Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العالم يخسر أوركهارت أحد مؤسسي الأمم المتحدة

ابن فنان وقد برع في كتابة السيرة وعمل مستشاراً رئيسياً لخمسة أمناء عامين

كتاب "حياة في السلام والحرب" أشهر مؤلفات السير بريان أوركهارت (موقع الأمم المتحدة)

خسرت الإنسانية السير بريان أوركهارت، الذي رحل عن عمر مئة سنة تاركاً بصمة عالمية.

فابن الفنان موراي ماكنيل كيرد أوركهارت (1880- 1972)، شارك بعد الحرب العالمية الثانية في اللجنة التحضيرية التي أسست إطار عمل الأمم المتحدة. وهو الذي إضطرته الحرب إلى مغادرة مقاعد الدراسة الجامعية والالتحاق في جيش بلاده، حفظته سجلات الأمم المتحدة باعتباره الموظف الثاني في تاريخها.

وأسهم أوركهارت في تكريس حفظ السلام ضمن مبادئ المؤسسة الأممية. وأدار 13 عملية تحمل هذا الهدف، وجنّد 10 آلاف جندي من 23 دولة، في إطار القوات الدولية التي حازت في 1988 جائزة نوبل وألقى كلمة في المناسبة.

وإذ استمرّت حياته المهنية 41 عاماً، عمل مستشاراً رئيسياً لخمسة أمناء عامين للأمم المتحدة، التي حلّت بدل عصبة الأمم (1919- 1945).

وأدى أوركهارت خلال أزمة السويس في العام 1956، دوراً حاسماً في الجهد الرئيسي الأول للأمم المتحدة لحل النزاعات وحفظ السلام. وتولى بصفته مستشار الأمين العام للأمم المتحدة داغ همرشولد زمام المبادرة في تنظيم قوة حفظ السلام الأولى التابعة للأمم المتحدة. وقد صُمِّمت للفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية. وهي القوات الأولى التي يضع جنودها قبّعات زرقاء للتمييز بينهم وبين جنود الجيوش الأخرى.

وفي مطلع الستينيات، عمل أوركهارت ممثلاً رئيسياً للأمم المتحدة في الكونغو إبّان الحرب، خلفاً لصديقه رالف بانش. ولم ينجُ من الفوضى وتكاثر الفصائل المتحاربة التي عرقلت جهوده لتحقيق الاستقرار في البلاد، فاختُطف واعتُدي عليه بوحشية. لكنه نجا بعدما أقنع خاطفيه بأن موته سيؤدي إلى انتقام الأمم المتحدة.

"حياة في السلام والحرب"

وتبقى سيرة الراحل التي خطّها، في 1987، في كتاب حمل عنوان "حياة في السلام والحرب" (A Life in Peace and War)، واحدة من الأعمال الشهيرة، التي تضيء على منظمة الأمم المتحدة وتجربته تحت رايتها الزرقاء، وتظهر براعته في كتابة السيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهاجس هذا العمل وكاتبه، هو كيفية تشجيع السلام والحفاظ عليه في عالم يسوده العنف؟ وقد تصارع أوركهارت مع هذه المشكلة في خطوطها الأمامية. وتنقّل بين بؤر التوتر في العالم، من قبرص في أكثر لحظات الصراع دموية بين القبارصة اليونانيين والأتراك، إلى لبنان الممزق بنزاع أهلي و"حروب الآخرين على أرضه"، إلى كشمير وحروبها المأساوية.

وفي هذه المحطّات كلها اختبر أوركهارت حدود حفظ السلام في العالم الحديث وإمكانيّاته.

إضافة إلى سيرته الذاتية، تقدّم أوركهارت باقتراحات يعتقد أنها تجعل الأمم المتحدة أكثر فعالية. وأوصى بإنشاء جمعية برلمانية للأمم المتحدة من خلال المادة 22 من ميثاقها. وكتب في 1989 "إنهاء الاستعمار والسلام العالمي".

وبعد تقاعده، انضم إلى مؤسسة فورد وكتب مؤلّفات وتعليقات لمجلة New York Review of Books  ومنشورات أخرى. وإذ ركّز على الشؤون الدولية، كانت مقالاته الموجزة شيقة، لا سيما التي تناول فيها أشخاصاً عمل معهم، ومنهم همرشولد وبانش.

مئة سنة وتفاؤل

وفي عيد ميلاده المئة، في 28 فبراير (شباط) 2019، كتب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، رسالة، ذكّر فيها بأن أوركهارت "واحد من أوائل موظفي المنظمة، وقد سنّ للخدمة المدنية الدولية قاعدتها القائمة على الانضباط والتفاني والحياد".

وروى غوتيريش أن الراحل "أسهم في عهده كمساعد للأمين العام داغ همرشولد في تحديد نطاق عمل الأمم المتحدة في التصدي للنزاعات المسلحة وغيرها من التحديات العالمية".

أضاف الأمين العام، "كأحد المعاونين المقربين من رالف بانش، وهو شخصية مرموقة عن جدارة واستحقاق، ساعد السير بريان في وضع أسس حفظ السلام الدولي ثم العمل على توسيع نطاق استخدامه ليصبح نشاطاً رئيسياً للأمم المتحدة".

وختم غوتيريش "وقد حافظ السير بريان على ذلك التفاؤل في جميع أطوار حياته، مسهماً بذلك في تحديد طبيعة الأمم المتحدة والتأثير في التاريخ نفسه".

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن توماس نجل أوركهارت أكد أنه توفي في منزله في تيرينغهام في ولاية ماساتشوستس في 2 يناير (كانون الثاني) 2021.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات