Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أفضل 10 إنتاجات سينمائية شهدتها سنة 2020

مع اقتراب هذا العام العصيب من نهايته وبينما تدور شكوك حول مستقبل صناعة السينما حافظت الأفلام على جماليتها وتحفيزها للفكر مثلما كانت دائماًل عشرة عناوين بشكل تنازلي.

أن تكون من عشاق السينما في عام 2020 يعني أنك عشت وطأة أسى يتأصل ببطء. وأنك كنت شاهداً على تباهي الحكومة باستخفافها العلني بالفنون، تاركة الصناعات الفنية في ورطة وبلا دعم في خضم الوباء العالمي. ويعني أنك شعرت بالعجز بينما كانت الصالات والمجمعات السينمائية المتعددة الاستعمالات وشركات الإنتاج المستقلة على حد سواء تتأرجح على حافة الهاوية، لا حيلة لها سوى طلب الرحمة من الاستوديوهات الكبرى التي كانت شخصياً تجاهد في سبيل الحفاظ على بقائها.

لكن الأفلام في حد ذاتها، - كانت جميلة ومليئة بالتحديات ومؤثرة وملهمة كسابق عهدها. ربما غيرت أحداث هذا العام صناعة السينما إلى الأبد، لكنها ستتمكن دائماً من العثور على طريقة للازدهار. في الأسابيع الأخيرة من عام 2020، يبدو أنه من المناسب أكثر من أي وقت مضى أن نحتفي بالأفلام التي أحببنا - سواء كانت أول مشاهدة لها على الشاشة الكبيرة أو في منازلنا ونحن جالسون على أرائكنا.

وكي يكون التصنيف متماشياً مع هذه السنة غير اليسيرة، اعتمدت في اختياراتي بعض القواعد غير البسيطة: 1- كل الأفلام الواردة في القائمة صدرت في المملكة المتحدة اعتباراً من 1 يناير (كانون الثاني) فصاعداً. 2- لم تشمل القائمة النسخة المتلفزة من مسرحية هاملتون، التي ظهرت لأول مرة عبر خدمة ديزني بلس في يوليو (تموز)، إذ لا حاجة لتذكير أحد بالتأثير الثقافي الواسع للمسرح الغنائي، 3- وكي تكون هناك فرصة لتقديم مجموعة أكثر تنوعاً من المخرجين، اختير فيلم واحد فقط من سلسلة الأفلام التلفزيونية المنفصلة المتصلة "فأس صغير" للمخرج ستيف ماكوين، مع أن جميعها يستحق الاهتمام.

إليكم هنا أفضل 10 أفلام لهذا العام.

10- "ومن ثم رقصنا" And Then We Danced

فيلم "ومن ثم رقصنا" للمخرج السويدي ليفان أكين هو عمل محيّر مليء بمتع الحب الأول - كيف يخفق في الجسد والعقل. الشاب ميراب (الممثل ليفان غيلبكياني) هو طالب يتعلم الرقص في الفرقة الوطنية الجورجية، يتمتع بقسمات وجه حادة وعينين توّاقتين. لسنوات، كان يرقص مع الشريكة نفسها، ماري (الممثلة آنا جافاكيشفيلي)، إذ شكّلا ما يشبه الثنائي بحكم الواقع. لكن  سرعان ما يبدأ عالمه ذو التركيبة الحصينة بالانهيار بعد وصول راقص جديد هو إيراكلي (الممثل باشي فاليشفيلي). حركات هذا الغريب مليئة بالثقة، إنه مفتول العضلات لكنه يتنقل على قدميه برشاقة، يمتلك ملامح واسعة وترتسم الابتسامة على وجهه بسهولة، ما يجعل الرغبة تتغلب على ميراب بسرعة.

ليست المثلية الجنسية محظورة في جورجيا، لكن التيار المحافظ ما زال يحكم قبضته على البلاد. وقد توجب نشر قوات حفظ الأمن خلال العروض القليلة التي حظي بها الفيلم في جورجيا بعدما احتشد المتظاهرون المحافظون والموالون لروسيا خارج صالات السينما. فيلم المخرج أكين يجادل بأن الفرح في حد ذاته يمكن أن يكون شكلاً من أشكال التحدي الجذري. لا تدور قصة ميراب حول آلام الرغبة فحسب، بل تتعلق بالانسلال البطيء من الضغوط والتوقعات التقليدية. سرعان ما يبدأ الشاب باستكشاف هويته وميوله الجنسية من خلال الحركة: سواء كان يحتفي خارجاً في الشوارع، أو يحتفل مع آبّا، أو يغري إيراكلي بـ "عسل" روبين. بالنسبة لـ ميراب، فإن تلك الرقصات هي فعل للمطالبة.

9. "المُساعِدة" The Assistant 

في الفيلم الدرامي البسيط لكن المدمر للمخرجة "كيتي غرين"، لا يتم اطلاعنا البتة على هوية الشكل الذي يشبه الخراسانة ويعبر على الشاشة مثل سمكة قرش في الماء. كل ما لدينا تلميحات عبر السياق: مكتب مقفر في مانهاتن تنتشر على جدرانه ملصقات أفلام أنيقة وبسيطة، مكالمات هاتفية هامسة حول اختبارات الفحص ورحلات إلى لوس أنجليس، ووصول امرأة شابة، يبرز الخوف في عينيها، تقوم بالتقاط قِرط مرمي على أرضية مكتب المدير. نحن نعلم أن المعتدي المقصود يفترض أن يكون هارفي وينستين.

حقيقة أن غرين تسمح بالإشارة إلى المعتدي بـ "هو" فقط، وأن ذلك غالباً ما يكون ضمن محادثات هامسة خجولة، تتحدث عن قوة فيلمها. قد يكون "هو" وينستين، لكنه قد يكون كذلك أي رجل آخر - من بين أولئك الذين ليسوا في السجن حالياً - الذين يسيئون استخدام منصبهم لإيذاء الآخرين واستغلالهم. خلال التحضير للفيلم، أجرت المخرجة مقابلات مع حوالى 100 مساعدة سابقة وحالية، يعملن في صناعات مختلفة، وجمعت النتائج في شخصية واحدة هي جين (الممثلة جوليا غارنر). من خلال اتّباع معاناتها اليومية، يرصد فيلم "المساعدة" الشعور الدقيق والمثير للغثيان للتواطؤ والضعف في آن معاً - مرتسماً على وجه الممثلة غارنر بشكل غاية في الجمال.

8. "فيتالينا فاريلا" Vitalina Varela

عوالم المخرج البرتغالي "بيدرو كوستا" الباردة غير المبالية أشبه بهلوسة جماعية. إنه يجعل شخصياته - المستوحاة غالباً من الفئات المُستَلَبة في لشبونة - حبيسة العتمة واليأس. خلال العقدين الماضيين، حوّل المخرج نفسه أيضاً إلى تركيبة حاذقة لراوي القصص وصانع الوثائقيات. يأخذ فيلم "فيتالينا فاريلا" عنوانه من بطلته. كما أنه مستمد من قصة حياتها. في الثمانينيات، غادر زوج فاريلا منزلهما الكائن في الرأس الأخضر وهرب إلى البرتغال، واعداً بأنها ستنضم إليه يوماً ما. ونراها في فيلم كوستا تظهر بعد جنازته بثلاثة أيام.

لقد تُركت لتهيم في لشبونة، مواجهة عذابها الجديد وشعوراً نهائياً بالعزلة يستنفد طاقتها. رحل زوجها، ولم يترك سوى القليل من الآثار على وجوده. كما أن وطأة الظلامية لا تخف أبداً. تبدو المنازل المحيطة بها خانقة مثل عظام مدببة، صلبة مصطنعة مثل خلفيات مسرحية. تصويرات كوستا قوية للغاية، وتسيطر عاطفياً على المُشاهد، لدرجة أن التخلص منها يكاد يكون مستحيلاً، حتى بعد انتهاء الفيلم وعودة الضوء إلى العالم أخيراً.

 

7. "جواهر غير مصقولة" Uncut Gems

بالنسبة إلى آدم ساندلر، فإن فيلمَي "حب عنيف أرعن" Punch Drunk Love  البارع و"بيكسلز" Pixels غير المتقن، يمثلان تقريباً وجهين لعملة واحدة. دائماً ما تكون شخصياته مزيجاً ذكياً من الغرور المر، والسذاجة الطفولية، والغضب العاجز، ما يجعله سيد الرجولة المكدرة الذي لا يحظى بما يستحق من تقدير. في فيلم "جواهر غير مصقولة" للمخرجين سافدي بروذرز، يقدم ساندلر أفضل أداء خلال مسيرته المهنية في شخصية "هاورد رانتر"، صانع مجوهرات مدمن على القمار في حي الصاغة في نيويورك. يتلاعب الممثل بتعاطف جمهوره واشمئزازه وشفقته مثلما تلهو قطة بطعامها.

الكوميديا ​​المريرة في فيلم "جواهر غير مصقولة" تكمن في مدى السهولة التي يمكن بها تحطيم هاورد. إنه فيلم فوضوي حدَّ التعذيب تقريباً، على الرغم من التنسيق الدقيق لكل حركة متوترة للكاميرا وكل جملة في الحوار المتداخل. يتعرض البطل للإذلال مراراً وتكراراً - يتهجم عليه مساعده (الممثل ليكيث ستانفيلد) علناً وتتم تعريته في الخفاء من قبل زوجته المجافية (الممثلة إيدينا مينزل). حتى أكثر الأشخاص ولاء له - عشيقته المهتمة ذات الوجه الشبيه بدُمية (الممثلة جوليا فوكس، في ظهور أول مدهش) - تصرخ به في نهاية المطاف أمام أحد النوادي عند الساعة الثالثة فجراً.  قد يكون هاورد مثيراً للشفقة، لكن ساندلر والأخوين سادفي يجدون طريقة لإطالة المأساة الناجمة عن انتقام القدر.

6. "أفكر في إنهاء الأمور" I’m Thinking of Ending Things

خلال السنوات الماضية أصاب الجمود الكاتب والمخرج تشارلي كوفمان، الذي كان في يوم من الأيام على مستوى من المثالية منح معجبيه في فيلم "إشراقة أبدية لعقل نظيف" Eternal Sunshine of the Spotless Mind فرصة ثانية. يمكن القول إن "أفكر في إنهاء الأمور" هو أكثر أفلامه كآبة - بالإضافة إلى أنه أحد أفضلها. في حديث مع نفسها، نسمع امرأة شابة، لا نعرف اسمها طوال الفيلم، (الممثلة جيسي باكلي) تقول: "أفكر في إنهاء الأمور". إنها تلوك الكلمات وتكررها إلى ما لا نهاية على أمل أن تكتسب فجأة الأهمية التي كانت تبحث عنها.

إنها ليست متأكدة تماماً ما الأمر الذي تريد إنهاءه. هل هو حياتها؟ أم علاقتها بـ جيك (الممثل جيسي بليمونز)؟ إنهما ذاهبان في أول رحلة مهمة لهما معاً - في زيارة لوالديه اللذين يعيشان في مزرعتهما. لكن التفاصيل تبدأ في التغير من دون سابق إنذار: الملابس والوظائف والهوايات. يشيخ والدا جيك (الممثلة توني كوليت والممثل ديفيد ثيوليس) بسرعة بين المَشاهد، كما لو أننا كنا نتابع تحلل الجثث أمام أعيننا. أخذ كوفمان الرواية الأولى للكاتب إيان ريد الصادرة عام 2016 وتحمل العنوان نفسه، واستبدل نهايتها المتحايلة بمزاج وحيد - مزاج لا يتعلق كثيراً بالتفكير الانتحاري أو الانفصال مثل الثقب الأسود للعواطف التي تميل هذه الأحداث إلى خلقها. فجأة، ينتابكم شعور بأن "أفكر في إنهاء الأمور" هو أكثر فيلم مخيف في السنة.

5. "لافرز روك" Lovers Rock

"مانغروف" Mangrove، الحلقة الأولى من سلسلة الأفلام التلفزيونية "فأس صغير" Small Ax للمخرج ستيف ماكوين، ربما تخلد الأثر السياسي القوي للفعل المباشر، لكن الحلقة الثانية التي تحمل عنوان "لافرز روك" (وهو نمط من أنماط موسيقى الروك) تجادل بأن السعي وراء الحرية الشخصية يمكن أن يكون بالدرجة نفسها من الثورية. الفيلم الذي تدور أحداثه في غرب لندن في أوائل ثمانينيات القرن المنصرم، يشهد تجوال كاميرا المخرج ستيف ماكوين في "حفلة لموسيقى البلوز" - حيث نرى البريطانيين السود الذين لا يلقون ترحيباً عادة في أماكن الموسيقى التي يمتلكها البيض، يعملون على إقامة مرافق موسيقية مؤقتة في منازلهم ويقدمون طعاماً جيداً وألحاناً بطيئة من نمط "سلو جام" المثيرة للنشوة.

تجد مارثا (الممثلة أمارة-جيه سانت أوبين، في ظهور أول قوي) نفسها منجذبة إلى فرانكلين الشهم والساحر (الممثل مايكل وارد). يسمح المخرج ماكوين للفيلم بالاستمتاع بالمغازلات التي يتبادلها العاشقان، بينما يبقي الجمهور مدركاً بالكامل كيفية تعامل الرجال والنساء مع الأماكن العامة والمساحات الخاصة.

تتغير ديناميكيات القوة مع تحرك الشخصيات بين غرف النوم، إلى أعلى وأسفل السلالم، في الحديقة، وعودتها إلى غرفة المعيشة التي تحوّلت الآن إلى قاعة رقص مرتجلة. وهنا يقدم ماكوين أكثر مشهد مميز في السنة، الذي يظهر افتتان حشد من الراقصين بأغنية "سيلي غيمز" Silly Games الصادرة عام 1979 للمغنية جانيت كاي. في البداية، تتسلّل الكاميرا بين أوراك الراقصين، حيث يسيطر التوتر الجنسي على المكان. ثم يصل الشريط إلى نهايته لكن الأغنية تتواصل، مثلما تتابع جوقة من الأصوات المبتهجة صراخها في سبيل الحرية المطلقة.

4. "صورة امرأة تحترق"  Portrait of a Lady on Fire

في "صورة امرأة تحترق" تقاوم المخرجة سيلين شامّا إظهار وجه هيلويز (الممثلة أديل هينل) لأطول فترة ممكنة. إنها ابنة كونتيسة (الممثلة فاليريا غولينو) في بريطانيا في القرن الثامن عشر، وقد أعيدت إلى منزلها من الرهبانية، بهدف اصطياد زوج ثري. نتعرف على هيلويز أولاً من خلال عينيّ ماريان (الممثلة نعومي ميرلانت)، وهي رسامة تمت دعوتها إلى تخليد جمال الفتاة في بورتريه. تشكل السيدتان نقيضاً مثالياً: نظرة هيلويز ثاقبة، إنها تزم شفتيها في تجهم دائم، في المقابل، تتمتع ماريان بعينين داكنتين وواسعتين وجائعتين.

من نظرة واحدة، يمكننا أن نعرف أن هاتين المرأتين ستغرمان ببعضهما بعضاً، حتى إن لم تعرفا شخصياً ذلك بعد. يهتم فيلم المخرجة شامّا الرومانسي الرائع بالكامل تقريباً بالقوة غير المرئية للنظرات. من خلال مشاهد تأملية هادئة، تمت دعوتنا إلى تفحص هاتين المرأتين مثلما تتدارسان بعضهما بعضاً. لكن فيلم "صورة امرأة تحترق" لا يتعلق فقط بالنظرات المتبادلة بين سيدين عاشقتين، ولكن المتبادلة بين امرأتين إحداهما في موقع الفنانة والثانية في موقع موضوع اللوحة. وكما تشير هيلويز، بينما  تقوم ماريان برسمها، أين يفترض بها أن تثبت نظرها سوى على ماريان؟

3. شيرلي Shirley

قد يكون فيلم المخرجة جوزفين ديكر مستوحى من حياة شيرلي جاكسن، الكاتبة القوطية العظيمة، لكنه ليس مبنياً عليها. هذا التصوير ليس لحياتها، بل لعبقريتها. تتمتع صانعة الفيلم بحرية أن تتخيل، مهما كان خيالها رومانسياً، أي عقل يمكن أن يكتب مقاطع عن السوداوية والوحدة في روايتَي "اليانصيب" الصادرة عام 1984 و "مطاردة هيل هاوس" الصادرة عام 1959. تتم دعوة شخصية روز الخيالية (الممثلة أوديسا يونغ) وزوجها الخيالي فريد (الممثل لوغان ليرمان) لقضاء بضعة أيام في منزل يكسوه نبات اللبلاب يعود لـ شيرلي (الممثلة إليزابيث موس) وزوجها ستانلي (الممثل مايكل ستالبارغ). وتقترب المرأتان من بعضهما بعضاً بشكل تدريجي.

إنه فيلم ذو طابع جنسي وروحي. تبدأ هويات المرأتين في التشابك والاندماج ببعضها بعضاً. شيرلي امرأة حسية ومخادعة، ساحرة بكل ما للكلمة من معنى. تلتف الكاميرا في حركاتها مثلما تلتف المغنية ستيفي نيكس في أوشحتها الشهيرة، ثم تتعثر وهي تتجه نحو الشخصيات بهدف رصد وجوهها بدقة. إليزابيث موس التي قدمت أداء ممتازاً كعادتها، تكسب وجهها سحنة المفترسة القاسية. يبدو صوتها خشناً وحميمياً في آن معاً، وكأنها تدعوك إلى معرفة سر رهيب. عندما تعترف روز بأن كتابات شيرلي تجعلها تحسّ بـ "رعب مثير"، يمكنكم الشعور بأن نوعاً من اليقظة يلوح في الأفق.

 

2. "الأرنب جوجو" Jojo Rabbit

لا يقوم أحد بصناعة فيلم كوميدي عن طفل نازي يبلغ من العمر 10 سنوات وصديقه المتخيل، أدولف هتلر، اللذين يعيشان في وهم أنهما ماضيان في رحلة سهلة. مع ذلك، فإن فيلم المخرج النيوزلندي "تيكا ويتيتي"، الذي نال أوسكار أفضل سيناريو مقتبس، قادر على أن يكون رقيقاً وجريئاً وفطيناً. صُمّم الفيلم بدقة بحيث يحافظ على مساره ثابتاً وتطلعاته تحت السيطرة. ينشر الحس الفكاهي الأبله والحر الذي يتميز به الكاتب والمخرج هنا كشكل من أشكال الإنسانية - ليس بهدف جعل الشخصيات تحصل على تعاطف أكبر من الجمهور، لكن لتوضيح مدى سهولة قيام الفاشية بالتغذي على العيوب البشرية العادية.

تدور أحداث الفيلم في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، وتروي قصة يوهانيس بيتزلر "الأرنب جوجو" (الطفل رومان غريفين ديفيس) ، فتى أرعن مستميت في سبيل تقبل الآخرين له، يخلق شخصية فوهرر مُتخيلة (المخرج وايتيتي) ليلقي عليه خطابات حماسية يومية. في هذه الأثناء، تقوم والدة جوجو، روزي (الممثلة سكارليت جوهانسون)، المعادية سراً للنازية والشابة إلسا (الممثلة توماسين ماكنزي)، وهي مراهقة يهودية ساعدت روزي في تأمين مخبأ لها، بتبادل رؤيتهما بشكل متردد لحياة أفضل، وتهمسان لبعضهما بعضاً أثناء محادثاتهما الليلية. الأمل الذي يقدمه فيلم وايتيتي هو من النوع الهش، لكنه ثمين - ويتمثل في أن هذا الحب قد يكون كافياً لشق طريق نحو المستقبل.

1. "طفيلي" Parasite

في فبراير (شباط)، عندما فاز "طفيلي" بأوسكار أفضل فيلم - وهو أول عمل سينمائي غير ناطق بالإنجليزية يحظى بهذه الجائزة - بدا أن أي شيء ممكن الحدوث في سنة 2020. قد يكون مثل ذلك التفاؤل أدى إلى نتائج عكسية بشكل مخيف، لكن تبقى البهجة التي يثيرها الفيلم الناقد بحدة والمثير للمخرج "بونغ جون هو". يشعر هذا الأخير، الذي تتسم أعماله بالمرح بقدر صدقها وحيوتها، بسعادة غامرة في جعل المشاهدين يحسّون بأنهم من أهل الدار، ثم يسحب البساط من تحتهم.

عائلة "بارك" التي تشمل الأب "دونغ إيك" (الممثل لي سَن كيون) وزوجته الجذابة  "يون غيو" (الممثلة تشو يو جونغ)، تتحصن في منزلها الأنيق ببساطته ذات الجدران الزجاجية. تحاول عائلة "كيم" أن تنسلّ إلى هذا العالم المجوف البراق بعد تعيين الابن "كي وو" (الممثل تشوي وو شيك) مدرساً للغة الإنجليزية للابنة الكبيرة لعائلة "بارك". يخطط الشاب الفقير على الفور لتوظيف بقية أسرته - والده "كي تيك" (الممثل المخضرم سونغ كانغ هو) ووالدته "تشانغ سوك" (الممثلة تشانغ هاي جين)، بالإضافة إلى شقيقته "كي جانغ" (الممثلة بارك سو دام). من الممتع مشاهدة تكشف مخططاتهم، التي رسمت بتعقيد يساوي درجة لا معقوليتها. لكن الفيلم، الذي يعد معالجة "بونغ" الأكثر جرأة حتى الآن للرأسمالية ينطوي على بعض المفاجآت السيئة - فالجميع هم شخصية الـ "طفيلي"، وكلهم يخطط للتخلص من الآخر إلى أن تخور قواهم.

© The Independent

المزيد من سينما