يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس في الكرملين بموسكو كي يقدم له شكر إسرائيل وعائلة الجندي المفقود زخريا باومل على جهود روسيا في العثور على رفات هذا الجندي الذي قتل في معركة السلطان يعقوب في لبنان قبل 37 عاما والتي جرت بين الجيش الإسرائيلي والجيش السوري عام 1982.
نتانياهو يغادر إلى موسكو في خضم معركة انتخابية حامية الوطيس ليشكر فلاديمير بوتين ووزارة الدفاع الروسية وأجهزة الأمن التي ساعدت إسرائيل في الوصول إلى جثة الجندي المفقود في سوريا وبالتحديد في العاصمة السورية دمشق وبالتنسيق مع النظام السوري.
وعلمت اندبندنت عربية أن بوتين كان ضغط على الجانب السوري لتكثيف البحث عن الجندي المفقود كبادرة حسن نية سورية تجاه إسرائيل التي لم تعمل على إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد خلال سنوات الأزمة.
وكانت روسيا أعادت لإسرائيل عام 2016 دبابة المركباه التي قتل فيها باومل وثلاثة آخرون من رفاقه خلال تلك المعركة في منطقة السلطان يعقوب في البقاع اللبناني والتي تكبدت فيها إسرائيل خسائر كبيرة، تقدر بنحو عشرين قتيلا، وخسائر في العتاد والآليات.
وفي حينه تم احتجاز أربع جثث لجنود إسرائيليين والدبابة التي كانوا فيها، وتم نقل الدبابة ورفاة الجنود الأربعة، إلى دمشق في حينه، ومن بعدها لم يعرف مصير الجثث.
أما الدبابة فتم نقلها إلى الاتحاد السوفياتي سابقا لمعرفة أسرارها ونقاط ضعفها.
وفي العام 1983 تم العثور في مقبرة اليهود بدمشق على جثة أحد الجنود، حيث أشارت معلومات إلى أن الجنود الأربعة دفنوا فيها، إلا أن رفات الثلاثة الآخرين كان لمقاتلين فلسطينيين.
وفي التسعينيات من القرن الماضي ومع اتفاق أوسلو قدم ياسر عرفات معلومات عن الجثث وأحضر قطعة حديدية- يلبسها الجنود في الحرب لتمييزهم حال القتل أو الأسر، لزخاريا باومل، ومنذ ذلك الحين وإسرائيل تقوم بجهود لمعرفة مكان الجثث.
وخلال الحرب السورية لم تبق إسرائيل مكاناَ او مصدراَ او شخصاً أو منطقة في سوريا لها علاقة بالقضية الا وبحثت فيها. ومؤخرا مع تضافر جهود الروس والسوريين تمكنوا الوصول إلى رفات أحد الجنود، حيث وصلت جثته عن طريق روسيا إلى إسرائيل مؤخرا.
إسرائيل-من جهتها-أكدت أنه لم تتم أية صفقة، بل كانت عملية واسعة استخباراتية وبالتعاون مع أطراف دولية.
إلى ذلك يعتبر البعض هذا الحدث المهم على الصعيد الإسرائيلي بمثابة هدية روسية لنتنياهو عشية الانتخابات التي يعاني فيها حزبه الليكود وكتلة اليمين تراجعاً في استطلاعات الرأي.