Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فلسطينيات يواجهن البطالة بمشاريع منزلية صغيرة

نسبة العاطلين بين الإناث ضعف الذكور وكورونا فاقم الأزمة

جانب من ورشة منال عيسى في منزلها للرسم على الزجاج (اندبندنت عربية)

"أريد أن أكون مديرة نفسي" تقول جود صالح، 16 سنة، صاحبة مشروع تطريز وخياطة الملابس بطريقة حديثة بتصاميم وألوان يختارها الزبائن، فهي تعرض جزءاً منها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ومع صغر سنها تحاول استثمار موهبتها في الرسم والخياطة لتأسيس مصدر دخل لها والاستقلال بذاتها، كونها ترى واجباً على المرأة أن تكون قوية في المجتمع الفلسطيني، مستقلة اقتصادياً حتى تستطيع مواجهة المقارنات الفردية والتحديات والعراقيل التي تضعها العادات.

أمّا فاطمة الزهراء عصفور (22 سنة) فقررت التوجه إلى تأسيس مشروع خاص، بدل المنافسة على فرص قد تكون شبه غائبة للحصول على وظيفة في القطاعين العام أو الخاص، في ظل قلة الوظائف وازدياد معدلات البطالة، إذ بدأت أثناء دراستها في تخصص الفنون التطبيقية في الجامعة، رسم الوجوه والطباعة، وعلى إكسسوارات الهواتف المحمولة، ولاحقاً دبابيس معدنية بتصاميم شبابية بحسب الطلب، لتوضع على الحقائب والملابس.

بعض الأحيان قد تتحول الهوايات إلى مشاريع لكسب الرزق، فمنال عيسى تعلمت تقنيات الرسم على الزجاج والأواني خصوصاً البيضاء منها، كهواية ووسيلة لتعبئة وقت الفراغ أثناء الحجر المنزلي بسبب كورونا، لكنها بعد إتقانه وتشجيع من حولها أنشأت زاوية صغيرة في المنزل للعمل، وبدأت تحضّر نفسها للبيع الإلكتروني والمشاركة في معارض فنية.

بطالة مرتفعة وفرص قليلة

يأتي توجه الفتيات إلى المشاريع الصغيرة المنزلية في ظل ارتفاع نسبة البطالة لعام 2020 عن العام الماضي، فالمعدلات في فلسطين وصلت إلى 27.8 في المئة، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء، وبين الإناث تقارب ضعف العاطلين من العمل من الذكور. وهذا يعني مزيداً من الأسر والأفراد في دائرة الفقر.

انخفض عدد العاملين في سوق العمل من 951 ألفاً في 2019 إلى 884 ألفاً هذا العام. كما أن بعض الفتيات فقدن وظائفهنّ في الآونة الأخيرة، أو انخفض دخلهنّ، وسرّح الكثير من المؤسسات بعد جائحة كورونا، بحجة تقليص طواقم العمل لتتواءم مع الموارد المالية المتوفرة.

المشاريع الصغيرة تنمو ببطء

لكن، مع جمالية الإنتاج فإن الحياة ليست وردية أو سهلة، هناك تحديات كبيرة تواجه صاحبات المشاريع الصغيرة، أبرزها العامل الاقتصادي والموارد والدعم الكافي، وتذبذب الدخل وغياب الاستقرار المالي، والتقليل من أهميتها من قِبل الناس بدعوى تكدس السوق بالبضائع الجاهزة المستوردة التي عادة ما تكون أقل سعراً ومتوفرة بخيارات أكبر.

 

 

بالنسبة إلى جود، تتمثل العوائق في عدم وجود مصدر دخل آخر، بالتالي الاعتماد على الأهل، وضعف الخبرة في مجالات التسويق، وغياب الأماكن والمؤسسات التي تدعم مهارات الفتيات وتطورها في منطقتها، يضاف إلى ذلك صعوبة التنسيق بين المشروع الشخصي والدراسة التي تحوّلت إلى منصات التعلم الإلكترونية، بسبب إغلاق المدارس نتيجة تفشي كورونا.

وأوضحت عصفور، على الرغم من الرواج الذي لقيه مشروعها بين الناس، فإن حالة الطوارئ المرتبطة بكورونا أثرت بشكل كبير في عملها، فالتوصيل من قريتها إلى المناطق الأخرى صعب، إضافة إلى غياب رأس المال لتقوية الفكرة، وكثرة التنافسية في هذا المجال. أما عيسى فتشير إلى أن امتلاك مشروع منزلي لا يعني الراحة أو سهولة العمل، فالرسم يحتاج إلى دقة وتركيز كبيرين، مع ضرورة تخصيص وقت كافٍ للعمل يصل إلى ساعات.

الطلب على الحلويات لا يتوقف

قد يكون التوجه إلى صناعة الأكل خياراً جيداً للبعض حين التفكير بمشاريع صغيرة، فالطبخ والحلويات أكثرها رواجاً، ويبدع أصحابها في ابتكار الأفكار والخلطات في محاولة للتميز، إذ إن الطلب عليها لا يتوقف. لكن، التحدي يكمن في الإبداع والوصول إلى الناس، فالشابة ماليا صوالحة أنشأت مطبخاً خاصاً بالحلويات الغربية الصحية، تعد فيه أصنافاً بأشكال كثيرة تحاكي بعضها الشخصيات الكرتونية التي يحبها الأطفال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكنها توضح أن العمل اصطدم بالإغلاقات المترتبة بسبب حالة الطوارئ وفيروس كورونا، إضافة إلى عدم توفر بعض المواد الخام اللازمة للإنتاج أو ارتفاع سعرها، وصعوبة الوصول إلى الناس والترويج لها، فهي تعتمد على الأصدقاء وصفحات التواصل الاجتماعي.

بعد انتشار كورونا، بدأ كثير من الصفحات والمحال التجارية بالتحول إلى البيع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتفعيل خدمة التوصيل إلى المنازل، ما دفع بصاحبات المشاريع الصغيرة إلى انتهاج الأمر ذاته مع منتجاتهنّ، خصوصاً اليدوية، إضافة إلى أن بقاء المشروع في المنزل يعني عدم الحاجة إلى وجود أوراق رسمية وفتح سجلات ضريبية، واستئجار مكان، أو حتى التزام ساعات عمل محددة، وسهولة العمل في أي وقت.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات