Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"قوت العاشقين" هدية النحل القيّمة لأهل اليمن

أسواق دول الجوار الخليجية الأكثر طلباً لـ"عسل السدر" الحضرمي الأجود عالمياً

اشتُهرت مدينة شبوة  بإنتاج أجود أنواع العسل اليمني (اندبندنت عربية)

"منك يا عسل دوعن، قوت العاشقين، يا سبحانه الشافي، لي خلى العسل شافي، في دنيا ودين"، هكذا شدا أبو بكر سالم في مديح عسل سدر وادي دوعن بمحافظة حضرموت وغيرها من مناطق اليمن، الذي تزخر به الأسواق المحلية هذه الأيام، إيذاناً ببدء موسم عرضه في التوقيت ذاته من كل عام.

وفي سوق العسل في مدينة عتق، المركز الإداري لمحافظة شبوة شرق البلاد، يتوافد عشرات النحالين محملين بمنتوجاتهم من عسل السدر "البغيّة" كما يسمونه، بعضه سائل في جوالين سعتها 5 لترات مخصصة لحفظه، والبعض ما زال في أقراص خلايا النحل "الشمع" حُفظ في داخل محفظات معدنية. 

محصول وافر

من شبوة التي اشتُهرت بإنتاج أجود أنواع العسل، وأبرزها العسل الجرداني، قال أحد العاملين في هذا المجال، حسين معشوق، إن محصول هذا العام وافر وجيد، فقد أسهمت الأمطار التي هطلت خلال شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) الماضيين، في ري واخضرار المراعي الجيدة والكافية للنحل، وأهمها أشجار العلب (السدر)، وقد بدأ النحل بالرعي وامتصاص الرحيق منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو ما زاد من كمية الإنتاج لهذا الموسم وخفف على النحالين كثيراً من أعباء التنقل بحثاً عن المراعي الخضراء الجيدة.

وعن الكميات المنتجة من العسل، أفاد أن ذلك يختلف باختلاف كميات النحل، فبعض النحالين يملكون 200 جبح (صناديق خلايا جمع العسل) التي تنتج أكثر من 40 جالوناً سعة 5 لترات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المذاق... كلمة السر

وفي رده على كيفية معرفة نوعية العسل ذي الجودة العالية، أفاد أن أبناء شبوة، والمحافظات المنتجة له خصوصا، يعرفون نوعية العسل الجيد بمجرد تذوقه وشم رائحته المميزة، وشكل قوامه ولونه الذي لا يمكن أن يكتسبه غيره من نوعيات العسل الأخرى، بالإضافة إلى الثقة المتبادلة التي يبنيها كثير من النحالين مع المستهلكين، والتي تمتد مع الزمن.

غياب الدور الرسمي

 انتقد معشوق تقصير السلطات الرسمية في البلاد من خلال "غياب دورها المباشر في تنظيم المهنة وعدم وجود سوق مخصصة لبيع العسل والإشراف على أسعاره وتصديره، وعدم وجود مراكز أبحاث ومختبرات للفحص، إضافة إلى غياب برامج التوعية اللازمة للنحالين".

ارتفاع الطلب

يبلغ سعر كيلو العسل الواحد في سوق عتق نحو 60 ألف ريال، ما يعادل نحو (90 دولاراً)، وهو بحسب الباعة والتجار، مؤشر على ارتفاع الطلب عليه عالمياً، فيما كان سعره قبل الحرب لا يتجاوز 30 ألفاً مايعادل نحو (45 دولار).

وتعد أسواق دول الجوار الخليجية، هي الأكثر طلباً للعسل اليمني، إضافة لدول شرق آسيا والولايات المتحدة وغيرها.

الأفضل عالمياً

بحسب معشوق، يُعد نوع عسل السدر "الملكي" الأفضل عالمياً، إذ تنتجه النحلة عقب امتصاصها رحيق أزهار "الذنين" التي تتواجد في أشجار السدر، وتنمو بكثرة في الأراضي البرية والصحراوية في المحافظات الشرقية اليمنية، بخاصة محافظتي شبوة وحضرموت.

مردود اقتصادي ضخم

عدد من النحالين، أكدوا في أحاديثهم مع الصحيفة أن "مهنة تربية النحل وإنتاج العسل مكلفة، لكن المردود المادي مربح للغاية". ولكن لا تتوافر إحصائية رسمية حديثة عن كميات الصادرات الإجمالية للعسل اليمني والمردود الاقتصادي، إلا أن إحصائية صادرة عن وزارة الزراعة والري اليمنية في العام 2013، أوضحت أن إجمالي إنتاج اليمن من عسل النحل الصافي خلال العام ذاته، بلغ قرابة 2614 طناً، في حين بلغ عدد خلايا النحل ما يقرب من مليون و308 آلاف خلية خلال في العام نفسه.

وبحسب الإحصائية نفسها، فقد تصدرت السوق الخليجية من جهة كمية العسل المصدرة من اليمن، بما يقرب من 500 طن، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 13 مليون دولار. 

ولهذا، فقد بلغت صادرات اليمن من العسل خلال عام 2012، مايقارب 5 آلاف طن، بقيمة إجمالية بلغت 13 مليار ريال، (65 مليون دولار بسعر صرف الدولار في حينه)، وهو ما يعادل ربع دخل اليمن من العائدات النفطية خلال العام نفسه، حيث بلغ إجمالي عائدات اليمن من النفط خلال عام 2012، مايقارب 2 مليون برميل بقيمة  255 مليون دولار تقريباً.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات