Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كارثة صحية تنتظر غزة

إيقاف المختبر الوحيد في القطاع ومناشدات لتدخل الجهات الدولية والسلطة لإدخال المعدات الطبية التي تحاول إسرائيل منعها

مستودعات صحة غزة خالية من الأدوية والمستلزمات الطبية لمواجهة كورونا (مريم أبو دقة – اندبندنت عربية)

لم يعد الأطباء في غزة قادرين على متابعة حالات المرضى، أو التمييز بين المصابين بفيروس كورونا عن غيرهم، فالمواد الخاصة بفحص عينات الوباء نفدت كلياً من القطاع، وتوقف المختبر المركزي الوحيد عن العمل إجبارياً، الأمر الذي يعقد المشهد، ويخلق أزمة على جانب أزمات أخرى يعانيها القطاع الصحي المتهالك.

وقبل نحو شهرين، أطلقت وزارة الصحة في غزة (تسيطر عليها حماس) نداء استغاثة، مفاده قرب نفاد مواد فحص كورونا، والأدوية، من المستودعات، ونقص حاد في الأجهزة الطبية، وبالتحديد تلك الخاصة بمتابعة الحالات الحرجة وأصحاب الأمراض المزمنة، وأرسلت ذلك إلى المنظمات الدولية ومنظمة الصحة العالمية والسلطة الفلسطينية، لإنقاذها من كارثة محققة سيقع فيها القطاع، لكن لم يستجب أحد لهذا النداء.

واقع قطاع الصحة

اضطرت وزارة الصحة في القطاع إلى توقيف طواقمها عن العمل كلياً لنفاد مواد الفحص المخبرية لعينات مصابي كورونا، إلى جانب نفاد المواد الطبية والأدوية. ويقول المتحدث باسمها، أشرف القدرة، إن الواقع الصحي في أسوأ حالاته، ويتدهور يوماً بعد آخر.

هذه الأزمة ليست جديدة على قطاع الصحة، فهو يعاني أساساً نقص نحو 49 في المئة من الأدوية الأساسية، وعجز بنسبة 25 في المئة في المستهلكات الطبية، ونحو 65 في المئة من لوازم المختبرات وبنوك الدم وشح كبير في المعقمات ومستلزمات الوقاية.

ليس هذا كل شيء، بل يحتاج قطاع الصحة إلى 100 جهاز تنفس صناعي، و140 سرير عناية مركزة، في حين أن المتوفر في القطاع 63 جهازاً و78 سريراً فقط، وكلها مشغولة بسبب زيادة عدد الحالات الحرجة من مصابي كورونا.

ويتابع القدرة "كان لدينا عجز، لكن اليوم لا يوجد شيء لدينا، أصبح رصدينا صفراً، في حين هناك تكدس في أعداد المرضى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إيقاف المختبر الوحيد

في سياق متصل، يقول مدير المختبر المركزي في وزارة الصحة، عادل روقة "لدينا مختبر واحد في القطاع، وعليه ازدحام في فحص العينات، لكن نفد كل شيء لدينا، لذلك توقفنا عن العمل، ويترتب على هذه الخطوة انتشار سريع للفيروس بين المواطنين".

ويؤكد المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع، أشرف القدرة، أنهم أبلغوا السلطة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية بإيقاف المختبر الوحيد في القطاع عن العمل، وعلى الرغم من ذلك لم يجدوا استجابة من أحد، لافتاً إلى أن إسرائيل تتحمل المسؤولية أيضاً، فهي لا تسمح بدخول المواد إلا بالحد اليسير الذي لا يكاد يكفي إلا لأيام قليلة، وموضحاً أن تراكم الأزمات في القطاع الصحي يترتب عليه توقف العمليات الجراحية كافة.

صحة رام الله تحاول إنقاذ القطاع

في الحقيقة، وبعد فشل حوارات المصالحة، طرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس خيار فرض عقوبات جديدة على غزة، من بينها وقف توريد المساعدات الطبية لمخازن الصحة في القطاع، وحول ذلك، يقول القدرة "منذ أشهر لم نتسلم من السلطة أي مستلزمات طبية، كل ما نتسلمه يكون من منظمة الصحة العالمية".

وينفي مسؤول ملف كورونا في وزارة الصحة الفلسطينية (السلطة الفلسطينية) كمال الشخرة ذلك، قائلاً "أدرج عباس قطاع غزة ضمن موازنة خطة الطوارئ الخاصة بمواجهة كورونا، وأعطى تعليماته بضرورة تقديم يد المساعدة للصحة هناك، ونحن نجري اتصالات لإعادة تشغيل المختبر الوحيد وقطاعات الصحة المتوقفة، لكن إسرائيل تقف عائقاً أمام وصول تلك القوافل، صدقاً نحن نتابع أوضاع تفشي الوباء في القطاع بشكل يومي، ونقدر الخطر في نقص المعدات والمستلزمات الصحية هناك".

وفي الواقع، اشترطت إسرائيل لدخول المستلزمات والأجهزة الطبية إلى غزة، تقديم معلومات عن جنودها المختطفين في القطاع منذ التصعيد العسكري عام 2014، وربطت مواجهة كورونا بهذا الملف، الأمر الذي رفضته حركة حماس.

زيارة البعثة الأوروبية قد لا تحل الأزمة

في محاولة لإنقاذ الوضع الصحي في القطاع، يزور القطاع، اليوم الثلاثاء 8 ديسمبر (كانون الأول)، رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي لدى السلطة الفلسطينية، للاطلاع على التطورات الأخيرة في ما يتعلق بالوضع الصحي في ظل كورونا، وآثارها الكارثية التي ترتب عليها إيقاف العمل بالمختبر المركزي وتوقف عديد من قطاعات الصحة.

ويقول وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش، إن محاولة إسعاف غزة لا تجدي نفعاً، وما ينقذ ويوقف الكارثة التي نمر فيها، هو السماح بإدخال مواد وأجهزة طبية تزيد على احتياجات القطاع، لضمان عدم العودة للكارثة نفسها بعد أيام.

وكإغاثة طارئة، من المتوقع أن تتسلم صحة غزة نحو 19 ألف مادة فحص مخبري لفيروس كورونا من منظمة الصحة العالمية، لكن في حال تسلمها، فإن هذه الكمية لا تكفي إلا أسبوعاً فحسب، ولا تضمن إعادة تشغيل المختبر المركزي بشكل كامل، وكذلك لا تنقذ قطاع الصحة من كارثته.

25 ألف إصابة

وعلى أي حال، فإن السبب الحقيقي وراء إيقاف المختبر المركزي في وزارة الصحة يتمثل في تفشي كورونا بسرعة كبيرة بين سكان القطاع، وزيادة أعداد المصابين فيه، إذ تجري طواقم الصحة أكثر من ثلاثة آلاف فحص يومياً، وتسجل إصابات بمتوسط 500 حالة في اليوم، في حين يزيد عدد الإصابات في الفيروس داخل القطاع على 25 ألف حالة، وبلغ عدد الوفيات 150 آخرين، على مساحة 356 كليو متراً مربعاً وبتعداد سكاني بنحو مليوني نسمة.

وسط هذه الأجواء، يقول مستشار وزيرة الصحة (السلطة الفلسطينية) فتحي أبو وردة، إن الحالة الوبائية في غزة صعبة جداً، وتزداد كل يوم قساوة. القطاع بات يستهلك كمية عالية جداً من المسحات المستخدمة في فحص كورونا، والمستشفى المخصص للحالات الصعبة بات ممتلئاً بالحالات المصابة، وهناك 33 حالة على أجهزة التنفس الاصطناعي، وأكثر من 80 حالة حرجة على أجهزة الأكسجين، وغالبية الحالات مصابة بالتهابات في الرئتين مع انخفاض نسبة الأكسجين في الدم، ما يستدعي عناية فائقة للمرضى، الأمر الذي يستدعي إنقاذ غزة من كارثتها.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة