فارق الكاتب المصري نبيل فاروق الحياة متأثراً بأزمة قلبية عن عمر 64 عاماً، بحسب ما أعلنت ابنته عبر حسابها على "فيسبوك". وتوفي الكاتب الشهير بعدما عانى أمراضاً عدة، ألزمته كرسياً متحركاً في كثير من الأحيان.
وغادر فاروق الحياة في وقت نصف أحلامه ما زال معلقاً، وأبرزها أمنيته بتحويل سلسلته الأشهر "رجل المستحيل" إلى عمل درامي على الشاشة، وهي مفارقة جمعته بالروائي المصري الراحل أحمد خالد توفيق، الذي لم ترَ سلسلته "ما وراء الطبيعة" النور درامياً إلا بعد رحيله بعامين، إذ عرضت على "نتفليكس" أخيراً.
المشاهير ينعون
وحرصت أسرة الراحل على أن تنشر نبأ وفاته تفصيلياً منعاً للبس، خصوصاً مع تزايد أعداد الوفيات الناتجة من مضاعفات الإصابة بوباء كورونا في مصر، فضلاً عن أحاديث أشارت إلى أن فاروق عانى منذ أيام نوبة برد قوية، ما جعلهم يعتقدون أن يكون الكاتب أصيب بالفيروس.
لكن ابنته ريهام حسمت الجدل في شأن أمر الوفاة، وكتبت عبر حسابها على "فيسبوك"، "توفي إلى رحمة الله تعالى والدي حبيبي الدكتور نبيل فاروق رمضان على إثر أزمة قلبية". وطلبت من محبيه الدعاء له بالرحمة، كما أعلنت أن مراسم الجنازة ستقام الخميس، 10 ديسمبر (كانون الأول) بعد صلاة الظهر بمسجد طلعت مصطفى في مدينة الرحاب، وأن جثمانه سيوارى الثرى في مدافن العائلة بالروبيكي على طريق الإسماعيلية.
من جانبها، نعت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم الكاتب الراحل في بيان رسمي، مؤكدة أن أعماله شكّلت وعي أجيال عدة من أبناء الوطن، وقالت إن "الراحل يمثل علامة بارزة في الكتابة الروائية البوليسية التي تربت عليها أجيال من أبناء مصر، وأسهمت في تشكيل وعيهم وفكرهم"، وتوجهت بالعزاء إلى أسرته وأصدقائه ومحبيه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما نعى عدد كبير من مشاهير الفن الكاتب الراحل عبر حساباتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، بينهم الفنان أحمد السعدني الذي كتب، "الرجل بالنسبة إليّ يشكل جزءاً كبيراً جداً من طفولتي ومراهقتي، وهو من حببني في القراءة". وكذلك عبّر المطرب محمد محسن عن حزنه قائلاً، "صفحة أخرى تُطوى من صفحات ذكريات طفولتنا البعيدة. وداعاً نبيل فاروق. وداعاً رجل المستحيل".
وتأثر برحيل الكاتب الفنان صلاح عبد الله الذي شارك نبيل فاروق تجربة سينمائية من كتابته، وهي فيلم "الرهينة" الذي حقق نجاحاً ملحوظاً حين عرض العام 2006، وودّعه قائلاً إنه "ترك الطب ليصبح رجل المستحيل، إبداعاته شكّلت وعي جيل بأكمله وحببته في القراءة"، وتابع، "لو تعرفون كم كان طيباً ومتواضعاً ومحباً للجميع ومحبوباً فلن تكفوا عن الدعاء له".
آمال معلقة
وكثيراً ما عبر نبيل فاروق عن رغبته في تقديم سلسلته "رجل المستحيل" عبر عمل فني على الشاشات، خصوصاً أنه أُعلن عن تنفيذها في مسلسل تلفزيوني، لكن المشروع تعثر مراراً، فجرى تقديمها مسلسلاً إذاعياً في العام 2013 من بطولة حسن الرداد.
وفي تصريحات نُسبت إلى الكاتب قبل رحيله، قال إنه يفضّل أن يكون بطل المسلسل التلفزيوني الفنان أحمد عز، الذي سبق وتعاون معه في فيلم "الرهينة".
وخرجت أعمال فنية عدة من تأليف الكاتب إلى النور على مدى السنوات الماضية، بينها مسلسل "من الجاني" لإياد نصار العام 2015، و"العميل 1001" لمصطفى شعبان في عام 2005. لكن تبقت أمنيته في رؤية أشهر وأنجح أعماله "رجل المستحيل" في فيلم سينمائي أو عمل تلفزيوني، معلقة.
الطبيب الكاتب
ولد نبيل فاروق بمدينة طنطا شمال القاهرة في الثاني من فبراير (شباط) عام 1956، ودرس الطب وعمل فيه بعض الوقت، لكنه بدأ رحلته الاحترافية مع الكتابة مطلع ثمانينيات القرن الماضي. وتفرغ للكتابة بعد سنوات عدة من اعتزاله الطب تماماً، وحقق شعبية بين أوساط الشباب بسبب تميّزه في الكتابة البوليسية وعالم المخابرات، ومن أبرز السلاسل التي أصدرها "كوكتيل 2000" و"ملف المستقل"، وبالطبع "رجل المستحيل" والأخيرة التي كان لبطلها أدهم صبري شهرة كبيرة.
وفور إعلان وفاته راح محبو الكاتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعددون التفاصيل التي جمعته بصديقه أحمد خالد توفيق الذي سبقه بالرحيل قبل عامين، فمن المفارقات التي تجمعهما أن كليهما درس الطب وعمل فيه بعض الوقت ثم تفرغ للكتابة، كما أن الرجلين من مدينة طنطا، وحققا شعبية بين شريحة القراء الشباب، وكان جمهورهما متشابهاً، كما كان كل منهما يكتب بشكل ثابت في الصحف والمجلات أيضاً، وتصدرا كذلك قائمة الأكثر مبيعاً من خلال مؤلفاتهما، وحلمهما بتحويل كتاباتهما إلى أعمال درامية لم يحدث كما أرادا.
