Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تسع طرق للحفاظ على الإيجابية أثناء فترة الإغلاق الثاني

كيف يمكن أن تبقوا في حال صحية سليمة خلال الأوقات العصيبة 

تنطوي المرحلة الراهنة على ما يكفي من المسائل التي يمكن أن تشعر الفرد بالكآبة حيالها. فالإغلاق الثاني المطبق يعني التقاءً محدوداً بالأصدقاء والعائلة، إلى جانب عدم إمكان ارتياد الحانات أو المطاعم أو صالات الرياضة أو خدمات البيع بالتجزئة لمدة أربعة أسابيع على الأقل، وربما لفترة أطول. ومع بقاء احتمال الاحتفال بعيد الميلاد برفقة العائلة أمراً معلقاً، إضافةً إلى قِصر النهار وبرودته والليالي الحالكة المرتقبة خلال فصل الشتاء، فإن من المفهوم أن تشعر بقساوة الظروف، بشكل خاص في الوقت الراهن. فالقواعد العادية لم تعد سارية المفعول، ومن الطبيعي أن تشعر بحال من عدم الاستقرار والقلق.

لكن على الرغم من هذه المشاعر غير المريحة، من المهم جداً أن نحاول الحفاظ على التفاؤل بالمستقبل. ففي حين قد يبدو ذلك تحدياً صعب التحقيق في الوقت الراهن، فقد تحدثنا إلى خبراء لمشاركتنا وجهة نظرهم في هذا الإطار، ونأمل في أن تساعدكم أفكارهم على الشعور بمزيد من الإيجابية خلال هذا الوقت العصيب.

قوموا بتنظيم يومكم

يؤكد الدكتور بول ماكلارين الاستشاري في الطب النفسي في "مراكز برايوري للرعاية الصحية" Priory”s Wellbeing Centres في وسط لندن، والمدير الطبي في "مستشفى برايوري هايز غروف" Priory”s Hayes Grove Hospital في كينت - أهمية إرساء بنية تنظيمية للحفاظ على الروح المعنوية مرتفعةً خلال الأوقات الصعبة.

ويقول ماكلارين في هذا الإطار، "الروتين، والروتين، ثم الروتين. حاول أن تفكر في العناصر التي تشكل جزءاً رئيساً من حياتك قبل هذا الوضع الراهن، لا سيما لجهة العمل والتفاعل الاجتماعي (الرسمي وغير الرسمي) واللعب والعلاقة الحميمة والاهتمام بالآخرين والأعمال المنزلية. من الأجدى التفكير في الشكل الذي يبدو عليه تحقيق التوازن عادةً، وكيف يمكنك أن تصنع توازناً جديداً إيجابياً في حياتك".

ونصح الخبير النفسي الأفراد الذين يعيشون مع آخرين، بأنه قد يكون من المفيد أن يضعوا خطةً جماعية لـ"تقاسم المهمات والأدوار اللازمة بالطريقة التي تناسبكم كأفراد".

هذه المقاربة تؤكد على مضمونها أيضاً كريستي ليللي المتخصصة في الصحة الذهنية في جمعية CABA الخيرية، التي تُعنى بصحة الأفراد، وتقول إن "النهوض من الفراش كل صباح في وقت مماثل ومناسب، يمكن أن يكون مفيداً لك بشكل خاص، إذ قد يجعلك تشعر بتعب يساعدك على النوم، بالتالي الحفاظ على عادات نوم صحية بسهولة أكثر. كما أن استخدام منبه الإيقاظ الذي يحاكي شروق الشمس يُعد أيضاً فكرةً رائعة، خصوصاً مع انخفاض معدلات الميلاتونين (هرمون النوم) في الجسم، لا سيما لدى الأفراد الذين يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي" SAD (أحد أشكال الاكتئاب الحاد التي تزداد معها مشاعر اليأس والإحباط لدى الأفراد خلال فصل الشتاء).

ابقوا صوت الموسيقى عالياً

إليسا ماكريس الطبيبة المتخصصة في علم نفس الأعمال في منصة Thrive التي تُعنى بصحة وعافية الأفراد المدعومة من هيئة "الخدمات الصحية الوطنية NHS، تشجع على الاستماع إلى الموسيقى، مستشهدةً بدراسات تظهر التأثير الإيجابي للموسيقى في تحسين مزاجنا، وحتى تقليل أعراض الاكتئاب ومستويات التوتر والضغط النفسي.

وتقول في حديث مع صحيفة "اندبندنت"، "حاول التركيز على التواصل بين العقل والجسد لدى الاستماع إلى موسيقاك المفضلة. فغالباً ما تجعلك راغباً في التحرك الأمر الذي يشجع على إطلاق الإندورفين والسيروتونين في الجسم (هرمونات يفرزها الدماغ تعمل على استقرار مزاج الفرد وتزيد من شعوره بالراحة والسعادة)".

وتضيف الدكتورة ماكريس في هذا المجال، "يمكن أيضاً استخدام الموسيقى للتأمل. فمن خلال تركيز انتباهك على نبض الموسيقى وإيقاعها، يمكنك أن تحول انتباهك بعيداً عن الأفكار والعواطف السلبية، الأمر الذي يساعدك في تكوين نظرة عامة أكثر إيجابية للأمور".

وفي هذا السياق، تبين من خلال أبحاث أجرتها خدمة "سبوتيفاي" للموسيقى والأغاني، بشراكة مع "حملة مكافحة العيش بالبؤس" Campaign Against Living Miserably (CALM)، أن قرابة 88 في المئة من المشاركين استخدموا الموسيقى لتحسين مزاجهم، وذلك من خلال الاستماع إلى ألحان تثير حنيناً إلى الماضي وتطلق العنان للذكريات السعيدة، ما جعلها تتصدر قائمة الأنغام المثيرة للإيجابية. فكر في وضع خطة إيجابية تتضمن إنشاء قائمة من الأغاني التي ترسم ابتسامةً على وجهك، وتجعلك ترقص على أنغامها، أو تأخذك إلى مكان وزمان أكثر سعادة.

تحكموا في استخدام وسائلكم الرقمية

تنبه الدكتورة مارتينا باغليا عالمة النفس، مؤسسة "عيادة علم النفس الدولية" The International Psychology Clinic، من الاطلاع المفرط على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الأخرى. وقالت لصحيفة "اندبندنت"، "صحيح أن تصفح ما يُنشر على الإنترنت طوال اليوم قد يساعدنا على البقاء منشغلين، ويمكننا من محاربة الملل، لكن الاستخدام المفرط والسلبي يمكن أن يزيد أيضاً من توترنا وقلقنا".

وتحذر في المقابل من أن "المشاهدة المبالغ فيها للأخبار المتعلقة بالوباء أو الأضرار التي يسببها، قد تجعل قلقك يخرج عن السيطرة. احصل من وقت إلى آخر على أخبارك من وسائل إعلامية ذات صدقية، لكن احرص على ألا تستحوذ على مشاعرك". وتوصي عالمة النفس أيضاً بالحد من الوقت الذي تمضيه على أجهزتك الرقمية يومياً، وتشجع المستخدمين على أخذ فترات استراحة منتظمة من البقاء أمام الشاشات.

حافظوا على الحركة

عالمة النفس إليسا ماكريس، تسلط الضوء على أهمية التدريب والتمارين الجسدية في زيادة الشعور بالإيجابية لدى الأفراد. فسواء كانت من نوع "التدريبات ذات الكثافة العالية" HIIT، أو مجرد أخذ كلب في نزهة، فإن التمارين تزيد من إفراز الجسم هرمون الإندورفين وتحسن مزاجك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول ماكريس إن "ممارسة التمارين الرياضية ستساعدك أيضاً على الشعور بمزيد من النشاط خلال اليوم، بحيث أنها تحسن دورتك الدموية وتحفز دوران الأوكسجين في مختلف أنحاء جسمك، الأمر الذي يجعلك تشعر بمزيد من الانتعاش".

حاولوا شعور العرفان

نشر "مركز العلوم الجيدة الكبرى" The Greater Good Science Center في "جامعة بيركلي" ورقةً بحثية في عام 2018، أسهمت في تعزيز البحوث الراهنة حول التأثير الإيجابي لممارسة الامتنان بشكل يومي. ويشمل تحسناً في قدرة الأفراد على الحفاظ على مزاج إيجابي، وزيادة الشعور بالسعادة والرضا، ومستوى النوم، والمرونة في التعامل مع الآخرين. يبدو ذلك أمراً رائعاً، أليس كذلك؟ يمكنك البدء في اعتماد هذه الممارسة في نمط حياتك، من خلال تدوين ثلاثة أشياء تشعر تجاهها بالعرفان، في نهاية كل يوم. ويمكن أن تكون مجرد أشياء بسيطة مثل أخذ "حمام ساخن" أو تناول "قهوة جيدة" أو حصولك على "شريك داعم" لك، أو التمتع بـ "صحة جيدة". وسواء رغبت في تدوين هذه الأمور أو تسجليها في أحد التطبيقات المبتكرة لهذه الغاية، فستصبح أكثر وعياً بتلك الأشياء التي يجب أن تكون ممتناً لتوافرها خلال هذا الوقت الصعب.

تعلموا شيئاً جديداً

ربما لا يتوقع أحد أن تقوم بكتابة روايتك الأولى أثناء فترة الإغلاق، لكن إيجاد مشروع جديد يستقطب انتباهك، يمكن أن يغير مسار حياتك. في هذ الإطار، تقول كيرستي ليللي، المتخصصة في الصحة الذهنية، إن "العمل على مشروع يُعد طريقةً رائعة لإضافة نوع من البنية النظامية والشعور بالإنجاز إلى مرحلة زمنية قد تنطوي على بعض الصعوبات من خلال الاضطرار إلى المكوث في المنزل".

وتضيف كيرستي، "حاول استكشاف الموارد المتاحة عبر الإنترنت كخطوة أولى، أو استخدم ببساطة قائمة المحتوى التي كنت في صدد إنشائها للقراءة. سواء كانت المواضيع تتعلق بالطهي أو الرسم أو أعمال الإصلاحات المنزلية التي تقوم بها بنفسك، والتي كنت ترجئها لوقت طويل. استغل هذا الوقت لتحقيق أمر كنت دائماً مشغولًا عنه. في الخلاصة، الهدف الأساسي يكمن في مساعدتك على محاولة أخذ الأمور بروية وهدوء، وهو جانب بات يُعد نوعاً من الرفاهية في وتيرة حياتنا اليومية الصاخبة".

وتردف قائلة، "مهما كان مشروعكم، تذكروا أنه من المفترض أن يكون نشاطاً ممتعاً لكم عندما تعملون عليه، لا تضغطوا كثيراً على أنفسكم لتحقيق مهمات غير واقعية".

حاولوا تحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية

تشير تشيريل ليتغو القيمة على مؤسسة  Benenden Health (غير ربحية تقدم رعاية صحية خاصة للأفراد)، إلى أن التحول إلى العمل في المنزل قد يكون أمراً صعباً بالنسبة إلى البعض، وتشدد بالتالي على وجوب إدراك الأشخاص "أهمية تحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية، ما من شأنه أن يشكل دعامةً أساسية لجميع المجالات الأخرى في حياتنا". وتضيف، "إذا سمحنا لهذه الخطوط الفاصلة بأن تكون غير واضحة ومحددة، فإننا نخاطر بعدم التوصل إلى القدرة على الاسترخاء من الناحية الذهنية والبدنية.

وتضيف، "في حال كنتَ تعمل من المنزل، عليك أن تحافظ على ساعات العمل والممارسات العادية كلما أمكن ذلك، استعد للعمل كالمعتاد وخذ فترات راحة منتظمة. حدد موعداً لفترة تناول الغداء، واحرص على الانتهاء من أي مهام متصلة بالعمل في نهاية اليوم".

وتتابع، "قم، متى أمكن، بوضع مكتبك بعيداً عن مساحة الاسترخاء الخاصة بك، وتذكر أن توقف تشغيل أي من الأجهزة التقنية المتعلقة بالعمل في نهاية اليوم".

ابقَوا على اتصال مع أحبائكم

يقر الطبيب النفسي مارك نوي مؤسس موقع Headucate.me بأن "فرض قيود الحظر ليس أولى المعارك بالنسبة إلينا"، وقال في حديث مع صحيفة "اندبندنت"، إنه "سبق أن تعاملنا مع الموضوع من قبل واكتسبنا دروساً كافية من الموجة الأولى للوباء. لقد بتنا ندرك أن أكثر ما فاتنا في عملية الإغلاق الأولى هو التواصل مع الآخرين وإنشاء روابط اجتماعية".

ويضيف، "من الأهمية بمكان أن تظل على اتصال مع الآخرين ، انشىء "دائرة دعم" إذا أمكن، واحرص على تحقيق أقصى درجات الاستفادة من الاتصالات عبر الإنترنت. قم بملء مدونتك الخاصة بالمواعيد، كإجراء اتصال أسبوعي عبر تطبيق "زوم" مع أحد أفراد أسرتك، وشارك في فعاليات اجتماعية افتراضية مفيدة".

احذروا من الإسراف في تناول الكحول

توصلت دراستان أجريتا خلال شهر يونيو (حزيران) هذا العام، إلى أن معظم البريطانيين كانوا يتناولون كميات أكبر من الكحول خلال فترة الإغلاق، وأن ما يُقدر بنحو 250 ألفاً منهم، يتناولون مشروبهم الأول في اليوم قبل منتصف النهار. قد يكون من السهل معاودة تناول الكحول خلال الأوقات الصعبة، لما لها من تأثير مخدر. لكن هذه المشروبات تُعد في المقابل من العوامل المسببة للاكتئاب. وعلى الرغم من أنها قد تجعلك تشعر بتحسن على المدى القصير، إلا أن تأثيرها على المدى الطويل هو أقل إيجابية. حاول قضاء أمسياتك من دونها، أو تناول المشروبات الكحولية بالتناوب مع غير الكحولية منها، مثل الماء. فكبدك وصحتك العقلية سيكونان ممتنين لك جداً على ذلك.

© The Independent

المزيد من صحة