بينما يترقب العالم الموجة الثانية لجائحة كورونا، يبدو أن الفيروس قرر أن يطل بوجهه القبيح من جديد، ليفرض على الجميع إجراءات العزل والحجر الصحي، وما يلقيه من أعباء وتداعيات صحية واقتصادية واجتماعية لتعود الشوارع خالية ومهجورة، تخوفاً من الإصابة بالوباء الذي لا يزال العالم يتسابق لصنع لقاح للتخلص منه، ولم يصل إليه بعد.
إيران تسجل 250 وفاة في 24 ساعة
أعلنت وزارة الصحة الإيرانية، اليوم الأحد، أن البلاد سجلت 251 وفاة جديدة بمرض كوفيد-19 في الأربع والعشرين ساعة الماضية، وهي زيادة قياسية يومية، فيما ارتفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة إلى أكثر من 500 ألف حالة، وفقاً لرويترز.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة سيما سادات لاري، لـلتلفزيون الرسمي، إن العدد الإجمالي للوفيات قفز إلى 28544. وأضافت أن إيران سجلت 3822 إصابة جديدة بكورونا ليرتفع الإجمالي إلى 500075 حالة.
الهند تتجاوز 7 ملايين إصابة بكورونا
تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا سبعة ملايين، الأحد، في الهند التي تقترب بذلك من الأرقام التي سجلت في الولايات المتحدة. وفي أوروبا تتضاعف القيود الجديدة في مواجهة أزمة متفاقمة، بينما ارتفع عدد الإصابات في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي إلى عشرة ملايين و35 ألفا و934، أفضت بـ367 ألفا و358 إلى الوفاة، بما في ذلك البرازيل حيث تجاوز عدد الوفيات 150 ألفاً.
وأعلنت وزارة الصحة الهندية أن 75 ألف إصابة جديدة بكورونا، سجلت الأحد، ما يرفع عدد المصابين إلى 7.05 مليون شخص، ويجعل الهند الدولة الثانية في عدد هذه الحالات في العالم بعد الولايات المتحدة، حيث أصيب 7.67 ملايين شخص بكوفيد-19.
ويقول خبراء إن عدد الإصابات قد يكون أكبر بكثير، إذ إن فحوص كشف المرض في هذا البلد، الذي يبلغ عدد سكانه 1.3 مليار نسمة، ويضم أكثر المدن اكتظاظاً بالسكان في العالم، أقل عدداً بكثير من عديد من البلدان الأخرى، لكن معدل الوفيات يبقي قليلاً بالمقارنة مع حجم انتشار المرض والإصابات، وبلغ 108 آلاف و334 حتى الأحد، أي أقل من الأرقام التي سجلت في الولايات المتحدة (214 ألفا و305)، والبرازيل (150 ألفاً). ويفسَّر ذلك بنسبة الشباب المرتفعة بين سكان الهند، واحتمال وجود مناعة بسبب انتشار أمراض أخرى وتقديرات لعدد الوفيات أقل من الواقع. ويأتي ارتفاع عدد الإصابات مع مواصلة الحكومة الهندية رفع الإجراءات التقييدية لتحفيز الاقتصاد، الذي تضرر بشدة من الاحتواء الصارم الذي فُرض في مارس (آذار) الماضي. لكن الخبراء يخشون من موسم الأعياد المقبل، عندما تتجمع حشود ضخمة للاحتفالات العامة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أوروبا تفرض القيود في وجه الوباء
في أوروبا حيث ارتفع عدد الإصابات إلى أكثر من 6.2 ملايين، والوفيات إلى أكثر من 240 ألفاً، تُفرض قيود جديدة. ففي ألمانيا فُرض إغلاق معظم المحال التجارية وكذلك جميع المطاعم والحانات من الساعة 23,00 إلى الساعة السادسة، حتى 31 أكتوبر الحالي على الأقل.
ومع تسجيل أكثر من أربعة آلاف إصابة جديدة يومياً وفق الأرقام الرسمية، حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، من احتمال فرض إجراءات جديدة إذا لم تستقر وتيرة انتشار كوفيد-19 خلال عشرة أيام.
ويتفاقم الوضع في فرنسا أيضاً حيث سُجل رقم قياسي جديد بنحو 27 ألف إصابة خلال 24 ساعة، حسب أرقام رسمية نشرت مساء السبت. ولم يستبعد المجلس العلمي للحكومة إمكانية إعادة فرض إجراءات حجر محلية "إذا لزم الأمر".
وفي بريطانيا، أبلغ المستشار الإستراتيجي لرئيس الوزراء إدوارد ليستر نواب شمال غربي إنجلترا (حيث ينتشر المرض) خصوصاً أنه "من المحتمل جداً" تطبيق قواعد أكثر صرامة في "بعض المناطق".
ترمب يستأنف جولاته الانتخابية
في واشنطن، بدا الرئيس دونالد ترمب الذي أدخل في الثاني من أكتوبر، إلى المستشفى حيث أمضى ثلاثة أيام، مطمئناً السبت، عند إعلان عودته إلى السباق الرئاسي قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات التي ستجرى في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال في بداية خطاب استمر عشرين دقيقة أمام أنصاره في البيت الأبيض، "أشعر أنني في حالة رائعة". وأعلن طبيب البيت الأبيض شون كونلي، السبت، أن ترمب لم يعد يُعتبر مصدراً لخطر انتقال عدوى كوفيد-19، وذلك بعد تسعة أيام من ظهور نتائج الفحوص التي أثبتت إصابته بكورونا.
وتحدث كونلي في بيان عن "استيفاء الرئيس معايير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، لناحية التمكن من وقف الحجر الصحي بشكل آمن" موضحاً أن "فحص بي سي آر" هذا الصباح يظهر أنه لم يعد يعتبر مصدراً لخطر انتقال العدوى إلى الآخرين.
ويفترض أن يستأنف مهرجانات حملته مطلع الأسبوع المقبل بوتيرة مكثفة، إذ سيزور ولايات فلوريدا الاثنين، وبنسلفانيا الثلاثاء، وأيوا الأربعاء.
الشوارع المهجورة تعود في الأردن
في الأردن، عادت مشاهد الشوارع المهجورة والمتاجر المغلقة من جديد في عطلة نهاية الأسبوع، مع دخول البلاد حالة عزل عام لمدة 48 ساعة للمرة الأولى منذ أشهر، للمساعدة في احتواء تفشي جائحة كورونا، حسبما رصدت وكالة رويترز.
وشهدت المملكة زيادة وصفها المسؤولون بأنها "هائلة" في حالات الإصابة التي ارتفعت بنحو 10 آلاف حالة في أكثر من أسبوع بقليل، ليصل إجمالي الإصابات إلى ما يقرب من المثلين منذ ظهور أول حالة إصابة في البلاد أوائل مارس، وهو ما يمثل تحولاً عما كانت عليه الحال في الأردن الذي شهد أحد أقل معدلات الوفيات والإصابات في الشرق الأوسط.
ويجاهد بعض كبار المسؤولين من أجل تجنب إجراءات عزل عام أوسع نطاقاً لا يتحملها الاقتصاد الذي تضرر بشدة. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد، الذي كان يعاني حتى قبل الجائحة، بنسبة 6 في المئة هذا العام وهو أول انكماش منذ 1990.
ونشرت السلطات آلافاً من قوات الجيش لتنفيذ إجراءات العزل التي بدأت في منتصف الليل. وبلغ عدد حالات الإصابة اليومية 1824، الاثنين الماضي ليبلغ إجمالي الإصابات في البلاد 23998 حالة، والوفيات 189 حالة.
كورونا يفرض العزل على 169 قرية لبنانية
الأمر نفسه تكرر في لبنان، إذ أعلنت وزارة الداخلية اللبنانية، الأحد، فرض تدابير عزل على 169 قرية وبلدة، بينها العشرات التي كانت أقفلت تماماً لثمانية أيام، لمواجهة انتشار فيروس كورونا مع تسجيل معدلات قياسية خلال الأسابيع الماضية.
وقررت السلطات اللبنانية أيضاً إقفال الحانات والملاهي الليلية في كامل البلاد "حتى إشعار آخر"، مع تعذر فرض إغلاق عام في البلاد التي تواجه أسوأ أزماتها الاقتصادية. وسجل عداد الإصابات حتى مساء السبت 52.558 بينها 455 وفاة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت السلطات اللبنانية فرضت في الرابع من الشهر الحالي الإغلاق الكامل لمدة ثمانية أيام على 111 قرية وبلدة، ومع ارتفاع عدد الإصابات، أعلنت وزارة الداخلية الأحد الإقفال الكامل على 169 قرية وبلدة بينها نحو 80 منطقة مُدد فيها الإغلاق.
وحذر وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، الشهر الحالي من اقتراب لبنان من السيناريو الأوروبي، واعتبر أن "النجاح في القرار الجريء في إقفال عدد من البلدات هو الفرصة الأخيرة".
وتخشى السلطات من أن الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات قد يربك القطاع الصحي الهش أساساً في البلاد، خصوصاً على وقع الضغط الذي رتبه انفجار بيروت في الرابع من أغسطس (آب) على كبرى مستشفيات العاصمة، مع وجود عدد كبير من الضحايا، وخروج ثلاثة مستشفيات على الأقل من الخدمة.