تضاعفت القيمة السوقية لشركة تأجير أماكن الإقامة في السفر، ومشاركة المساكن عبر الإنترنت (إير بي إن بي) مع الطرح الأولي للسهم على مؤشر ناسداك لأسهم شركات التكنولوجيا في بورصة وول ستريت بنيويورك الخميس. وبمجرد طرح أسهم الشركة تضاعف سعر السهم 120 في المئة عن السعر التقديري، الذي حددته للطرح الأولي، ليُنهي تعاملات اليوم عند 146 دولاراً للسهم، مقابل تقديرات عند 68 دولاراً.
وهكذا زادت القيمة السوقية للشركة على 100 مليار دولار، على الرغم من معاناتها مشكلات مالية واضطرارها قبل فترة لتأمين قرض طارئ، لمواجهة تبعات أزمة كورونا، التي كان قطاع السفر والعطلات أكثر المتضررين منها.
وبهذا تصبح القيمة السوقية لشركة "إير بي إن بي" أعلى من أكبر سلسلة فنادق في العالم، ماريوت، التي تصل إلى 43 مليار دولار، بينما تبلغ قيمة شركة فنادق هيلتون 29 ملياراً، ومجموعة إنتركونتنينتال 12 ملياراً.
تأسست الشركة عام 2008 موقعاً لتأجير الشقق والبيوت، كلها أو غرف فيها، فترات قصيرة للزوار والسياح، مع تحصيل نسبة بسيطة كأتعاب للموقع من كل من أصحاب العقارات ومن المستأجرين. وحين اضطرت للحصول على قرض ميسر في وقت سابق من العام نتيجة أزمة كورونا وتوقف السفر تقريباً واضطرارها لتسريح عاملين فيها، لم تزد تقديرات قيمتها على 18 مليار دولار.
وحققت الشركة أرباحاً في الربع الثالث من العام مع عودة السفر، على إثر تخفيف قيود الإغلاق التي فرضت للحد من انتشار كورونا. ولم يسبق للشركة على مدى عمرها الذي يزيد قليلاً على عقد من الزمن أن حققت أرباحاً سنوية، وبلغت عائداتها في العام الماضي 4.8 مليار دولار، وفي الأشهر التسعة من عام 2020، 2.6 مليار دولار.
فقاعة إنترنت
وقبل يوم من الطرح الأولي لأسهم "إير بي إن بي" كانت شركة أخرى حديث السوق في نيويورك، مع تضاعف قيمة أسهمها على مؤشر ناسداك أيضاً. فعلى مدى تداول أول يوم لسهمها الأربعاء، تضاعفت القيمة السوقية لشركة دور داش لتطبيق توصيل الطعام إلى أكثر من 70 مليار دولار، بينما كان تسعير أسهمها قبل طرحها عند 38 ملياراً.
ومع قرب نهاية العام، يكاد مؤشر ناسداك لأسهم شركات التكنولوجيا في "وول ستريت" يغلي ارتفاعاً بشكل هائل. فبينما لا يزيد متوسط الارتفاع السنوي في مؤشر إس آند بي على 13 إلى 15 في المئة تقريباً ومؤشر داو جونز للشركات الصناعية على نحو 5 في المئة، نجد ناسداك ارتفع في المتوسط هذا العام بما يفوق 40 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشهد المؤشر غلياناً في أسعار أسهم شركات عدة، منها "زووم" تطبيق الاتصال بالفيديو، الذي كان الطرح الأولي لأسهمه العام الماضي. وشهدت أسهمه إقبالاً هائلاً على الشراء، ما رفع القيمة السوقية للشركة إلى نحو 160 مليار دولار. وهناك مجموعة سنوفليك، وهي شركة لتحليل المعلومات مقرها سان فرانسيسكو، وصلت قيمتها السوقية الأسبوع الماضي إلى أكثر من 120 ملياراً بعد الطرح الأولي لأسهمها، الذي يعد بهذا الشكل الأكبر في 2020.
انهيار الدوت كوم
وهكذا في خلال يومين، ألقى المستثمرون ما يزيد على 170 مليار دولار على أسهم شركتين تطرح أسهمهما للمرة الأولى في السوق. وهذا ما جعل عدداً من المحللين والمعلقين يقارنون الوضع بما حدث عام 2000 مع المغالاة الشديدة في أسعار أسهم شركات الإنترنت، حتى انتفخت فقاعة هائلة انفجرت بعد ذلك لتهوي بالسوق في ما عرف مطلع القرن بوصف "انهيار الدوت كوم".
لكن، معلقين آخرين يرون أن الإقبال المبالغ فيه على أسهم شركات التطبيقات وبزنس الأونلاين، له علاقة بما حدث خلال العام من تغيرات بسبب كورونا، وزيادة الطلب على خدمات ومنتجات التكنولوجيا والإنترنت، الذي يمكن أن يستمر فترة. كما أن اقتراب نهاية العام يجعل المستثمرين في الأسهم "لا يفوتون فرصة" لوضع أموالهم في أسهم شركات، يتوقع أن تواصل الأداء الجيد في العام التالي.
ومما عزز من حجة أنها ليست فقاعة إنترنت جديدة، أن هناك عوامل عدة تدفع المستثمرين للإقبال على أسهم شركات التكنولوجيا في وقت يعاني باقي القطاعات الاقتصادية ركوداً أو تباطؤاً بسبب الوباء، وكذلك توافر "الأموال الرخيصة" نتيجة انخفاض أسعار الفائدة لمستويات قياسية قرب الصفر أو بالسالب ومن الكميات الهائلة من الأموال التي تضخها الحكومات والبنوك المركزية في الاقتصاد، كحزم تحفيز لإنعاش النمو في مواجهة تبعات أزمة الوباء.