Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سلالة كورونا الجديدة أسرع وأوسع فهل هي أشد؟

تحوي مجموعات عدة من المتغيرات والإشارات الأولية تفيد بأن الفيروس المتغير قد يكون أكثر قدرة على الانتشار

السلالة الجديدة لديها معدل انتقال متزايد بنسبة 50 إلى 70 في المئة مقارنة بالسلالات الأخرى (أ ف ب)

ما إن أعلنت شركات الأدوية العالمية نجاح اللقاحات التي سارعت إلى تطويرها على مدى الأشهر القليلة الماضية، لمواجهة فيروس كورونا المستجد، حتى ظهرت سلالة جديدة، في مشهد يوحي بامتداد المعركة بين البشر والفيروس لمزيد من الجولات.

السلالة الجديدة التي تثير ترقباً وقلقاً عالميين منذ الأسبوعين الماضيين، تم الكشف عنها أولاً في بريطانيا، حيث وصف العلماء نوعاً جديداً من فيروس كورونا يبدو أكثر عدوى من السلالات الأولى، ثم أفادت بلدان أخرى من بينها إيطاليا وهونغ كونغ وكندا بتسجيل حالات إصابة بهذه السلالة.

وفي مصر، كشف أعضاء اللجنة العلمية لمواجهة الوباء في وزارة الصحة، عن احتمال وجود السلالة الجديدة، إذ قال عضو اللجنة، محمد النادي، خلال حديث تلفزيوني قبل أيام، إنه "في حال أجريت دراسة جينية فهناك احتمال كبير للعثور على السلالة الجديدة في مصر، نظراً إلى أن المرض أصبح أشد ضراوة في الانتشار".

ودفعت الدراسات الأولية للسلالة الجديدة التي يطلق عليها (B.1.1.7) رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى تشديد القيود على احتفالات عيد الميلاد، ودفعت المسؤولين في هولندا وألمانيا ودول أوروبية أخرى إلى حظر السفر من بريطانيا، فيما أوقفت دول عدة حركة الطيران، وأعلنت أخرى الغلق مجدداً، وسط تسارع وتيرة الإصابات عالمياً، إذ بلغ عدد الحالات أكثر من 80 مليون إصابة حتى 27 ديسمبر (كانون الأول).

وفيما يواصل الباحثون في دول عدة درس الفيروس، وتحديداً ما يتعلق بالتحوّرات الجينية وسلوك السلالة الجديدة، من حيث قدرتها على العدوى أو مدى خطورتها بالمقارنة بالسلالات الأخرى، بدا على البريطانيين حال من الذعر عند اكتشافها، وسرعان ما أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أن "السلالة الجديدة خارج السيطرة".

لكن بعد تصريح الوزير البريطاني بأيام، قال مسؤول الحالات الصحية الطارئة في منظمة الصحة العالمية، مايكل راين، خلال مؤتمر صحافي "سجلنا نسبة تكاثر للفيروس تتجاوز إلى حد بعيد عتبة 1.5 في مراحل مختلفة من هذا الوباء، وتمكنا من السيطرة عليها. وبناء عليه، فإن الوضع الراهن في هذا المعنى ليس خارج السيطرة".

أسرع انتشاراً

وبحسب الباحثين في بريطانيا، فإن الوباء ينتشر بسرعة في أجزاء من جنوب البلاد، إذ تشير الأدلة الوبائية التي تم جمعها حتى الآن، إلى أن هذه السلالة تنتشر بسرعة مقارنة بما قبلها. ويقدّر عالم الأوبئة في "إمبريال كوليدج" لندن، نيل فيرجسون، أن السلالة الجديدة لديها معدل انتقال متزايد بنسبة 50 إلى 70 في المئة، مقارنة بالسلالات الأخرى في البلاد.

وفي فيديو أصدرته منظمة الصحة العالمية، الأسبوع الماضي، أوضح استشاري الوبائيات لدى منظمة الصحة العالمية في المكتب الإقليمي للشرق المتوسط، أمجد الخولي، أنه وفقاً لما أبلغت به السلطات الصحية في لندن فإن المتغير الجديد في السلالة الجديدة للفيروس أكثر قدرة على الانتشار، وتُجرى حالياً بحوث أكثر للتعرف على سرعة هذا الانتشار. وأضاف أن سبب الاهتمام الخاص بهذه السلالة الجديدة أنها تحوي مجموعات عدة من المتغيرات، والإشارات الأولية تفيد بأن الفيروس المتغير قد يكون أكثر قدرة على الانتشار بسهولة بين الناس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أكثر عدوى

ويعتقد بعض الباحثين أن الانتشار السريع للسلالة الجديدة في بريطانيا يعني بالضرورة أنها أكثر قابلية للانتقال بين البشر. فبحسب مجلة "ناتشر" العلمية، يوصي عالم الفيروسات في جامعة كولومبيا الأميركية، فينسينت راكانييلو، بضرورة توخي الحذر حتى يتسنى للجميع الحصول على المعلومات الكافية حول قابلية العدوى. وتجري دراسات على الحيوانات تبحث في ما إذا كانت هذه السلالة تنتقل بسهولة أكبر من كائن لآخر.

ووفق صحيفة "نيويورك تايمز"، فإنه للتأكد من أن السلالة الجديدة أكثر عدوى، يجري الباحثون في "إمبريال كوليدج"، تجارب مخبرية على كيفية إصابة الفيروس للخلايا، وهي التجارب التي استخدموها قبلاً للتحقيق في طفرة نشأت في وقت سابق من الوباء، تسمى (614G)، إذ وجد أن هذه الطفرة جعلت الفيروس أكثر قابلية للانتقال من سابقاته.

ويرجح العلماء أن تكون السلالة الجديدة (B.1.1.7) أكثر قابلية أيضاً للانتقال من شخص لآخر. ويواصل الخبراء والأطباء التوصية بضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية. وكتب اختصاصي الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة "سانت أندروز"، في بريطانيا، موج سيفيك، "وفقاً لما نعرفه بالفعل، فإنه لا يغير من فعالية التباعد الاجتماعي وأقنعة الوجه وغسل اليدين ومعقمات اليدين والتهوية".

وأثار بعض العلماء احتمال أن تكون الزيادة في انتقال العدوى ناتجة جزئياً على الأقل من كيفية إصابة الأطفال. فعادة يكون الأطفال أقل عرضة من البالغين للإصابة أو نقل الفيروس. وقالت مستشارة الحكومة البريطانية وعالمة الفيروسات في "إمبريال كوليدج" لندن، ويندي باركلي، إن السلالة الجديدة قد تصيب الأطفال "بنفس درجة تعرض البالغين للإصابة".

ليست أشد

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن السلالة المتحورة لا تسبب درجة أشد من المرض، كما أن الدراسات التي تُجرى على المصابين بها، مقارنة بـ"كوفيد-19"، لم تحمل أي دليل على تغير في فعالية اللقاحات المنتظرة أو على قدرة المصاب في إنتاج أجسام مضادة للفيروس.

وقال الخولي إن جميع الفيروسات تتغير مع مرور الوقت بما في ذلك "كوفيد -19"، وحتى الآن تم التعرف على مئات الأنماط المختلفة للفيروس في جميع أنحاء العالم. وأكد "نتابع ذلك عن كثب، ولم يكن لمعظم المتغيرات التي طرأت على الفيروس سوى تأثير ضئيل أو معدوم على قوة المرض".

وبحسب باركلي، فإن فيروس كورونا المستجد هو أحد فيروسات الحمض النووي الريبي، ومن المتوقع حدوث طفرات عدة أثناء تكاثره. وتضيف، "لاحظت بالفعل بعض المتغيرات في البروتين الخارجي، إذ ينتشر الفيروس بشكل مكثف هنا في بريطانيا وحول العالم، ومع ذلك لا يوجد دليل على أن السلالة المكتشفة حديثاً تؤدي إلى مرض أكثر خطورة".

في حين يعتقد العلماء في بريطانيا والولايات المتحدة أنه لا يوجد دليل قوي على أن السلالة الجديدة أكثر خطورة من حيث شدة المرض، لكن هناك سبباً لأخذ الاحتمال على محمل الجد. ففي جنوب أفريقيا، اكتسبت سلالة أخرى من الفيروس طفرة معينة موجودة أيضاً في (B.1.1.7) التي تنتشر بسرعة عبر المناطق الساحلية في جنوب أفريقيا. وفي الدراسات الأولية، وجد الأطباء هناك أن الأشخاص المصابين بهذا النوع يحملون "فيروسية عالية" (تركيز أعلى للفيروس في الجهاز التنفسي العلوي). وفي عدد من الأمراض الفيروسية، يرتبط هذا بأعراض أكثر حدة.

المزيد من صحة