعة العمل الإقليمية لأفريقيا التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي بالشراكة مع شركة "ديلويت"، ويقدم التقرير المشورة في شأن السياسات لتسريع توسع سلاسل القيمة الإقليمية في اقتصادات التصنيع الناشئة مثل صناعة السيارات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعد الورقة جزءاً من سلسلة تبحث في خمس طرق لدفع الانتعاش الاقتصادي، وبناء المرونة في سياق اتفاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وهي نماذج تمويل جديدة للتعافي السريع عبر فتح أبواب التصنيع للتخفيف من أخطار سلسلة التوريد العالمية، وكذلك تعزيز التكامل وسلاسل القيمة الإقليمية، وتنشيط البنية التحتية والاتصال، وكذلك توسيع نطاق التحول الرقمي والابتكار الشامل.

وبحسب الدراسة المشتركة، "تمتلك منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية إمكانات هائلة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لأفريقيا". وقال رئيس المنتدى الاقتصادي، بورغ بريندي، "إن تجديد قواعد التجارة سيسهل تعاوناً أفضل لتعزيز النمو، والحد من الفقر، وتوسيع الشمول الاقتصادي".

ويقدم التقرير الذي صدر عن مجموعة العمل الإقليمية لأفريقيا، رؤى تفصيلية وتوصيات حول كيفية تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في شأن التكامل الإقليمي، بهدف تعميق وتعزيز سلاسل القيمة الإقليمية.

وربما تكون منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية أكثر مشاريع التجارة الحرة طموحاً منذ إنشاء منظمة التجارة العالمية نفسها.

وقال المدير العام للأسواق الناشئة في "ديلويت" أفريقيا، مارتين ديفيز، إن الترويج الفعّال لتحرير التجارة سيشجع مجالات جديدة للنمو، وهو استجابة عملية لانخفاض التجارة العالمية بسبب الجائحة.

وتوقع ديفيز أن يجعل المشروع أفريقيا وجهة محسّنة للاستثمار من الشركات المتعددة الجنسيات. مضيفاً، "على الرغم من أن القارة لا تستطيع أن تفعل شيئاً يُذكر لمواجهة القوى العالمية التي تميل نحو نزع العولمة، فإنها يمكن أن تحتضن النزعة الإقليمية الداعمة الذات من خلال تعزيز التجارة بين البلدان الأفريقية".

الاقتصادات الأفريقية

وبحسب الدراسة، فقد أدت الروابط غير الكافية والخاملة بين الاقتصادات الأفريقية إلى "تفاقم تأثير الجائحة" في سلاسل التوريد بالقارة، ومع ذلك فالإنتاج المحلي للمنتجات الأساسية يذهب إلى تحسين كفاءة الموانئ والجمارك، التي غالباً ما يجري تمييزها على أنها تحد في أفريقيا.

ويتوقع أن تعمل الجهود الحالية التي يبذلها الاتحاد الأفريقي، والتي نُفذت بنجاح، على تحفيز التجارة وتعميق وإنشاء سلاسل قيمة إقليمية جديدة في أفريقيا. ودعت الدراسة إلى تطبيق الدروس المستفادة لتحسين القدرات الإنتاجية في الصناعات الأخرى، بحيث يمكن تحقيق الفوائد الاقتصادية والتجارية.

وتركز ورقة الدراسة على قطاع السيارات باعتباره حالة، إذ إن التقدم في هذه الصناعة لديه القدرة على تحديد الاتجاه والوتيرة للقطاعات الأخرى، لتعبئة وإنشاء سلاسل قيمة إقليمية متكاملة أقوى، واصفة الصناعة في أفريقيا بأنها على "أعتاب تطور"، مع تطورات المركبات الكهربائية وذاتية القيادة والتحولات في التنقل.

لكن مع قيام أفريقيا ببناء صناعة السيارات الخاصة بها، يجب أن تركز على التنمية التي "تعزز الابتكار وتحفز عمليات التبني" التي ستكون مستدامة للنمو والتنمية من القطاع.

وكان المنتدى الاقتصادي العالمي، أطلق مجموعة العمل الإقليمية لأفريقيا (RAGA) في أبريل 2020، بهدف المعالجة العاجلة للأزمة الصحية والاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة في المنطقة، وتخطيط وتشكيل جهود التعافي بشكل مشترك.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات