Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاتحاد الأوروبي يقول "وداعا" للمملكة المتحدة مع بدء تنفيذ "بريكست"

ستنقل الوثائق جواً بطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ليوقع عليها رئيس الحكومة بوريس جونسن

وقّعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأربعاء 30 ديسمبر (كانون الأول)، الاتفاق التجاري المبرم بين الاتحاد وبريطانيا بعد بريكست، والذي سيدخل حيّز التنفيذ الخميس عند الساعة 23.00 بتوقيت غرينتش.

وعقب التوقيع قال رئيس مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن بريكست ميشال بارنييه "أود أن أشكر الجميع لالتزامهم وثقتهم خلال السنوات الأربع الماضية في هذه المفاوضات الاستثنائية".

ووقع المسؤولان نص الاتفاق أمام الكاميرات والمصورين. وستنقل هذه الوثائق جواً بطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ليوقع عليها رئيس الحكومة بوريس جونسون بالأحرف الأولى.

مناقشات أخيرة

وعشية خروج بريطانيا من السوق الأوروبية الموحدة، يصوت النواب البريطانيون الأربعاء على الاتفاق التجاري الذي سيحكم العلاقات بين لندن والاتحاد إثر خروج لندن منه نهائياً.

إقرار الاتفاق المؤلف من 1246 صفحة الذي أبرم عشية عيد الميلاد، مضمون نظراً لتمتع حكومة بوريس جونسون بالغالبية في مجلس العموم. وبعد موافقة دول الاتحاد الـ27 في مطلع الأسبوع، سيسمح إقرار النواب البريطانيين للاتفاق للطرفين بالمصادقة عليه في اللحظة الأخيرة مساء الخميس عند الساعة 23.00 في لندن بتوقيت غرينتش (منتصف الليل في بروكسل).

فبعد 47 عاماً من تكامل أوروبي وأربع سنوات من التجاذبات إثر الاستفتاء حول "بريكست"، ستتوقف بريطانيا التي غادرت الاتحاد الأوروبي رسمياً في 31 يناير (كانون الثاني) الماضي، عن تطبيق القواعد الأوروبية. وستخرج من السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي وبرنامج "إيراسموس" للتبادل على صعيد الدراسة الجامعية.

وقال بوريس جونسون في بيان إن مشروع القانون المعروض على النواب "يظهر أن المملكة المتحدة يمكن أن تكون أوروبية وتتمتع بالسيادة" في آن.

وأضاف "سنفتح فصلاً جديداً في حياة أمتنا، وسنبرم اتفاقات تجارية مع أطراف مختلفة في العالم. وسنؤكد أن المملكة المتحدة هي قوة تعمل للخير العام ومنفتحة على الخارج وليبرالية".

ووعد بأن تكون بلاده "أفضل صديق وحليف ممكن للاتحاد الأوروبي بعدما كانت عضواً غير مقتنع كثيراً ومعيقاً أحياناً".

ضوء أخضر

وأضطر النواب إلى قطع عطلة العيد ليعقدوا جلسة اعتباراً من الساعة 09.30 بتوقيت غرينتش. وسيناقش النص خلال ساعات قليلة قبل التصويت عليه مطلع بعد الظهر. ويأتي بعد ذلك دور مجلس اللوردات.

وتتمتع الحكومة المحافظة بغالبية واسعة في البرلمان فيما دعا زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر نوابه إلى إقرار الاتفاق على الرغم من رفض جزء من حزب العمال له خوفاً من تبعاته الاقتصادية والاجتماعية.

وفي معسكر المحافظين، بات نواب "يوربيين ريسرتش غروب" الأكثر تأييداً لخروج بريطانيا من الاتحاد، يؤيدون الاتفاق، معتبرين أنه "يحفظ السيادة البريطانية".

ويعارض الاتفاق الحزب الوحدوي الديمقراطي الإيرلندي الشمالي المؤيد لـ"بريكس"، لكنه يرفض الإجراءات الجمركية بين محافظة إيرلندا الشمالية البريطانية وبقية أرجاء البلاد، فضلاً عن الحزب الليبرالي الديمقراطي المؤيد للوحدة الأوروبية والحزب القومي الاسكتلندي المؤيد للاستقلال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الصعيد الأوروبي، أعطت دول الاتحاد الضوء الأخضر لتطبيق مؤقت للاتفاق في انتظار أن يوافق عليه النواب الأوروبيون في الربع الأول من عام 2021.

المرحلة الانتقالية

وبعد خروجها من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير الماضي، باشرت بريطانيا مرحلة انتقالية استمرت خلالها تطبيق القواعد الأوروبية. واعتباراً من مساء الخميس ستكون بحل من كل هذه القواعد.

وبتوصلهما إلى اتفاق للتبادل الحر، تجنبت بروكسل ولندن تبعات صدمة كانت لتسجل لو لم يحصل ذلك مع اعتماد حواجز تجارية كانت لتكلف الطرفين ثمناً باهظاً على صعيد الاقتصاد المتضرر أساساً جراء جائحة كوفيد-19.

فبوريس جونسون بغنى عن أزمة جديدة، إذ باتت المستشفيات البريطانية شبه عاجزة عن استيعاب المزيد من المرضى، فيما الإصابات تتسارع على الرغم من الحجر المفروض على جزء كبير من السكان منذ اكتشاف سلالة جديدة من الفيروس تنتشر عدواها بسرعة أكبر.

ومع هذا الاتفاق المبرم بعد مفاوضات "شرسة" استمرت أشهراً، سيوفر الاتحاد الأوروبي لبريطانيا إمكانية الوصول إلى سوقه التي تضم 450 مليون مستهلك من دون رسوم جمركية أو نظام حصص، لكنه يحتفظ بحق فرض عقوبات وإجراءات تعويض في حال عدم احترام القواعد على صعيد مساعدات الدولة والبيئة وحق العمل والضرائب لتجنب أي إغراق للسوق.

إلا أن نهاية المرحلة الانتقالية تحمل تغييراً رئيساً، إذ إن عمليات التدقيق الجمركي عند الحدود ستلقي بثقلها على المبادلات، فيما ستتوقف حرية التنقل للبريطانيين ومواطني الاتحاد الأوروبي بين أراضي الطرفين.

وتشهد وحدة بريطانيا تصدعاً أيضاً. ففي اسكتلندا التي صوتت بنسبة 62 في المئة ضد الخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016، تظهر نتائج استطلاعات الرأي أن غالبية السكان باتوا يؤيدون الاستقلال الذي رفض عام 2015 في استفتاء أول.

وداعاً!

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد في بيان، "في الأول من يناير، سنقول مرحباً، وداعاً للمملكة المتحدة".

وأضاف "مع نهاية الفترة الانتقالية، ستترك المملكة المتحدة فعلياً السوق الموحدة والاتحاد الجمركي، وفي نفس الوقت سنبدأ شراكتنا الجديدة".

وفي 24 ديسمبر (كانون الأول)، توصلت لندن وبروكسل إلى اتفاق يؤطر مرحلة ما بعد خروج بريطانيا في ختام مفاوضات صعبة.

وتنتهي المرحلة الانتقالية التي بدأت عند مغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي في يناير 2020، في 31 ديسمبر مع خروج بريطانيا من السوق الموحدة.

ومن خلال هذه الشراكة الاقتصادية والتجارية، يسمح الاتحاد الأوروبي للندن الدخول من دون رسوم جمركية أو حصص إلى سوقه، الذي يضم 450 مليون مستهلك، لكنه ينص على عقوبات وتدابير تعويضية في حال عدم امتثالها لبنود الاتفاق.

الصيد البحري

من جانبه، قال عضو بارز في فريق التفاوض البريطاني الثلاثاء، إن اتفاقية التجارة التي توصلت إليها المملكة المتحدة هي اتفاقية جيدة لصناعة الصيد البحري، إذ تسمح لها بإعادة بناء نفسها في فترة انتقالية خمس سنوات ونصف، وفق ما ذكرته "وكالة رويترز".

وأكد أن "الاتفاق الذي حصلنا عليه يعترف بسيادة المملكة المتحدة على مياهها للصيد. إنه يقول ذلك صراحة".

وانتقدت جماعات الصيد البحري الاتفاقية قائلة، إنه جرى التضحية بتلك الصناعة في محادثات التجارة بعد بريكست.

وأضاف "نعتقد أن هذا اتفاق جيد. إنه يمكّن صناعة الصيد البحري من إعادة بناء نفسها أثناء الفترة الانتقالية. إننا سنستثمر 100 مليون (إسترليني) في برامج للمساعدة في تحديث صناعة الأسماك على مدار هذه الفترة".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات