Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توثيق آثار مدينة حبان جنوب اليمن

إنجاز أعمال المسح الميداني وإنشاء قاعدة بيانات متكاملة لما تحويه من شواهد تاريخية بارزة

أحد التصاميم الطينية القديمة لمدينة حبان التاريخية (اندبندنت عربية)

أنهى فريق من الهيئة العامة للمدن التاريخية، برنامج مسح ميداني شامل لمدينة حبان التاريخية، التي تعد واحدة من أهم المدن التاريخية والأثرية في محافظة شبوة، جنوب اليمن.

وأوضح المدير العام لفرع الهيئة العامة للمدن التاريخية في محافظة شبوة محمد السدله الخليفي، أنه "لأكثر من 10 أيام متواصلة، قام فريق من فرع الهيئة بمسح ميداني لمدينة حبان التاريخية، من أجل توثيق المعالم التراثية في المدينة، وعمل قاعدة بيانات متكاملة عنها، وما تحتويه من معالم تاريخية بارزة، تحمل أنماطاً وخصائص معمارية جميلة، تعكس مدى ما وصل إليه الإنسان الحباني من المهارة والإبداع، إذ تفنن في بناء تلك المعالم بأسلوب تقليدي أصيل وبديع".

وأضاف، "خلال هذه المدة من العمل لفريق المسح الميداني، الذي ضم عدداً من المختصين في التاريخ والتراث والآثار، استطاع الفريق توثيق أكثر من 30 معلماً تاريخياً عاماً في مدينة حبان، تمثلت في منشآت حكومية وأخرى، مثل المساجد والأضرحة والمزارات والمدارس والأسواق والآبار والأسوار القديمة والمكتبات، وتمت عملية التوثيق من خلال استمارة خاصة بالهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في شبوة، وأُسقطت في السجل المحلي للهيئة، وعُملت مخططات هندسية لكل معلم تاريخي، ووُثق عدد من المنشآت السكنية الخاصة، بحسب الأقدم ونوع النمط المعماري".

 

حزمة توصيات

ولفت السدله إلى أنه "خلال عملية المسح، اطلع الفريق على احتياجات المدينة من مشاريع البنى التحتية، مثل الإنارة التي تفتقر إليها المدينة القديمة، وكذلك الرصف والصرف الصحي ومشاريع الترميم والصيانة، إذ تعاني معظم المعالم العامة من اندثار وعدم اهتمام من قبل الدولة، وعليه سوف نرفع عدداً من التوصيات العاجلة للجهات المختصة توصي بالاهتمام بتلك المعالم، والقيام بمعالجات سريعة لما تعانيه المدينة من إهمال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع مدير فرع الهيئة العامة للمدن التاريخية بالمحافظة، "بذل فريق المسح جهداً كبيراً وضغطنا على أنفسنا لكون مدة المسح مقررة بـ 10 أيام فقط، ولكننا حرصنا على أن نستكمل مسح المدينة وتراثها المعماري، وهذا ما تحقق بفضل الله ثم بهمة أعضاء الفريق، وخلصنا إلى حزمة توصيات تتضمن أكثر من 15 مقترحاً تحدد الإجراءات العاجلة، التي بإمكان السلطة اتخاذها لحماية المعالم، منها الترميم والصيانة، وبعضها إعادة بناء من جديد بالنمط التقليدي نفسه للسور القديم، كما أن من ضمن المخارج زيادة الوعي لدى المجتمع المحلي بأهمية الحفاظ والحماية للكنوز التاريخية والأثرية الموجودة، من خلال إقامة فعاليات توعوية حول كيفية الحفاظ على هذه المعالم، كما سنقوم بإعداد تقرير متكامل باللغتين الإنجليزية والعربية، وتقرير مصور عن المدينة وتاريخها وأهم المعالم فيها، على أن تُنجز هذه التقارير في الأيام المقبلة، ومن ثم مخاطبة السلطة المحلية ووزارة الثقافة والمنظمة الدولية للعلوم والثقافة والتربية (اليونسكو) للاهتمام بمدينة حبان التاريخية وتراثها المعماري الأصيل".

 

تاريخ ناصع

في السياق ذاته، اعتبر مدير متحف مدينة حبان حامد المحضار، أن المسح الميداني لمدينة حبان التاريخية خطوة في الاتجاه الصحيح وتستحق الاستمرار حتى وإن أتى متأخراً، ونوه المحضار بالأهمية التاريخية للمدينة باعتبارها مدينة حضارية احتلت موقعاً جغرافياً مهماً في جنوب شبه الجزيرة العربية، ما جعلها قديماً مركزاً للقوافل التجارية الآتية من الموانئ البحرية جنوباً، والذاهبة إلى مناطق اليمن شمالاً، بالإضافة إلى تميزها بطابع تاريخي جعلها إحدى مدن الحضارة الإسلامية في جنوب شبه الجزيرة العربية.

وتابع، "تلك الحضارة والتاريخ الناصع لحبان، تشهد عليه معالم وآثار تتوزع في أنحاء المدينة التاريخية وتصارع من أجل البقاء، فهي تعرضت للإهمال وعدم الاهتمام من قبل الحكومات في الفترة الماضية، والبعض منها تعرض لبعض الأضرار، بعضها بسبب العوامل الطبيعية، وبعضها بسبب البشر، ومن أهم معالم المدينة جامع حبان، الذي يعود تاريخه إلى العام 266 هجرية الموافق للعام 879 ميلادي، والذي يقع على ربوة مرتفعة وسط المدينة، بالإضافة إلى مصنعة حبان، التي كانت مقراً للسلطنة الواحدية قبل 700 عام، وهناك عديد من الجوامع التاريخية مثل جامع باسيلان، والهدار، والنور، وعقيل، كما يوجد في المدينة عديد من الأضرحة والمقابر القديمة، ومن آثار هذه  المدينة أيضاً السور القديم، ومآثر جبل كدور الذي يقع جنوب حبان حيث توجد فيه مبان وتحصينات وخزانات المياه القديمة، وكثير من النقوش والمخربشات والرسوم الصخرية، وجبل كدور، وبقاياه الأثرية، تعكس أهميته الدفاعية. وتتميز مساكن حبان بأنها ذات نمط معماري فريد وجميل، وتشتهر بالبناء الطيني الأصيل، الذي يحمل خصائص جمالية بديعة، كما كانت في العهد الإسلامي مدينة علم وعلماء، وأقيم فيها عديد من الأربطة والمدارس العلمية والمكتبات مثل مدرسة ومكتبة الزهراء الحبانية، حيث يأتي إليها الطلاب من كل اليمن، ويزورها كثيرون من مشايخ العلم من اليمن وخارجها، كما أن المدينة تحتفظ بعمارة طينية أصيلة عكست إبداع الإنسان في البناء والتصاميم الطينية العجيبة عبر كل الفترات الزمنية، جعلتها واحدة من مدن ناطحات السحاب الطينية في بلادنا".

جهود مجتمعية

 تطرق مدير متحف مدينة حبان إلى الجهود الأهلية لأبناء المدينة في الحفاظ على تاريخها ومعالمها خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى قيام بعض المبادرات المجتمعية المحلية خلال الفترة الماضية، وأهمها إقامة متحف حبان الذي يضم عدداً من القطع الأثرية والتراثية القيمة التي تعبر عن المكانة التي احتلتها حبان في العصور التاريخية المختلفة، مضيفاً أن المتحف لاقى اهتماماً رسمياً وشعبياً كبيراً وزارته قيادات في الحكومة المحلية، ووزير الثقافة السابق مروان دماج .

ودعا المحضار الحكومة اليمنية و"اليونسكو" إلى الالتفات إلى أهمية هذه المدينة ومكانتها، والعمل على اعتماد مشروع متكامل بإعادة ترميمها وصيانة آثارها ومعالمها كافة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات