Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دليل "سندويتش الحقيقة" يكافح المعلومات المضللة حول كوفيد

علماء أعدوا الكتيب في مواجهة الأكاذيب ودحضها بطريقة إيجابية بناءة

تروج معلومات مغلوطة كثيرة عن لقاحات كورونا (رويترز)

في محاولة لمكافحة المعلومات المضلِّلة المنتشرة حول اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، ابتكرت مجموعة من العلماء من مختلف أنحاء العالم دليلاً إلكترونياً عبر الإنترنت يتضمن معلومات عن كيفية إعداد ما يُسمى "سندويتش الحقيقة" truth sandwich.

كذلك يسهم الدليل المُبتكر في تسليح الناس بنصائح عملية ومعلومات مستحدثة وأدلة عدة، بغية إجراء نقاشات بشكل موثوق به حول اللقاحات المضادة لكورونا، وتمكينهم من مواجهة الأفكار المغلوطة في هذا الشأن، على نحو بناء.

ويناشد العلماء الذين أشرفت على عملهم "جامعة بريستول"، جميع الناس فهم الحقائق الواردة في "كُتيِّب التواصل حول لقاح "كوفيد -19""، واتّباع الإرشادات الوادرة فيه ونقلها إلى الآخرين.

وقد ذكر البروفيسور ستيفان ليفاندوفسكي، الباحث الرئيس في إعداد الدليل، إنّ "اللقاحات تذكرتنا إلى الحرية، وينبغي أن يكون التواصل بشأنها جواز مرورنا إلى إقتناع الجميع بها".

وأضاف: "إن الطريقة التي نتحدث بها جميعاً عن لقاحات "كوفيد- 19" ونتناقش بشأنها، تساعد فعلاً في كسب المعركة ضد هذا الفيروس المدمّر، عبر التصدي للمعلومات المضللة وزيادة نسبة الإقبال على اللقاحات، ما يشكل أمراً بالغ الأهمية".

وخلص إلى القول: "لذا أصدرنا هذا الكُتيِّب كي يضع في متناول الجميع المبادئ الأساسية، مع معلومات أكثر شمولاً، وتالياً سيكون في مقدور هؤلاء أداء دورهم في مشاطرة الآخرين الحقائق، وليس المعلومات التي تخالف الواقع، من أجل وضعنا على طريق التعافي وليس على الدرب إلى مزيد من المعاناة".

ويحتوي الكُتيِّب مواضيع عدة، من بينها السلوكيات والمواقف العامة والسياسة والحقائق والمعلومات المضلِّلة. كذلك يسلِّط الضوء على أسباب كون اللقاحات في معظمها مأمونة وفاعلة.

وحثّ البروفيسور ليفاندوفسكي الناس على "مواجهة المعلومات الكاذبة ودحضها بطريقة إيجابية وبناءة" عبر إعداد "سندويتش الحقيقة".

الفكرة وراء "سندويتش الحقيقة" ابتدعها البروفيسور جورج لاكوف من "جامعة كاليفورنيا" الأميركية، في بيركلي. وتتضمّن ذكر المعلومة الصحيحة، والإشارة بعد ذلك إلى أنها تعرضت للتزييف، ثم الانتهاء بتكرار المعلومة التي تنطوي على الحقيقة الفعلية مرة أخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبذا، تعمل "سندويتشات" الحقيقة تلك على أن يتوسط الادعاء المشبوه البيانات الصحيحة حرصاً على ألا تُكَوِّن الأكاذيب الانطباع الأول ولا الأخير في عمليات التواصل.

وللتحدث عن اللقاح المضاد لفيروس كورونا على طريقة "سندويتش" الحقيقة، يوصي البروفيسور ليفاندوفسكي بالبدء من الحقائق الأساسية، "بما فيها أن اللقاحات أثبتت فاعليتها بنسبة 95 في المئة، وخضعت للتجارب بصورة شاملة ومن دون استثناء أي خطوة".

في المرحلة التالية، وفق ليفاندوفسكي، "يتوجب تصحيح المعلومات المضلّلة. مثلاً، إذا ذكر الناس إنه لا يُعقل أن يكون اللقاح قد خضع للاختبارات المطلوبة على نحو ملائم إذ جرى تطويره بسرعة بالغة، فاشرح أسباب عدم صحة ذلك".

"نظراً إلى خطورة الجائحة، خُصِّصت موارد وخبرات غير مسبوقة لهذا الجهد. وتوجّب تعيين متطوعين بهدف المشاركة في تجارب (اللقاحات) بطريقة أسرع كثيراً من المعتاد"، وفق ليفاندوفسكي.

"استغرق تطوير اللقاح المضاد لفيروس "إيبولا" فعلياً 10 أشهر بدءاً بالاختبارات الأولية وصولاً إلى التجارب على أرض الواقع، وبالتالي سبق أن حدث ذلك (تطوير لقاح في وقت قياسي). وبعد ذلك، أَعِدْ في المرحلة الأخيرة تأكيد الحقائق مرة أخرى كي تبقى ماثلة في الذهن".

الباحث المشارك في إعداد الكُتيِّب البروفيسور آدم فين، من "جامعة بريستول"، قال إن مبادرة إطلاق الدليل اكتست أهمية بالغة نظراً إلى أن التمييز بين المعلومات الدقيقة عن اللقاحات من جهة وبين "الخيال المقنع إنما المضلل" من جهة أخرى، لا ينفك يزداد صعوبة".

وذكر البروفيسور فين، الذي اضطلع بدور رئيس في تطوير لقاحات "كوفيد- 19"، إن المعلومات المضللة المتنكرة في زي الحقيقة "تخفض نسبة الإقبال" على أخذ اللقاحات وتضر بنا جميعاً".

وحذر البروفيسور فين من أنه "على الرغم من أن اللقاحات المضادة تتمتع بدعم غالبية لا يمكن للسياسيين الحصول عليها إلا في أحلامهم، لم يعد في وسعنا أن نأخذ ذلك كأمر مفروغ منه. حان وقت إطلاق مبادرة تضمن عدم تعرض الناس لخداع يدفعهم إلى اتخاذ قرارات خاطئة تضر بهم وبأطفالهم ومجتمعاتهم".

 البروفيسورة جولي ليسك، عالمة اجتماع في "جامعة سيدني" ورئيسة إحدى مجموعات التطعيم التابعة لـ"منظمة الصحة العالمية" ذكرت أن "اللقاحات الأكثر مأمونية وفاعلية ضد فيروس "كوفيد- 19" ليست ذات جدوى إذا لم يستطع الناس، أو لم يرغبوا، في أخذها".

وقالت كذلك: "يأتي هذا الكتيب في مرحلة حرجة، بمعنى إنها تشكل وقتاً يتخذ الناس في شتى أنحاء العالم قراراً بشأن قبول تلقي لقاح "كوفيد- 19" أو عدمه. الآن أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى أن نتواصل بشكل فاعل، والكتيب يضع علم التواصل في متناول المتحاورين".

في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن المعلومات المضللة حول فيروس "كوفيد" تمثل "جائحة الظل" shadow pandemic التي تعرض "الصحة والحياة [لـ] الخطر".

وأشار غوتيريش، خلال قمة للأمم المتحدة عقدت عبر الإنترنت، إلى أن نظريات المؤامرة (بشأن لقاحات كورونا) التي يجري تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي "تهدّد بتقليص الإقبال على اللقاحات التي ستكون متاحة، وتحد من فاعليتها أيضاً".

© The Independent

المزيد من متابعات