Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الانقسام الأميركي يتفاقم ونتيجة الانتخابات تستعصي على الحسم

فرز الأصوات الانتخابية على قدم وساق وقد يستمر لأيام

جو بايدن في حملته الانتخابية استمال الناخبات وأصحاب الشهادات الجامعية (أ ب)

منذ نحو عقد من الزمن، كثر الكلام عن أفول الولايات المتحدة ولكن من أين لدولة آفلة أن تستقطب أنظار العالم في موعد انتخاباتها الرئاسية وكل بقعة من المعمورة تعقد الآمال على أحد المرشحين، الجمهوري دونالد ترمب والديمقراطي جو بايدن.

وبعد كلمة ترمب التي أعلن فيها الفوز، واللجوء إلى المحكمة العليا للاحتجاج والطعن في "سرقة الانتخابات وتزويرها"، احتج محللون أميركيون من منبر "سي أن أن" على قوله، وأكدوا أن فرز الأصوات "لم ينتهِ بعد"، واعتبروا  أن الحق في اللجوء إلى هذه المحكمة متعذّر قبل بلوغ هذه العملية خواتيمها. وندد ترمب بمساعي حرمان الأميركيين من الحق في التصويت، وهذا ما كان يحذر منه الديمقراطيون. فهو لم يتوانَ عن استعارة بند من برنامج خصومه.

 ولكن ما أعلنه ترمب وإبرازه أهمية تقدمه في ولايات أساسية وفوزه بأصوات كثيرة لن يسع منافسه مضارعتها وجني مثلها، يُغفل ركن النظام الانتخابي الأميركي، أي الاحتكام إلى الكلّية الانتخابية. وإغفال دور الكلّية الانتخابية يستوقف. فالرئيس الأميركي المنتهية ولايته والمرشح لولاية ثانية، يدين إلى هذه الكلّية الانتخابية بفوزه بولايته الأولى على الرغم من خسارته التصويت الشعبي بأكثر من 2.8 مليون صوت أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. ونظام الكلّية الانتخابية بائد وبائت على قول كثيرين، منهم كليمانس ميشالون في اندبندنت التي دعت إلى إنهاء العمل بنظام أقرّ اعتماده في القرن الثامن عشر وكان وثيق الصلة بمصالح أسياد الرقيق. 

وإثر خطاب ترمب، اعتبرت "بي بي سي" أن الولايات المتحدة دخلت نفقاً مظلماً، وهذا ما خشي مراقبون كثر حصوله مع توقعهم استناداً إلى تصريحاته رفض قبوله بنتيجة الانتخابات. وهذا النفق قد يفضي إلى حرب أهلية أو إلى مفاقمة الانقسام الأميركي. وكان روبرت فورد، السفير الأميركي السابق في سوريا، سلّط في صحيفة الشرق الأوسط قبل أيام من الانتخابات، الضوء على مخاوف من اندلاع أعمال عنف في المدن الأميركية. وهذه المخاوف حملت وكالة الأمن الداخلي على إعلان حالة تأهب قصوى، كما أقدمت شركات التأمين على زيادة تعرفاتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذهبت وول ستريت جورنال الأميركية إلى اعتبار أن عملية الاقتراع أماطت اللثام عن انقسام الأمة الأميركية وتشظّيها. فالولايات الحمراء (الجمهورية الولاء) صارت قانية أكثر، والزرقاء (الديمقراطية) أكثر زرقة. والهوة بين الرجال والنساء اتسعت: فالمرشح الديمقراطي استقطب أصوات 58 في المئة من النساء و49 في المئة فقط من الرجال بحسب "تنبؤات الاقتراع" الصادرة عن وكالة أسيوشيتد بيرس التي تولت إعدادها جامعة شيكاغو لحساب الوكالة وفوكس نيوز. وأظهرت نتائج الاقتراع الثلاثاء، فوز ترمب بـ61 في المئة من أصوات العمال البيض، وعادت 62 في المئة من أصوات الرجال البيض من حملة الشهادات إلى بايدن. وإلى الانقسام بين الجامعيين و"المتروكين لمصيرهم"، أي من عجز عن اللحاق بركب الحداثة من أصحاب المؤهلات الضعيفة والدخل الأدنى، بدا أن الانقسام بين المناطق الريفية (ميل إلى الجمهوريين) والحضرية (ميل إلى الديمقراطيين) بقي على حاله ولم يُردم منذ انتخابات 2016. ولكن ترمب خسر أصوات 62 في المئة من الإناث البيض في المناطق الريفية من الجامعيات و42 في المئة من أصوات الريفيات اللواتي لم يتابعن تحصيلاً جامعياً، واستطاع تعويض الخسارة باستمالة ناخبين جدداً من اليد العاملة البيضاء.

ولم يبرز إجماع في الحملات الانتخابية على مسائل ينقسم حولها الأميركيون في الرأي، مثل هل ترجّح كفة الاقتصاد (مصالح الشركات) على كفة الصحة العامة (نظام الرعاية الصحية)، وهل يعفى الأثرياء من الضرائب وهل تترك تبعات التغير المناخي على غاربها.

وإلى كتابة هذه العجالة، لم تحسم النتائج النهائية بعد، واقتضى إعلانها تاريخياً بضعة أيام وأحياناً بضعة أسابيع. ولكن هل يبلغ "جو النعسان"، على ما وصف غريمه ترمب، سدة الرئاسة الأميركية أم يفوز الرئيس - المرشح بولاية ثانية؟ وهل تغير هوية شاغل البيت الأبيض وجهَ السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، وهل يسير بايدن إذا ما انتخب، على خطى سلفه باراك أوباما في الانفتاح على إيران أم يواصل سياسة ترمب المعروفة بـ"الضغط الأقصى" عليها؟ 

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات