Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رحلة جوية بين تل أبيب والرباط تثير جدلا واسعا في الجزائر

حاولت مواقع إخبارية إسرائيلية استفزاز الجزائريين من خلال بث تقارير مزيفة

لا تزال خريطة مسار الطائرة التجارية الإسرائيلية المتجهة نحو المغرب، التي "كشفت" عن عبور للأجواء الجزائرية، تثير الجدل، على الرغم من أن الخبر تبيّن أنه كاذب ومغلوط، إلا أن اللغط كان قوياً، بخاصة في ما يتعلق بأسباب هذا "التسويق" وتوقيته.

"الخبر الكاذب"

وفي ظل غياب بيان رسمي يقطع الشك باليقين، يتواصل الجدل حول حقيقة فتح السلطات الجزائرية المجال الجوي لعبور الطائرة الإسرائيلية الآتية من تل أبيب والمتجهة إلى الرباط، حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي نشاطاً قوياً بين مستغرب ورافض ومنتقد، ما استدعى الولوج إلى موقع "فلايت رادار" المتخصص في مسارات الرحلات وتتبّع حركة الملاحة الجوية، من أجل نقل المسار الحقيقي للرحلة ونشره، ما يكشف عن "التوجّس" الذي أحدثه الوجود الإسرائيلي على حدود الجزائر.
ونشرت صفحات إعلامية إسرائيلية وأخرى مغربية مساراً مغلوطاً لأول رحلة جوية تجارية بين تل أبيب والرباط، وهي تعبر أجواء الجزائر، في محاولة لتضليل الرأي العام وإثارة البلبلة بين الجزائريين، إذ كتب الصحافي الإسرائيلي إيدي كوهين، تغريدة على "تويتر"، أرفقها بصورة مفبركة، أن "طائرة العال الصهيونية الإسرائيلية تحلّق فوق الأجواء الجزائرية"، بينما نشر حساب "إسرائيل بالعربية"، صورةً مرفقةً بخبر الرحلة إلى المغرب توحي بأنها ستعبر الأجواء الجزائرية.

"ضوضاء" مستغربة

في المقابل، اعتبرت المستشارة القانونية والباحثة في الجيواستراتيجية أمال لعروسي، أنه عوضاً من التفات الجزائريين إلى قضاياهم الداخلية المشحونة ورصّ صفوفهم، بخاصة أمام التحديات الإقليمية والمناخ الدولي المتسم بالأزمات والأمراض، راحت بعض النخب تنسج حكايات وهمية هي من صلب اتفاقات دولية تتعلق بالملاحة الجوية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت إن الخطوط الدولية في عرف هذه المواثيق مضبوطة بنظام داخلي للدول الموقعة على اتفاقات المجال الجوي والطيران، متهمة أن بعضهم حاول ممارسة تلك العواطف الجياشة التي طالما سايرت الموقف الشعبي تجاه القضايا الدولية ومنها قضية فلسطين التي تعتبر في المخيال الشعبي الموروث، قضية قدسية وأم القضايا.

وعبّرت لعروسي عن استغرابها "من هذه الضوضاء التي رافقت وصول الطائرة الإسرائيلية إلى المغرب وهو شأن داخلي يختص به المغاربة فقط، على الرغم من أن بعض المواقع الإخبارية الإسرائيلية حاولت استفزاز الشعور الجمعي للجزائريين من خلال بثها أخباراً مزيفة ومغرضة بتحليق طائرة العال في أجواء البلاد".

وتساءلت لعروسي "لماذا صمت الجزائريون ولم ينتفضوا يوم حلّقت المقاتلات العسكرية الفرنسية في مجالنا الجوي متجهة إلى مالي؟، ولماذا صمتوا إزاء دخول الأتراك إلى ليبيا مدججين بالآليات والطائرات العسكرية والمرتزقة الذين فاقت أعدادهم 17 ألف مقاتل بحسب التقارير الدولية والمنظمات الحقوقية؟". وختمت أن "هذا في اعتقادي يمثل أهم المخاطر المحدقة بالجزائر".

شهد شاهد مغربي

وما زاد من قلق الجزائريين تصريح الإعلامي المغربي علي لهروسي، أن بلادهم هي المستهدفة الأولى، من إعلان اتفاق السلام بين الرباط وتل أبيب، بسبب مواقفها الداعمة للشرعية الدولية، وقال إن النظام المغربي يعمل بالتحالف مع القوى الاستعمارية لضرب استقرار الجزائر حتى يسهل تفكيك منطقة المغرب العربي وشمال أفريقيا، مؤكداً أن الرباط كانت ترتب منذ مدة للإعلان عن الاتفاق للاستقواء به وبأميركا.

دعاية إسرائيلية

في السياق ذاته، أعرب الإعلامي الجزائري المهتم بالشأن السياسي محمد لهوازي عن اعتقاده بأن ما يحدث يندرج في إطار دعاية إعلامية كبيرة قامت بها إسرائيل بالترويج لصور مفبركة مرفقة بأخبار كاذبة تتعلق بعبور طائرة الوفد الإسرائيلي الأميركي الذي كان متوجهاً إلى الرباط، الأجواء الجزائرية. وأبرز أن وسائل الإعلام الإسرائيلية استغلت الحدث لجسّ نبض الموقف الجزائري واستفزاز الشارع لمعرفة رد الفعل الرسمي والشعبي إزاء الخطوة التي أقدم عليها المغرب.

وأردف لهوازي أنه "على الرغم من أن الواقع أثبت عدم اختراق طائرة تل أبيب الرباط الأجواء الجزائرية بعد رصد مسارها عبر مواقع متخصصة في حركة الملاحة الجوية، إلا أن ناشطين إسرائيليين وحتى من المغرب حاولوا نشر معلومات مفبركة عن مرور الطائرة عبر الجزائر"، مذكّراً بأن "حركة الطيران تحكمها قوانين واتفاقات دولية ولا يتم تسييرها بطريقة عبثية، إذ تخضع بشكل خاص لاتفاقية باريس 1919 وبعدها معاهدة شيكاغو 1944 التي قامت بموجبها منظمـة الطيران المدني الدولية التي ألحقت بمنظمة الأمم المتحدة في 1947، وعليه فإنه من الناحية القانونية لا يمكن للطائرة الإسرائيلية عبور الأجواء الجزائرية إلا بترخيص مسبق من السلطات المحلية وهو الأمر الذي لم يحدث لعدم وجود اتفاقات مشتركة بين الطرفين".
وكانت أول طائرة إسرائيلية وصلت إلى مطار الرباط يوم الثلاثاء 22 ديسمبر الحالي، آتيةً من مطار بن غوريون، تحمل على متنها وفداً إسرائيلياً أميركياً مشتركاً، من بينهم مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات. واستغرقت الرحلة المباشرة، الأولى من نوعها بين البلدين، 6 ساعات من التحليق، بمناسبة إعطاء الانطلاقة لاستئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي