Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ظريف يتهم ترمب بالبحث عن "ذريعة لشن حرب"

يشهد الشرق الأوسط توتراً متصاعداً بين إيران وأميركا التي أرسلت حاملة طائرات وقاذفتي "بي-52" إلى الخليج

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف (وزارة الخارجية الروسية/أ ف ب)

اتّهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الخميس 31 ديسمبر (كانون الأول)، الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب بالسعي إلى اختلاق "ذريعة" لشنّ "حرب"، في توقيت يشهد تصاعداً جديداً للتوتر بين البلدين.

وتأتي تصريحات ظريف قبيل الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي قُتل في ضربة أميركية قرب مطار بغداد في الثالث يناير (كانون الثاني) 2019، أمر ترمب بتنفيذها. وكادت العملية تتسبّب بمواجهة مباشرة مفتوحة بين البلدين في الشرق الأوسط، بعدما ردّت إيران بإطلاق صواريخ على قواعد عراقية تستخدمها قوات أميركية منتشرة في البلاد في إطار التحالف الدولي ضدّ "داعش".

ونشرت الولايات المتحدة حاملة الطائرات "نيميتس" أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) في الخليج، كما حلّقت قاذفتان أميركيتان من طراز "بي-52" في أجواء المنطقة في العاشر من ديسمبر، في استعراض قوّة موجّه خصوصاً ضدّ إيران.

"مؤامرة"

وجاء في تغريدة ظريف، "بدلاً من مكافحة فيروس كورونا في الولايات المتحدة، ينفق دونالد ترمب المليارات لإطلاق قاذفات بي-52 ونشر أسطول في منطقتنا". وتابع وزير الخارجية الإيراني، أن "معلومات عراقية أفادت بوجود مؤامرة لاختلاق ذريعة بغية (شنّ) حرب". وأضاف أن "إيران لا تريد الحرب لكنّها ستردّ بشكل صريح ومباشر دفاعاً عن شعبها، وأمنها ومصالحها الحيوية".

وكان ترمب أشار الأسبوع الماضي إلى أنه سيحمّل إيران "المسؤولية" في حال "قتل أميركي واحد" في هجوم في العراق، بعدما اتّهم طهران بالوقوف وراء إطلاق صواريخ على السفارة الأميركية في بغداد في 20 ديسمبر.

ورد ظريف حينها على التهديد الأميركي، محذّراً ترمب من عواقب الإقدام على "أي مغامرة" قبل خروجه من البيت الأبيض في 20 يناير، بعد ولاية شنّ خلالها حملة "ضغوط قصوى" على طهران، طبعها انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين إيران والدول الكبرى، وإعادة فرض عقوبات أميركية قاسية عليها.

أبرز محطات التوتر منذ اغتيال سليماني

ومنذ اغتيال سليماني، تصاعد التوتر الأميركي- الإيراني في الشرق الأوسط. وفي ما يأتي أبرز التطورات التي تلت مقتله.

تمتع سليماني، قائد فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري، بهالة وشعبية في إيران قل نظيرها، وشكل مهندس استراتيجيتها ودورها على الصعيد الإقليمي.

قُتل فجر الثالث من يناير 2020، ومعه نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، في ضربة جوية شنتها طائرة مسيّرة قرب مطار بغداد، بأمر مباشر من ترمب.

وحصل الاغتيال بعد ثلاثة أيام من هجوم على السفارة الأميركية في بغداد، حيث دهم حشد غاضب غالبيته من المؤيدين لـ "كتائب حزب الله"، أكثر الفصائل الموالية لإيران تشدداً في العراق، محيط السفارة وأضرموا النيران عند بوابتها.

التوعد بالانتقام

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في طهران، دعا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، إلى الانتقام رداً على مقتل سليماني.

وفي بغداد، طلب البرلمان العراقي في الخامس من يناير، "وضع حد" لوجود القوات الأجنبية، فيما كان 5200 جندي أميركي ينتشرون في العراق تحت مظلة التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".

إثر ذلك، أعلنت إيران مرحلة جديدة من خطتها لخفض الالتزامات التي تعهدت بها بموجب اتفاق عام 2015، للحد من برنامجها النووي. وأكدت أنها لم تعد تشعر أنها ملزمة بأي قيود "على عدد أجهزة الطرد المركزي الخاصة بها".

ومنذ مايو (أيار) 2019، حررت إيران نفسها تدريجياً من التزاماتها الرئيسة بالاتفاق النووي، رداً على انسحاب واشنطن الأحادي الجانب قبل عام من الاتفاق، معيدة فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران.

الرد الإيراني وإسقاط الطائرة الأوكرانية

فاقم مقتل سليماني التوتر بين واشنطن وطهران التي ردت في الثامن من يناير بقصف بالصواريخ طال قواعد للتحالف الدولي في العراق، فيها جنود أميركيون.

وبحسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أصابت الصواريخ قاعدة عين الأسد غرب العراق، وقاعدة أربيل شمالاً.

وبعد وقت قصير من القصف، تحطمت طائرة ركاب أوكرانية بعد إقلاعها من طهران إلى كييف، مما أسفر عن مقتل 176 شخصاً، معظمهم من الإيرانيين والكنديين.

وبعد ثلاثة أيام، اعترفت طهران بإسقاطها الطائرة الأوكرانية من طراز "بوينغ 737" من طريق "الخطأ" بصاروخين. وأثار الاعتراف المتأخر بعد ثلاثة أيام من النفي موجة سخط واسعة واحتجاجات غاضبة في البلاد.

مقتل بريطاني وأميركييْن

في 11 مارس (آذار)، قُتل جنديان، أميركي وبريطاني، ومتعاقد أميركي، في هجوم بصواريخ كاتيوشا استهدف قاعدة التاجي العسكرية العراقية التي تؤوي جنوداً أميركيين شمال بغداد. واتهمت واشنطن فصائل مسلحة موالية لإيران بالوقوف خلف القصف.

وفي 15 أبريل (نيسان)، ندد البنتاغون بمناورات "استفزازية خطيرة" نفذتها زوارق حربية تابعة للحرس الثوري الإيراني بالقرب من بوارج أميركية كانت تسيّر دوريات في المياه الدولية في الخليج. وأسهم ذلك في زيادة التوتر بين الجانبين.

وفي 22 من الشهر ذاته، أعلنت قوات الحرس الثوري إطلاق أول قمر اصطناعي عسكري في الفضاء، في خطوة نددت بها قوى غربية عدة على رأسها واشنطن.

انفجارات غامضة واغتيال فخري زادة

في الثاني من يوليو (تموز)، ألحق انفجار أضراراً بالغة بأحد مباني مجمع نطنز النووي في وسط إيران، قدمته السلطات على أنه حادث في بادئ الأمر، قبل أن تتحدث بعد أسابيع عن "عمل تخريبي".

وشهدت إيران خلال الأشهر الأخيرة سلسلة حرائق وانفجارات طالت منشآت عسكرية ومدنية، إلا أن السلطات لم تربط بين أي منها.

وفي 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، قُتل العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زادة قرب العاصمة طهران، في هجوم استهدف سيارته.

ويعدّ فخري زادة أبرز العلماء الإيرانيين في مجاله. وقُدّم بعد وفاته على أنه نائب وزير الدفاع ورئيس إدارة منظمة الأبحاث والإبداع في وزارة الدفاع، وشارك خصوصاً في "الدفاع الذري" للبلاد.

اتهام إسرائيل

واتهمت إيران إسرائيل بأنها أمرت بتنفيذ هذا الاعتداء الذي ارتُكب، بحسب طهران، بواسطة رشاش تم التحكم فيه عبر الأقمار الاصطناعية والإنترنت. ولم يصدر عن إسرائيل أي رد فعل على الاتهام.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذكر في العام 2018، أن فخري زادة هو مدير البرنامج النووي العسكري السري الذي لطالما نفت إيران وجوده.

استهداف السفارة الأميركية في بغداد

في 20 ديسمبر (كانون الثاني)، سقط عدد من الصواريخ قرب السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد، في هجوم هو الثالث ضد منشآت عسكرية ودبلوماسية أميركية، منذ الهدنة التي أعلنتها الفصائل العراقية الموالية لإيران في أكتوبر.

وفي 24 من الشهر الحالي، حذرت إيران ترمب من عواقب أي "مغامرة" قبل مغادرته البيت الأبيض، بعدما اتهمها بالمسؤولية عن الهجوم الأخير.

وقال ترمب الأربعاء الماضي، إنه سيحمّل "إيران المسؤولية" في حال شن هجوم يتسبب بمقتل أميركيين في العراق، مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاغتيال سليماني.

المزيد من تقارير