Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رحلات بين صنعاء وعدن في اليوم الثاني لتبادل الأسرى في اليمن

مراسم استقبال رسمية في العاصمتين ومأرب تحتفي بأبنائها القادمين من "سيئون"

تواصلت في اليمن، لليوم الثاني على التوالي، عملية تبادل الأسرى بين الحكومة الشرعية والحوثيين، التي انطلقت مرحلتها الأولى يوم الخميس بالتبادل بين صنعاء من جهة، والرياض و"سيئون" اليمنية من جهة أخرى برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، في خطوة هي الأكبر من نوعها منذ بدء الصراع الدامي في البلاد قبل نحو ست سنوات.

وشمل الاتفاق الإفراج عن 681 من أسرى الحوثيين مقابل 400 من القوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية، بينهم 15 سعودياً وأربعة سودانيين.

مصدر في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن ذكر لـ"اندبندنت عربية" أن طائرتين إضافيتين تحركتا في الساعات الماضية من ‎عدن إلى ‎صنعاء، والعكس، لنقل المزيد من المحتجزين السابقين ضمن العملية.

وأوضح أن الطائرة المتجهة من ‎صنعاء إلى عدن أقلّت على متنها 152 محتجزاً سابقاً، بينما حملت الأخرى المتجهة من ‎عدن إلى صنعاء 101 محتجز سابق، على أن تستكمل عمليات التبادل خلال الساعات المقبلة.

هل سيحدث هذا فعلاً؟

كشف المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر، فابريزيو كاربوني، عن أن السؤال الوحيد والمشترك الذي كانت اللجنة تتلقاه دوماً من قبل الأسرى وعائلاتهم وأقاربهم، كان "هل سيحدث هذا فعلاً؟"، في إشارة إلى إطلاق سراح المعتقلين.

وكان فابريزيو قد أوضح سابقاً أن الإعداد لهذه العملية استغرق قرابة عامين، مضيفاً أنها عملية طويلة، وقد تستمر أياماً.

وتستمر احتفالات أهالي مئات اليمنيين منذ أمس بعودة ذويهم المحتجزين بعد طول انتظار في عملية من شأنها، بحسب مراقبين، أن تمنح دفعة قوية نحو السلام الشامل في اليمن، الذي ترعاه الأمم المتحدة.

تمهيد لقادم أكبر

العملية التي أدت إلى إطلاق 1181 شخصاً، بحسب ما أعلنه الخميس وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمني، رئيس اللجنة الحكومية في اتفاق سويسرا، ماجد فضايل، تشكل تمهيداً لإطلاق سراح جميع الأسرى، وفق مادة "الكل مقابل الكل" التي نص عليه اتفاق ستوكهولم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان الجانبان قد توافقا في محادثات السويد في ديسمبر 2018، على تبادل 15 ألف أسير، لكن عمليات تبادل محدودة جرت منذ التوقيع على الاتفاق المذكور.

الحكومة لن تكتفي بهذه الدفعة

في أول تعليق حكومي، قال ‏رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك، إن "الحكومة لن تكتفي بهذه الدفعة المفرج عنها من المختطفين والمعتقلين في سجون ميليشيات الحوثي الانقلابية، بل ستواصل جهودها حتى الإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً وضمان حريتهم وعودتهم إلى أهلهم".

‏رئيس الوزراء طالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على الحوثي لتنفيذ الاتفاقات بشكل كامل وعدم المراوغة والوقف الفوري لتعذيب المختطفين والمحاكمات غير القانونية التي تقوم بها ضدهم لأغراض سياسية، داعياً إلى إيقاف الاعتقالات التعسفية للمواطنين الأبرياء بمناطق سيطرة الميليشيات.

استقبال شعبي في مأرب

وفي محافظة مأرب، الواقعة في نطاق الجغرافيا التابعة للحكومة الشرعية (شرق اليمن)، وصلت صباح اليوم الجمعة مجموعة من الأسرى المحررين، قادمة من مدينة "سيئون" من ضمن صفقة التبادل التي تمت الخميس.

وتداول ناشطون صوراً تظهر وصول عدد من الحافلات التي تقل الأسرى المحررين يصطف على جوانبها مئات المستقبلين بالأهازيج وعبارات الترحيب، يتقدمهم محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، ورئيس هيئة الأركان في الجيش اليمني عزيز بن صغير وعدد من المسؤولين والقيادات العسكرية والنشطاء.

ووجه العرادة بصرف ‏مبلغ مليون ريال يمني (نحو 3900 دولار أميركي) لكل أسير مفرج عنه مع تقديم الرعاية الصحية والنفسية لجميع المحررين.

الحرية لخمسة صحافيين

من بين المفرج عنهم في عملية تبادل الأسرى الذين وصلوا إلى مأرب، خمسة صحافيين كانوا قد احتجزوا من قبل جماعة الحوثي قبل نحو خمس سنوات من مقار أعمالهم في العاصمة صنعاء، فيما أبقت على أربعة صحافيين آخرين وعدد من الناشطات والإعلاميات سبق أن صدرت بحقهم أحكام إعدام في سجونها بعيداً عن فرصة التبادل.

وفي تعليق له، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني "سعداء بالإفراج عن خمسة من زملائنا الصحافيين المختطفين في معتقلات ميليشيات الحوثي، وهم هشام طرموم، وهشام اليوسفي، وهيثم الشهاب، وعصام بالغيث، وحسن عناب، بعد أكثر من خمس سنوات ونيف من الاعتقال، تعرضوا خلالها لأبشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي".

وأضاف في تغريدة له "‏نعبر عن التزامنا الكامل بمواصلة الجهود حتى إطلاق باقي المختطفين في معتقلات ميليشيات الحوثي من الإعلاميين والصحافيين والناشطين، ونحملها مسؤولية حياة وسلامة الزملاء الأربعة، وهم عبد الخالق عمران وأكرم الوليدي وحارث حميد وتوفيق المنصوري، الذين صدرت بحقهم أوامر بالقتل".

مراسم استقبال رسمية في صنعاء

في المقابل، أعدَّت جماعة الحوثي مراسم استقبال رسمية لعناصرها المفرج عنهم.

وذكر محمد الحوثي، عضو المجلس السياسي التابع للحوثيين، اليوم الجمعة، أن "تبادل الأسرى ملف إنساني، ونعبر عن أسفنا لعدم خروج جميع الأسرى في تبادل شامل".

وأبدى استعداد جماعته لإطلاق سراح الأسرى، بقوله "جاهزون لأن نبادر بإطلاق جميع الأسرى لدينا، لكن الطرف الآخر هو من عرقل هذا الطرح".

وأعلنت سلطنة عمان، الأربعاء، أنها توسطت للإفراج عن اثنين ممن وصفتهم بالرعايا الأميركيين، قائلة إنها تواصلت مع صنعاء "التي استجابت مشكورة لمساعي السلطنة، ووافقت على الإفراج عن الأميركيين الاثنين ونقلهم إلى السلطنة على متن رحلة تابعة لسلاح الجو السلطاني العماني"، تمهيداً لعودتهم إلى بلادهم.

جسر جوي للأمل

من جهة أخرى، أبلغ مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث في إحاطته أمام مجلس الأمن، الخميس، أن عملية التبادل "جسر جوي للأمل"، مضيفاً أن الجانبين لا يزالان يجريان مفاوضات بشأن وقف إطلاق نار دائم يأمل أن يتم التوصل إليه قبل نهاية العام.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي