أكد المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الوطني أحمد المسماري لـ "اندبندنت عربية" سيطرة وحدات الجيش على بوابة 17 كم غرب العاصمة طرابلس، في الوقت الذي تمكنت فيه القوات البحرية التابعة للجيش من تنفيذ إنزال في مقر الأكاديمية البحرية في جنور القريبة من البوابة. المسماري أعلن أن المرحلة الثانية في اتجاه طرابلس ستكون منتصف هذه الليلة، وأن القوات البحرية ستشارك فيها، كاشفاً عن اشتباكات تدور جنوب طرابلس بنحو 60 كلم.
وكان قائد الجيش الليبي اللواء خليفة حفتر أعلن انطلاق ما أسماها عملية تحرير طرابلس وأمر قوات الجيش الليبي بالتقدم باتجاه العاصمة. حفتر وفي تسجيل صوتي قال " اليوم نستجيب لنداء أهلنا في العاصمة طرابلس بعدما بلغ بهم الصبر منتهاه"، مطالبًا سكان طرابلس بـ"إلقاء السلاح ورفع الراية البيضاء لضمان سلامتهم". وبعد لحظات من إعلان حفتر عن بدء عملية دخول العاصمة طرابلس أكدت مصادر محلية تقدم ألوية الجيش الى مناطق عدة غرب البلاد ووسطها، تزامناً مع تحرك أرتال من السيارات المسلحة التابعة لقوات حكومة الوفاق الى أحياء غرب وجنوب غرب العاصمة طرابلس.
المصادر الأمنية في طرابلس قالت إن وزير الداخلية فتحي باشاغا "يشرف شخصياً على عمليات تأمين العاصمة تحسباً لحدوث أي خروقات أمنية"، وسط توقعات بإمكانية تحرك قوات موالية للجيش من داخل طرابلس. من جانبهم أكد سكان من مدينة سرت وسط البلاد دخول ألوية الجيش الى منطقة الحنيوة أولى مناطق سرت الشرقية، من دون أن تتعرض لأي مقاومة من قبل قوات حكومة الوفاق التي قال السكان "إنها تجري مفاوضات لتسليم المدينة لقوات الجيش".
وبالتزامن مع إصدار رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج أوامره لـ "للمناطق العسكرية باستخدام القوة اذا تطلب الامر"، أعلن المجلس العسكري لمدينة مصراته الموالي لحكومة الوفاق عن "تحرك عدد من الفصائل المسلحة بالمدينة باتجاه طرابلس للمشاركة في تأمينها وصد هجوم حفتر" بحسب بيان المجلس. ولم تتوقف أوامر السراج عند حد السماح باستخدام القوة على الأرض بل خاطب، بحسب قراره الذي نشره مكتبه الإعلامي، رئاسة الأركان الجوية بـ "بتنفيذ طلعات جوية واستعمال القوة للتصدي لكل من يهدد حياة المدنيين والمرافق الحيوية"، واصفاً قوات الجيش بـ "الجماعات الارهابية والمجموعات الاجرامية والخارجين عن الشرعية والقانون ومهربي الوقود".
من جانبه طالب فتحي باشاغا عضو مجلس النواب الليبي المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية والإفصاح عن موقفه تجاه الخروقات الجسيمة التي ما انفك الطرف المهاجم عن اقترافها إجهاضاً لأي أمل في التوافق و السلام" في اشارة لقوات الجيش. وحمل باغاشا قيادة الجيش "مسوؤلية النتائج الوخيمة المترتبة على هذا الهجوم" معتبرا ان حفتر "لا يعي حجم الخطيئة التي يرتكبها في حق الوطن و المواطن، بحسب باشاغا".