تراجعت الأسهم الأوروبية، إذ أدت قيود أكثر صرامة لمكافحة انتشار فيروس كورونا في أنحاء القارة وشكوك بشأن تحفيز جديد في الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية إلى كبح التفاؤل الناجم عن أرباح قوية من بنك "يو بي أس" السويسري وآخرين. ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1 في المئة، ليقتفي أثر ضعف في الأسواق الآسيوية.
وأعلنت أيرلندا، أحد أكثر القيود المتعلقة بكوفيد-19 صرامة في أوروبا، أمس الاثنين، بينما فرضت إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا قيوداً لكبح انتشار الفيروس، ما يثير مخاوف بشأن الأثر الاقتصادي المحتمل.
واستأنفت الأسواق الأوروبية، التي تديرها يورونكست، التداولات بشكل طبيعي؛ إذ تهدف الشركة المشغلة للبورصات لاستئناف كامل الخدمات بعد أن تعرضت لأعطال فنية في اليوم السابق.
واستقر المؤشر كاك 40 الفرنسي تقريباً في التعاملات المبكرة بعد أن جرى تعليق التداول عليه أمس، وكانت تقارير الأرباح نقطة مضيئة. وارتفع سهم "يو بي أس" السويسري 2.1 في المئة؛ إذ حقق قفزة 99 في المئة بالأرباح الفصلية بفضل كثافة حجم التداولات في الأسواق العالمية. وربح سهم سويدبنك السويدي 0.9 في المئة؛ إذ أعلن صافي ربح فصلي يفوق التوقعات بدعم من أداء قوي لسوق الأسهم والدخل من صافي العمولات.
صعود حذر لليورو
على صعيد العملات عانى اليورو للصعود فوق مستوى 1.18 دولار، مع تبدد آمال التوصل لحزمة تحفيز لمساعدة متضرري كورونا في الولايات المتحدة موجهة ضربة للأصول عالية المخاطر عالمياً، كما ضغطت زيادة الإصابات بفيروس كورونا في أوروبا على العملة الموحدة.
وفيما تحافظ الأسواق على تفاؤلها بأن تتمخض المحادثات بين رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ووزير الخزانة ستيفن منوتشين عن اتفاق قبل انتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني)، إلا أن أي اتفاق ينبغي أن يقره مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وحيث لا تزال هناك معارضة قوية لحزمة تحفيز أكبر.
ونزل الدولار الأسترالي 0.3 في المئة إلى 0.7045 دولار، مسجلاً أقل مستوى في ثلاثة أسابيع عند 0.7038 دولار بفضل تنامي التوقعات بتبني البنك المركزي في البلاد إجراءات تيسير نقدي الشهر المقبل. واحتفظ الجنيه الإسترليني بمكاسبه القليلة من الجلسة السابقة عند 1.2941 دولار.
واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات، إلى حد كبير عند 93.848.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ارتفاع الميزان التجاري الأوروبي
على صعيد متصل، أظهرت بيانات من البنك المركزي الأوروبي، أن فائض ميزان المعاملات الجارية لمنطقة اليورو، التي تضم 19 دولة اتسع إلى 19.9 مليار دولار في أغسطس (آب)، بفضل ارتفاع الفائض التجاري وانخفاض عجز الدخل الأولي.
وفي الـ12 شهراً حتى أغسطس، انخفض فائض ميزان المعاملات الجارية للمنطقة إلى 1.9 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي من 2.2 في المئة خلال العام السابق، ما يرجع في الأساس إلى تراجع فائض تجارة الخدمات وانخفاض تدفق الدخل الأولي، الذي يتضمن الأرباح من الاستثمارات الأجنبية.
أسهم اليابان تغلق منخفضة
في طوكيو أغلقت الأسهم اليابانية منخفضة، مقتفية أثر خسائر "وول ستريت" الليلة الماضية في حين يتابع مستثمرون بحذر ما إذا كان المشرعون الأميركيون سيتمكنون من إبرام اتفاق بشأن حزمة تحفيز مع قرب نهاية المهلة المحددة لذلك. ونزل المؤشر نيكي 0.44 في المئة، مسجلاً 23567.04 نقطة عند الإقفال في حين فقد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.75 في المئة ليسجل 1625.74 نقطة.
وقال متعاملون، إن خسائر الأسهم استمرت في الجلسة المسائية مع انصياع المستثمرين لعمليات جني الأرباح ممتنعين عن تكوين مراكز قبل أحداث مهمة، بينها الانتخابات الأميركية ونتائج شركات في الداخل والخارج.
وأثناء الليل، أغلقت المؤشرات الرئيسة في وول ستريت على هبوط، فيما بدأ مشرعون أميركيون يجدون صعوبة في التوصل لاتفاق بشان حزمة تحفيز.
الذهب يقبع في نطاق ضيق
على صعيد المعادن، جرى تداول الذهب، في نطاق ضيق فوق 1900 دولار للأوقية (الأونصة)؛ إذ ساد الحذر قبيل موعد نهائي لاتفاق بشأن حزمة تحفيز أميركية جديدة للتخفيف من تداعيات فيروس كورونا والانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل.
وتراجع الذهب 0.2 في المئة إلى 1901.10 دولار للأوقية، ونزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4 في المئة إلى 1904.50 دولار. وقال هان تان، محلل السوق لدى "أف أكس تي أم": "المعنويات المحيطة بالذهب ما زالت مؤقتة، مما يبقي الذهب الفوري عند مستوى 1900 دولار تقريباً، إذ إن البعض يواصل التعلق بأمل أن يستطيع الديمقراطيون والبيت الأبيض التوصل إلى اتفاق في المدى القريب".
وقال درو هاميل، المتحدث باسم نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي، إنها ووزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين "يواصلان تضييق خلافاتهما".
وكتب على "تويتر" أن بيلوسي تأمل في أنه بحلول نهاية اليوم الثلاثاء سيكون هناك "وضوح" بشأن ما إذا كان من الممكن تمرير مشروع قانون التحفيز قبل انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني).
ويعتبر الذهب تحوطاً في مواجهة التضخم وانخفاض العملة في ظل مستويات غير مسبوقة من التحفيز العالمي لتخفيف الضربة الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا.
ويترقب المستثمرون الآن المناظرة النهائية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن الخميس. واستقر الدولار الأميركي مقابل منافسيه، فيما هبطت الأسهم الآسيوية؛ إذ عدل المستثمرون الانكشاف على المخاطرة مع الاقتراب من الانتخابات. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، نزلت الفضة 0.2 في المئة إلى 24.46 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين 0.4 في المئة إلى 852.72 دولار للأوقية.