ارتفعت الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء مع توجه الأميركيين للتصويت في الانتخابات الرئاسية التي تعد الأكثر جدلاً في البلاد.
وقفز مؤشر داو جونز الصناعي 561.94 نقطة أو 2.09 في المئة إلى 27486.99 نقطة، وزاد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" 60.98 نقطة أو 1.84 في المئة إلى 3371.22 نقطة، فيما ارتفع مؤشر ناسداك المجمع 202.02 نقطة أو 1.84 في المئة إلى 11159.64 نقطة.
وجاءت هذه الارتفاعات القياسية مع مراهنة المستثمرين على إمكانية خروج نتائج الفائز في الانتخابات أسرع مما كان متوقعاً، وأن يتم انتقال السلطة بشكل سلس، ما يبدد المخاوف التي راودت كثيرين من إمكانية تأخر الإعلان عنها نظراً لحجم الاقتراع الضخم عبر البريد.
تقدم الديمقراطيين
أدى تقدم الديمقراطي جو بايدن على الرئيس الجمهوري دونالد ترمب في استطلاعات الرأي الوطنية إلى زيادة التوقعات بنتيجة حاسمة وحزمة تحفيز تريليونية بعد الانتخابات، من شأنها أن تفي بوعود بايدن بالإنفاق على البنية التحتية.
وحتى الآن الحزمة معطلة في الكونغرس الأميركي، لكن وصول بايدن إلى البيت الأبيض، قد يسرع الاتفاق عليها، ويستفيد الاقتصاد بشكل كبير من أموال شبه مجانية لدعم القطاعات المتضررة من أزمة كورونا.
وجاءت ارتفاعات الثلاثاء لتعكس انتعاشاً في الأسهم على عكس عمليات البيع، التي حصلت الأسبوع الماضي، والتي كانت الأكبر أسبوعياً منذ 7 أشهر.
مراهنة على بايدن
يريد المستثمرون الاستفادة من حالة عدم اليقين الحالية، والمراهنة على وصول بايدن، لكن هذا الأمر قد يكون مؤقتاً بحسب المحللين لأسواق المال، حيث أن إدارة بايدن تعني أن هناك زيادات ضريبية ومزيد من التنظيم لأسواق الأسهم آت في المستقبل القريب، وهو ما سيؤدي لاحقاً إلى تراجع الأسواق.
وبالعودة إلى الوراء، فقد تراجعت العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأميركية في ليلة الانتخابات عام 2016 حيث أصبح من الواضح أن ترمب قد يحقق فوزاً مفاجئاً على الديمقراطية هيلاري كلينتون. لكن منذ ذلك الوقت، ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز" بنسبة 55 في المئة، فقد ساعد انخفاض معدلات الضرائب التي وضعها ترمب على زيادة أرباح الشركات وعزز عمليات إعادة شراء الأسهم.
موجة جديدة قادمة
ويركز المراهنون على فوز بايدن على أن هناك موجة جديدة في الأسواق ستقودها شركات الطاقة المتجددة، لذلك فهم يشترون أسهم شركات الطاقة الشمسية والشركات الصناعية والشركات الصغيرة، التي من المحتمل أن تستفيد من خطة دعم موجهة لها، في ظل اهتمام بايدن بالطاقة النظيفة.
لكن فعلياً هناك تحوط يعيشه المستثمرون حالياً مقارنة بما جرى قبل 4 سنوات، حيث يتخوف معظمهم من استطلاعات الرأي التي فشلت في انتخابات 2016، وقالت إن الفوز سيكون من نصيب كلينتون، لذلك هناك موجة من التوجه نحو الأصول الأقل مخاطرة والمحافظ المالية المدعومة بأسهم قد لا تتأثر كثيراً بتقلبات الانتخابات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والأنظار الآن متجهة إلى الولايات المتأرجحة لمعرفة إذا كانت ستحسم الفوز لمصلحة بايدن أو ترمب، ويراقب المستثمرون بشكل رئيس ولايات فلوريدا ونورث كارولاينا وأوهايو وتكساس عن كثب، باعتبارها الولايات التي قد تحسم النتيجة بالفعل.
كورونا والبورصات
يأتي ذلك فيما تعيش الولايات المتحدة أزمة جديدة مع تخطي أعداد المصابين بفيروس كورونا 90 ألف حالة يومياً، وبعد أن تجاوز عدد الإصابات 9 ملايين حالة، ووفاة نحو ربع مليون شخص. وهذه الأزمة قد تعني عودة إلى الوراء في حال فوز ترمب، وعدم تعاون الكونغرس مع إداراته لتمرير خطة دعم جديدة قد تسعف الشركات والمصانع المتضررة من وصول الحالات المتأثرة لهذا المستوى.
وكان من المفترض أن يتم إقرار الحزمة التريليونية قبل الانتخابات الرئاسية، لكن الخلاف حول حجم الحزمة وتفاصيل متعلقة بالمستفيدين منها، أدت إلى تأخير إقرارها. ويقدر حجم الحزمة بـ 2 تريليون دولار، وسوف يؤدي إقرارها من مجلس النواب الأميركي إلى تغير في بوصلة الاستثمار في الأسهم، فقد تستفيد أسهم غير مرغوب فيها الآن، مثل شركات معدات البناء والمواد الأولية، وهو ما قد يحوّل المستثمرين نحو هذه الشركات، ويؤدي إلى خروجهم من شركات التكنولوجيا التي توجهوا إليها مع بداية أزمة كورونا بسبب توقعات نتائج أفضل بسبب العمل عن بُعد.