مثلما مرت أيام عام 2020 بصعوبة وترقب وقلق، فإن وداعها أيضاً لن يكون سلسلاً، ففي وقت الاستعداد للاحتفال بانتهاء السنة التي حملت كثيراً من الأحزان، وعلى رأسها انتشار فيروس كورونا الذي سيطر سلباً على حياة سكان الأرض، فإن الإجراءت الاحترازية التي ستصاحب الاحتفالات المرتقبة بعيد رأس السنة، تشكل تضييقاً على البعض، حيث اتخذت بعض أماكن السهر في العالم العربي قراراً نهائياً بإلغاء خططها للاحتفال بليلة 31 ديسمبر (كانون الأول) وما قبلها بأيام.
وينتظر منظمو حفلات رأس السنة هذا الموسم باعتباره الأكثر نشاطاً، وكانوا يتوقعون أن يحمل تعويضاً مقبولاً بعد عام صعب توقفت فيه الحفلات الفنية مراراً، وبعد أسابيع من عودتها تدريجاً ها هي تتوقف مجدداً بعد أن ضربت عدوى كورونا بقوة من جديد.
إلغاء الحفلات في مصر
يبدو الوضع أكثر ارتباكاً في مصر، حيث اتخذت وزارة السياحة والآثار قراراً بإلغاء الاحتفالات الفنية التي ينتج عنها تجمعات كبيرة، وذلك بناء على تعليمات مجلس الوزراء، وتوصيات اللجنة الطبية لمواجهة فيروس كورونا، وهو الأمر الذي يشمل الفترة التي تسبق 31 ديسمبر (كانون أول) والمتمثلة في احتفالات عيد الميلاد أيضاً، وذلك بعد تزايد أعداد الإصابات اليومية بالفيروس تزامناً مع الموجة الثانية للمرض، وأُرسل القرار رسمياً للمنشآت الفندقية لتنفيذ بنوده.
وجاء القرار المفاجئ بعد أن أعلنت كافة المنشآت السياحية عن خططها للاحتفال بالعام الجديد، حيث كانت تتضمن القائمة حفلات لـ"رامي صبري، ونيكول سابا، وسيرين عبد النور، ومحمد فؤاد، وتامر حسني"، وغيرهم، وهي حفلات تتنوع أماكن إقامتها بين فنادق القاهرة وفنادق بعض المدن السياحية مثل شرم الشيخ. ولا يزال كثير من الحفلات قائماً، أو على الأقل لم يُعلن عن إلغائها بشكل رسمي، ولم يعلق نجومها حتى الآن عن موقفهم بعد القرار الأخير، ففي حين بادر المطرب رامي صبري بكتابة تدوينة مختصرة على "إنستغرام" تؤكد أن حفلاته في رأس السنة ألغيت، وذلك عقب ساعات من تداول القرار الوزاري الأخير، وكان صبري قد تعاقد على إحياء أكثر من حفل في تلك الليلة.
خسائر للمنظمين ومحاولات لإنقاذ الموقف
ولم يُكشف عن مصير حفل أصالة على مسرح الصوت والضوء أمام سفح الأهرامات، حيث أُعلن عن تفاصيله منذ مطلع ديسمبر الحالي، ولكن الحفل لم يعد مدرجاً على موقع حجز التذاكر الخاص به، ولم يُعرف هل إن كان أُلغي أم لا يزال قائماً، خصوصاً وأن المسرح يعتبر في مكان مفتوح، وعلى مساحة كبيرة، وبالتالي من السهل تنفيذ إجراءات التباعد الاجتماعي. ولم يعلن الفنان عمرو دياب حتى الآن عن وجهته لليلة رأس السنة، وهو أمر غير معتاد، حيث يبادر دائماً إلى الإعلان عن تفاصيل حفلاته في تلك المناسبة. فهل يغيب دياب عن جمهوره في رأس السنة للمرة الأولى منذ عدة أعوام؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويواجه منظمو الحفلات مأزقاً كبيراً، حيث تعاقدوا مع المطربين الذين أُعلن عن حفلاتهم ونُشرت الملصقات الدعائية لسهراتهم، وبالتالي فإلغاء الحفل يعتبر خسارة كبيرة للفندق المضيف وللمنظمين المتعاقدين معه، وبالتالي لا تزال عدة منشآت تبحث عن وسيلة للخروج بأقل خسائر من الموقف، كأن يُنظم الحفل بعدد أقل من الجمهور وتُعاد أموال التذاكر لبعض حامليها، ولكن حتى الآن لم يُعلن رسمياً عن أي خطط، خصوصاً أنه من المقرر أن تكون هناك إجراءات عقابية لمن لا يمتثل للقواعد، وتتراوح العقوبات ما بين الغرامة والإيقاف بالنسبة للمنشآت السياحية. من جهتها اختصرت الجامعة الأميركية بالقاهرة الطريق واختارت أن يكون حفل رأس السنة لديها افتراضياً، وسيكون 29 ديسمبر، ويحييه في قاعة إيوارت أحد خريجيها وهو المطرب هشام عباس، حيث سيُكتفى ببث الحفل عبر الإنترنت وسيكون من دون جمهور.
وتتمسك بعض الفنادق في مصر بإقامة حفلاتها، فأعلنت أنها قائمة مع الامثتال لكافة الإجراءات الاحترازية، وسيكون الحضور فقط 40 في المئة من الطاقة الاستيعابية لمقر الحفل الذي سيكون بدوره مكاناً مفتوحاً، لسهولة تنفيذ قرارات لجنة الوقاية من كورونا.
احتفالات مع إجراءات مشددة
وحتى الآن لا تزال عروض المسرحيات قائمة في مصر ليلة رأس السنة، حيث إن حجز التذاكر مفتوحاً لعدة مسرحيات بينها "اللوكاندة وهابي نيو ييير بالعربي"، وكذلك لم يصدر أي قرار جديد بشأن دور السنيما، حيث لا تزال دور العرض مفتوحة بنسبة إشغال أقل من المعتاد، وتستقبل صالات السينما في مصر بعض الأفلام جديدة في موسم رأس السنة بينها "حظر تجول" لإلهام شاهين وأمينة خليل، "و"صابر وراضي" لأحمد آدم ورزان مغربي.
في لبنان، يروج النجوم لحفلاتهم في الفنادق، ومن بينهم عاصي الحلاني ونجله الوليد، وزياد برجي، وملحم زين. أما بالنسبة للنجوم في الإمارات، فتتشارك أنغام إحياء حفل ليلة 31 ديسمبر مع حسين الجسمي بمدرج خورفكان بمدينة الشارقة، كذلك سيحيي وائل كفوري حفلاً في دبي ليلة رأس السنة، وأيضاً ناصيف زيتون، وتلتزم الفنادق، بدورها، بالإجراءات الملائمة للحد من فيروس كورونا فيما يتعلق بنسبة الإشغال وإجراءات التباعد، أما فيما يتعلق بالعروض الاحتفالية في تلك الليلة فقد أعلن عن اتفاقية شراكة مع "زووم فيديو كوميونيكيشن" لبث احتفالات رأس السنة من دبي عبر الإنترنت مباشرة، ودُعي 50 ألف شخص للمشاركة في هذا الحدث الافتراضي.
أما في تونس فقد أُعلن من قبل وزارة الصحة رسمياً عن إلغاء التجمعات في ليلة رأس السنة، والأمر يشمل الحفلات العامة والخاصة والتظاهرات الثقافية، وكذلك إقرار المزيد من القيود على التجمعات في تلك المناسبة بالمغرب.