Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجزائريون يستغربون "طول غياب" تبون رغم شفائه من كورونا

بعد تساؤلات طرحها الشارع في همسات انتقل الانشغال إلى "العلن" من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عبر هاشتاغ "أين الرئيس"؟

غموض في الجزائر مع استمرار غياب الرئيس عبد المجيد تبون لأكثر من شهر (أ ف ب)

يتواصل الترقب ويتوسع معه الغموض في الجزائر، مع استمرار غياب الرئيس عبد المجيد تبون لأكثر من شهر. وبعد تساؤلات طرحها الشارع في همسات، انتقل الانشغال إلى "العلن" من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عبر هاشتاغ "أين الرئيس؟"، إيذاناً بانطلاق سجال سيشغل الجزائريين لأيام مقبلة.

سجال على مواقع التواصل الاجتماعي

وعلى الرغم من تطمينات الهيئات والشخصيات الرسمية حول الوضع الصحي للرئيس تبون، والتبريرات المقدّمة بشأن "طول" غيابه، غير أن "القلق" يضغط على الشعب بشكل متزايد، ما يترجمه الوضع "الساخن" على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد تداول هاشتاغ "أين الرئيس؟"، إذ عادت التعليقات والاتهامات التي شهدتها البلاد خلال الحراك الشعبي الذي أطاح بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وبين من يعتبر التساؤل مشروعاً، يرى آخرون أن توقيته مشبوه وتقف وراءه أطراف معادية للجزائر، لتنطلق معارك "تخوين وعمالة" في ظل ضعف تعامل الإعلام الرسمي، إذ اجتمعت مختلف التعليقات والمنشورات والتغريدات حول أسباب بقاء الرئيس تبون في ألمانيا لأكثر من شهر، على الرغم من تأكيد السلطات شفاءه من فيروس كورونا، وطالبت بمعرفة "حقيقة الحالة الصحية للرئيس، ووضع الجزائريين في صورة ما يحدث"، محذّرة من أن "البلاد ليست مستعدة لأزمة سياسية جديدة أو حالة من الفراغ والشغور في أعلى منصب بالدولة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، ردّ مغردون بأن "تبون بخير وسيعود إلى أرض الوطن في القريب العاجل"، معتبرين أن دخوله في فترة نقاهة وفق بيان الرئاسة، في صالح الجزائر تفادياً لأي مضاعفات أخرى قد تحدث له جراء إصابته بالفيروس، مطالبين بـ"الدعاء له بالشفاء والعودة إلى ممارسة مهماته عوض التشكيك في بيانات الرئاسة وإعطاء فرصة للأطراف التي تتربّص بالجزائر لتحريك الرأي العام".

شح المعلومات الرسمية

وبشأن ذلك، يقول الحقوقي سليمان شرقي إنه من الطبيعي جداً أن يقلق المواطن ويتساءل بحيرة عن الرئيس، لا سيما مع شح المعلومات وفشل المصالح المعنية بالرئاسة في التعامل مع هذا الملف بما يبعث على الاطمئنان، مضيفاً أن ما يوسّع الشكوك هو التضارب حول وضع الرئيس، وكل بيان يصدر أو تلميح عنه يزيد غموضاً على الغموض. ويوضح أن انعدام الشفافية في التعامل مع الملف ليس جديداً على مسار الأنظمة الحاكمة المتلاحقة، لكن الجديد هو صدوره عن نظام وعد بنمط تسيير مخالف لسابقه وبجزائر جديدة.

ويتابع أنه من حق المواطن القلق على الوضع العام للبلاد، لا سيما وهي تمرّ بظروف إقليمية وداخلية اقتصادية واجتماعية بالغة الدقة والخطورة، "أضِف إليها وجودنا في ظرف دستوري استثنائي لم تسبقنا إليه دولة، إذ إننا مقبلون على مصادقة قانون المالية الذي لا قدّر الله واستمر غياب الرئيس لشهر آخر، يعطّل المصالح الحكومية ويصيب الدولة بالشلل التام".

ويردف الشرقي أن وسائل التواصل الاجتماعي أضحت القناة الوحيدة التي تربط مختلف فئات الشعب بالسلطة، ولجوء المواطن للتعبير عن انشغالاته بالهاشتاغ هو أسلوب حضاري أمام الشلل الذي يصيب الحياة السياسية وغياب أي دور للمنتخبين وممثلي الشعب، وقد "رأينا فعاليتها في كثير من الأحيان كحادثة المعلمة مع والي وهران، أو التجاوزات اللفظية في خطابات الوزراء الذين اضطروا إلى الاعتذار بعد أن هوجموا بشراسة في الوسائط".

الشائعات والأخبار المغلوطة

وأدى مرور أكثر من شهر على نقل الرئيس تبون بشكل طارئ إلى ألمانيا للعلاج من فيروس كورونا إلى تغذية "الشائعات المغرضة التي أيقظت وسواس" شغور السلطة والتي كانت الرئاسة الجزائرية قد دانتها، مؤكدة أن "تبون في فترة نقاهة بمستشفى ألماني بعد تماثله للشفاء".

في السياق ذاته، يعتبر الإعلامي المهتم بالشأن السياسي إسلام رخيلة أن الشائعات والأخبار المغلوطة تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي نتيجة غياب المعلومة الرسمية والدقيقة حول أي موضوع مهم، وهذا ما يحدث في الجزائر بالضبط في ظل غياب قنوات اتصال حقيقية تعطي المعلومة عن الرئيس ووضعه الصحي للرأي العام، وهي التي يمكنها تذليل الشائعات والأخبار المشوّهة، موضحاً أن الجزائريين يلجؤون إلى الهاشتاغ عندما يتعلق الأمر بخبر يحدث ضجة أو يشغل بالهم، وذلك من أجل إيصال رسالتهم إلى الجهات المعنية.

ويضيف أن البلاد تشهد وضعاً حساساً في ظل الركود الاقتصادي وانتشار وباء كورونا، إضافة إلى اشتعال الحرب بين المغرب والبوليساريو، ناهيك عن أزمتَي ليبيا ومالي، شارحاً أن لهذه الأحداث أثراً في دعوة الجزائريين إلى رؤية الرئيس وظهوره، لما سيتخذه من قرارات مهمة داخلياً وخارجياً. ويختم رخيلة أن الإشاعة تبقى مستمرة في التداول حتى يظهر الخبر اليقين، لأن "القائمين بالاتصال يفتقدون للاحترافية والخبرة في معالجة المعلومة".

المزيد من متابعات