Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من المستفيد من صفقة شراء "أسترازينيكا" لـ "ألكسيون"؟

أكبر عملية استحواذ في قطاع الصناعات الدوائية هذا العام بنحو 39 مليار دولار

أسترازينيكا تعرّضت قبل سنوات لمحاولة استحواذ عدائية من شركة فايزر الأميركية (أ ف ب/غيتي)

قبل عطلات أعياد الميلاد ورأس السنة، تلقت الأسواق خبر أكبر صفقة اندماج في قطاع الصناعات الدوائية هذا العام بإعلان الموافقة على عرض شركة "أسترازينيكا"، الإنجليزية-السويدية، لشراء شركة أدوية الأمراض النادرة الأميركية "ألكسيون" مقابل 39 مليار دولار. وتعدّ تلك أكبر صفقة استحواذ في هذا القطاع منذ يونيو (حزيران) العام الماضي حين اشترت شركة آبفي منافستها أليرغان في عملية بقيمة 63 مليار دولار. لكن صفقة "أسترازينيكا" ألكسيون تظل الأكبر في السوق الأميركية هذا العام.

ومن مفارقات الصفقة أن "أسترازينيكا" تعرّضت قبل أكثر من ست سنوات لمحاولة استحواذ عدائية من شركة "فايزر" الأميركية في صفقة قدرت وقتها بنحو 92 مليار دولار (69 مليار جنيه استرليني). لكن "أسترازينيكا" رفضت وتعهدت لمستثمريها بزيادة عائداتها إلى 40 مليار دولار بحلول 2023.

صفقات كبرى

وتلقت الأسواق الخبر بردود فعل متباينة، لكن في النهاية تراجعت أسهم "أسترازينيكا" في تعاملات الإثنين بنحو 7 في المئة. ومن الطبيعي في صفقات الاستحواذ الكبيرة أن يبيع المستثمرون أسهم الشركة المشترية ويشترون أسهم الشركة المشتراة. لكن مع "أسترازينيكا"، ومع ما حققته من إنجاز في مجال التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا (كوفيد-19) في مراحله النهائية، إلا أن المخاطر المتعلقة بالصفقة تثير بعض القلق.

صحيح أن ألكسيون تكمل عمل "أسترازينيكا" بتخصصها في أدوية الأمراض النادرة، وكذلك سيؤدي شراء الشركة إلى تحسين الأبحاث والتطوير في المجموعة لابتكار علاجات جديدة وزيادة نصيبها من سوق الأدوية العالمي، لكن التباين في عمل الشركتين قد يؤدي إلى بعض العثرات في البداية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فالأدوية التي تنتجها "ألكسيون" قليلة، وتوزيعها محدود لكن أسعارها غالية جداً. في المقابل تنتج "أسترازينيكا" أدوية أمراض شائعة، وتعتمد على البيع بأسعار منخفضة نسبياً لتوسيع قاعدة التسويق بخاصة في الدول الصاعدة والنامية. على سبيل المثال، يتوقع أن يكون سعر لقاح فيروس كورونا من أسترازينكا بما بين 3 و 4 دولارات. وبينما جاءت نسبة 34 في المئة من مبيعات "أسترازينيكا" في النصف الأول من هذا العام من الدول النامية والاقتصادات الصاعدة، تتركز مبيعات "ألكسيون" في الدول المتقدمة وتحديداً للشريحة القادرة على دفع أسعار عالية لأدوية الأمراض النادرة.

ولتأمين تمويل الصفقة، اضطرت "أسترازينيكا" للحصول على قرض بنحو17.5 مليار دولار (12.9 مليار جنيه استرليني). لكن قد يفيدها أن ديون "ألكسيون" لا تصل إلى 1 مليار دولار. ويتوقع أن تصل عائدات "ألكسيون" هذا العام إلى 5.9 مليار دولار، مقابل 5 مليارات العام الماضي 2019 حين كان صافي الدخل للشركة عند 2.4 مليار. وهذا ما قد يساعد "أسترازينيكا" على تحقيق العائدات المستهدفة لها في غضون السنوات الثلاث المقبلة.

مكاسب الاستحواذ

تظل شركة "ألكسيون" المستفيدة من الصفقة حتى الآن، ليس فقط لاعتبارات حركة السوق التقليدية مع أي صفقة استحواذ بهذا الحجم والتي ترفع أسهم الشركة المستحوذ عليها، وإنما لما يعود على حمَلة أسهمها الذين سيتلقون نحو ثلث نصيبهم من عملية البيع نقداً والثلثين أسهماً في الشركة الناجمة عن الاندماج.

وإذا كانت "أسترازينيكا" تستهدف الاستفادة من شراء "ألكسيون" على المدى الطويل، وأيضاً من صافي العائد النقدي من منتجاتها سنوياً، إلا أن عملية الاستحواذ على المدى القصير قد تنال من المكاسب التي حققتها "أسترازينيكا" من ابتكارها هذا العام، بخاصة لقاح فيروس كورونا.

ومع توقع استمرار نشاط قطاع الصناعات الدوائية في العام المقبل على الأقل حتى يتم احتواء وباء فيروس كورونا، يمكن أن يشهد عمليات استحواذ واندماج أخرى في القطاع. والأرجح أن تتركز على الشركات التي تطور التكنولوجيا الحيوية والكثيفة الأبحاث والتطوير.

المزيد من اقتصاد