Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الذهب يخيب آمال المستثمرين ومضاربات وراء ارتفاع "بتكوين"

قفزت بنسبة 217 في المئة والمكاسب الإجمالية تتجاوز 463 مليار دولار في 2020

عملة بتكوين الرقمية تحقق مكاسب جنونية خلال 2020   (رويترز)

تمكنت العملات الرقمية المشفرة بقيادة "بتكوين" من خطف أنظار المستثمرين حول العالم بالمكاسب الجنونية التي حققتها خلال الفترة الماضية، ما دفع إلى تصدر العملات الرقمية المشفرة قائمة البحث على شبكة الإنترنت.

ومثلما كان عام 2017 "استثنائياً" للعملات الرقمية التي حققت مكاسب صاروخية فيه، فإن 2020 وعلى الرغم من المخاطر الكارثية التي خلفتها جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي ومعدلات النمو في كل الدول التي تحولت إلى انكماش عنيف في بعضها، شهد مستويات جديدة وقياسية للعملات الرقمية.

أرجع محللون هذه المكاسب إلى مضاربات في هذه السوق، بينما رأى آخرون أن المكاسب الهزيلة لأسواق الأصول والملاذات الآمنة بقيادة الذهب، إضافة إلى خسائر أسواقه، وتذبذب سوق العملات، دفعت المستثمرين بشدة إلى دخول سوق العملات الرقمية المشفرة في بداية العام، ومع الوقت بدأت عمليات المضاربة لتسجل بقيادة "بتكوين" أكبر مستويات سعرية منذ ظهورها.

محاولات لتقنين الأوضاع وليس منعها

يرى محمود شكري، المدير التنفيذي لمجموعة إيه إم سي للاستثمار، أن يوماً واحداً بعد تجاوز عملة الـ"بتكوين" مستويات الـ20 ألف دولار وهي قمته التاريخية في أواخر 2017، كانت كفيلة بأن تفتح لها الطريق لتكرر الأمر خلال 2020 وتتخطى مستويات 23 ألف دولار لتحقق ارتفاعاً بأكثر من 10 في المئة في يوم واحد ومكاسب بأكثر من 200 في المئة منذ بداية العام الأسوأ اقتصادياً على معظم الدول بسبب تداعيات فيروس كورونا ومخاطره التي دفعت العملة المشفرة إلى هذا الارتفاع الجنوني.

هذه المكاسب الصاروخية دفعت كبار المستثمرين والمغامرين إلى الدخول في السوق الرقمية، ما جعل العالم يتقبل هذه العملات لتصبح أحد مصادر الادخار والتحوط في ظل عدم قدرة الحكومات والبنوك المركزية على السيطرة على مكاسبها.

هذا الانتشار الواسع للرقمية دفع السلطات إلى محاولة تقنين أوضاعها بدلاً من منعها، لكن تذبذب أسواق المال وضبابية المشهد في سوق الذهب ومخاوف انتشار الموجة الثانية من فيروس كورونا إضافة إلى العقبات المتعلقة بتوصيل اللقاح، بخلاف ما يتردد حول حزم التحفيز، ستدفع المستثمرين إلى البحث عن وعاء استثماري يحقق مكسباً مرتفعاً وإن أحيط بالمخاطرة.

على الرغم من ذلك، حتى وإن حققت سوق العملات الرقمية مكاسب كبيرة لا يمكن الاعتداد بها كأحد الملاذات الآمنة مثل الذهب، الذي له أصول وقبول واسع في أنحاء العالم بخلاف المشفرة التي وإن سهل نقلها من دولة إلى أخرى بعكس الذهب، إلا أنها لا تتمتع بالقبول الدولي بحجم الأخير، وإن كان قبول الأولى يزيد بوتيرة سريعة خلال الفترات الأخيرة.

الذهب فشل في تحقيق آمال المستثمرين

أشار شكري إلى أن انخفاض الذهب من مستويات 2100 دولار إلى دون 1850، وفشله في تحقيق آمال المستثمرين للتحوط كأفضل ملاذ آمن في ظل مخاطر كورونا وتداعياته، دعما المكاسب الصاروخية التي حققتها الرقمية بقيادة "بتكوين".

في الوقت ذاته، وعلى الرغم من الارتفاع الجنوني لهذه العملات، يبقى التباين حول مواقف البنوك المركزية حول العالم في التعامل مع هذه الارتفاعات، بخاصة في البنوك المركزية الأوروبية والاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنوك المركزية في الصين واليابان، بين مؤيد ومعارض ومتحفظ، ووسط هذه الحالة الضبابية تجري بعض البنوك المركزية بحوثاً مكثفة حول كيفية التعامل مع ارتفاعاتها خصوصاً مع شدة الطلب المتزايد ومحدودية المعروض القابلة للتنفيذ. بينما يرى المركزي الألماني أنها وسيلة مضاربة ليس أكثر، في حين أن لها قبولاً واسعاً في السوق الصينية وأقرّ البنك المركزي الصيني بإحكام السيطرة على التعاملات عليها ومراقبتها، أما الدول العربية فتبقى في حالة مراقب للوضع العالمي لها، حيث الارتفاع القوي وآليات التنظيم وكيفية إخضاعها للرقابة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح، أن المغامرين من المستثمرين هم المستفيدون من الارتفاعات الجنونية لهذه العملات، خصوصاً أنه لا يتمكن من الاستثمار في هذه السوق إلا أصحاب الملاءات المالية القوية، الذين لديهم القدرة على تقبل تقلبات هذه السوق وتأثرها بالأحداث العالمية، مع إمكان تعويض أي خسائر بما لديهم من سيولة متاحة. لكن هذا لا ينفي أن تظل عملة "بتكوين" هي مستقبل التعاملات في وقت قريب ما لم تُقنّن أوضاعها بالشكل الأمثل، حيث سهولة الاستخدام واتجاه العالم كله إلى تكنولوجيا الدفع وتوافقها مع الكثير من مواقع الدفع الإلكتروني والشراء عبر شبكة الإنترنت.

مكاسب تجاوزت 463.9 مليار دولار

البيانات والأرقام التي أعدتها "اندبندنت عربية"، تشير إلى أن العملات الرقمية حققت مكاسب بلغت قيمتها الإجمالية نحو 463.9 مليار دولار مسجلة ارتفاعاً بـ 244.8 في المئة، بعدما ارتفعت قيمتها السوقية من مستوى 189.5 مليار دولار في نهاية العام الماضي إلى نحو 653.4 مليار في تعاملات صباح اليوم. واستحوذت أكبر 5 عملات رقمية على مكاسب بلغت نحو 392 ملياراً لتحصد ما نسبته 84.5 في المئة من إجمالي أرباحها في 2020.

وقفزت عملة "بتكوين" 217.7 في المئة رابحة نحو 16163 دولاراً بعدما ارتفع سعرها من 7422 دولاراً في بداية 2020 إلى نحو 23585 في تعاملات صباح اليوم. وصعدت قيمتها السوقية الإجمالية بنسبة 218.7 في المئة رابحة نحو 294.2 مليار دولار بعدما ارتفعت من 134.5 مليار في بداية العام إلى نحو 428.7 مليار في تعاملات صباح اليوم. وبذلك تستحوذ "بتكوين" نحو 63.4 في المئة من إجمالي مكاسب الرقمية بحصة سوقية تبلغ نحو 65.7 في المئة.

وسجلت عملة "إيثريوم" مكاسب بلغت 394.7 في المئة رابحة نحو 529 دولاراً بعد ارتفاع سعرها من مستوى 134 بداية العام إلى نحو 663 في تعاملات صباح اليوم. وحصدت مكاسب سوقية إجمالية بلغت قيمتها 59.1 مليار دولار بنسبة ارتفاع 404.8 في المئة بعدما صعدت من 14.8 مليار في بداية العام إلى نحو 73.7 مليار في تعاملات صباح اليوم.

أما عملة "إكس ريبل" فقد قفزت إلى 190 في المئة رابحة نحو 0.374 دولار مرتفعة من مستوى 0.197 في بداية العام إلى نحو 0.571 في الوقت الحالي. وحققت مكاسب سوقية إجمالية بـ 215.3 في المئة رابحة نحو 18.3 مليار دولار بعد صعودها من 8.5 مليار إلى 26.8 مليار.

وفيما استقرت عملة "تيزر" عند مستوى 0.998 دولار، حققت مكاسب قيمتها الإجمالية 15.9 مليار دولار مرتفعة 387.9 في المئة بعدما كانت عند مستوى 4.1 مليار إلى نحو 20 ملياراً.

وكسبت عملة "ليتكوين" ما قيمته 134.8 في المئة رابحة نحو 58 دولاراً عقب ارتفاع سعرها من 43 في بداية العام إلى نحو 101 في تعاملات صباح اليوم، مع  مكاسب سوقية قيمتها الإجمالية نحو 4.5 مليار دولار بنسبة ارتفاع بلغت نحو 166.6 في المئة صاعدة من مستوى 2.7 مليار إلى نحو 7.2 مليار.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد